عباس زينل||
قادتنا زهدوا في الدنيا، ولم يجزعوا من ذلها، ولم يتنافسوا في عزها، غضوا أبصارهم عن مطامع الدنيا خوفا من الآخرة وتذكرهم لمعادهم، أخرجوا الدنيا من قلوبهم قبل أن تخرج أجسامهم منها، وكانت الدنيا في أعينهم أصغر من حثالة القرظ وقراضة الجلم.
لم يأسوا على الماضي ولم يفرحوا بالآتي
لم يطلبوا الدنيا بقلوبهم وتركوها بجوارحهم إلا بقدر ضرورة ابدانهم، وأعرضوا عن متاع الدنيا وطيّباتها من الأموال والمناصب وسائر ما يزول بالموت،
لم يتعلقوا بالدنيا ولم يتشبثوا بمغرياتها ولم ينشغلوا بالنعم دون المنعم.
فلم يروا منصباً ولا جاهاً ولا كرسياً ولا شيئاً له قيمة وكانوا مثل أميرهم أمير المؤمنين عليًا عليه السلام إذ طلقوا الدينا ثلاثًا وكانت عندهم أزهد من عفطة عنز واهون من ورقة في فم جرادة تقضمها.
كانوا يستطيعون الحصول على كل شيء في العراق، وبمجرد الإشارة إلا أنهم زهدوا عنها وعن ملذاتها وزبرجها، وأي زهدٍ كان حيث مثلوا أخلاق أمير المؤمنين وأحسنوا تمثيلًا.
اللّهم اجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم ولا تفرّق بيننا وبينهم وبين محمد وآله طرفة عين أبداً.
https://telegram.me/buratha