عباس زينل||
الصورة التي جمعت بين اللاعبين العالميين ميسي وكرستيانو، رغم أنها أنتشرت بشكل كبير جدًا، وهي حتى وان لم تنشر من قبل الناس، فمجرد ان نشرت من قبل ميسي وكرستيانو؛ فإنها قد حققت وصول كبير لملايين المتابعين في العالم، بحكم شهرتهم العالمية التي لا مثيل لها.
ومع كل هذه الأدوات التي تساعد لوصول الصورة؛ فإن أغلب العراقيين من الشباب البنات الصغار الكبار، الجميع شاركوا هذه الصورة ونشروها، ومع أن نشرهم لا يضيف شيئا لما عليه ميسي وكرستيانو، ومع ان الصورة لم تكن لقاء حقيقي على أرض الواقع بينهم، حيث كان كل طرف يقوم بالتصوير في مكان مختلف، وصورت وركبت من قبل قبل المصورة الامريكية"آني ليبوفيتز"
المغزى أين؟ المغزى هل هؤلاء الذين قاموا بنشر هذه الصورة، وبهذه السرعة والمحبة والاختيار، يملكون مشاركات في تغيير واقعهم الحياتي والمعيشي، حتى ولو بمشاركة بسيطة، كأن تكون نشر صورة لمقاتل عراقي؛ قضى نحبه وهو يدافع عن أهله ووطنه، كأن يشارك ذكرى من ذكريات النصر في الحرب على داعش، كأن ينشر فتوى او نصيحة أبوية للمرجع الاعلى السيستاني، يدعو فيها إلى الوحدة بين العراقيين والتآلف والأخوة والمسامحة، كأن ينشر للضيف العراقي الشهيد الجنرال قاسم سليماني؛ وهو يتفقد سواتر العز والشرف في الوقت الذي هرب فيه العراقيين، كأن ينشر لقائد الحشد الشايب البصري، وهو جالس مع نازح من أهالي الغربية، ويمازحه وكأنه لم تكن قد حدثت هناك معارك.
لعلي قد طلبت منه كثيرًا، فالإعلام اخذ مأخذه من عقول الكثير وغير بوصلتها، ما رأيكم حول السلبية التي ينشرونها في الأوساط العراقية، ما رأيكم كلما شاهدوا معلما او إنجازًا في دولة ما؛ جاؤوا وانتقصوا من العراق واستهزؤوا من قدرات العراق، وترحموا إلى أيام جلادهم وأيام القحط والحصار، نعم نحن لسنا بمستوى باقي الدول، وهذا فيه عدة أسباب وجوانب، أهمها بأن هذه الدول المتقدمة نفسها؛ قد شاركت في بقاء العراق متأخرًا، وذلك بإشغاله في الحروب والفساد الداخلي والخارجي، اما مقارنة تلك الحقبة بالوقت الحالي فهذا ظلم كبير، الذي لم يملك رغيفًا في السابق، الان يتحدث عن المشاريع والأراضي وكيف يأمن مستقبل أطفاله.
هذه نبذة مختصرة على انه؛ كيف الإعلام الغربي عمل على غفلة الشاب العربي أو الإسلامي، والعراقي خصوصًا، فطاقة وقوة الشعوب بشبابها، ف الشاب الذي لا يدرك ماذا يحصل، ولماذا حصل وبين من وأين وكيف، ومن السبب ومن أجل ماذا ومن، وجل طموحه ينشر فرحا صورة مركبة لنجوم كرة القدم، فللأسف هذا الشعب بكل سهولة يتم إغفاله، هي القضايا كلها مرتبطة ببعض، فهي كالمعادلة الواحدة، عدم وجود حكومة خدمية وقوية؛ لأسباب داخلية وخارجية، هذه الأسباب تحصل؛ لعدم وجود شعب واعي يملك قوة وإصرار.
نحتاج ثورة فكرية لإيقاظ الشباب من غفلتهم، فالكثير من المفاهيم لديهم مغلوطة، الأمور الثانوية أصبحت مهمة لديهم، والمهمة أصبحت جانبية وتفاهة؛ ولا يريدون الخوض في نقاش تلك؛ لانها لا تجلب سوى الآلام والأوجاع للإنسان، نحن لا نطلب الابتعاد عن الرياضة والانشغال بالقضايا الاجتماعية والسياسية، على العكس تمامًا فأنت من خلال الرياضة؛ تستطيع إيصال رسائل مهمة للعالم كله، وذلك بالاستثمار والتوظيف الصحيح لأفكارك وطرحك، مجرد التفكير بمصيرك ومصير بلدك؛ امر كافي للعمل جادًا على تغيير أفكارك، تغييرها من التسطيح والإغفال والبساطة، إلى الوعي والإدراك والمنطق والانتباه والعقل.
العالم اليوم في سباق فكري، الذي يفوز سيسيطر على عقول شباب تلك الدولة، وبذلك سينفذ مخططاته ويحرك أجنداته بكل سهولة، لا تخرج من السباق حتى لا تكون مجرد هامش ينفذون خططهم وتجاربهم فيك.
https://telegram.me/buratha