زمزم العمران ||
الحضن الدافئ ،الذي يسهر طوال الليل، على راحة الابناء، لايعرف الكلل ولا الملل ، وقد وضع الله الجنة تحت أقدامها ، واوصى نبينا بصحبتها ، كما ورد في حديثه الشريف عن احد الصحابة عندما سأله : من أحق الناس بحسن الصحبة ؟ قال أمك ، ثم أمك ، ثم أمك ، ثم أباك .
فقد سجل التاريخ ، شخصيات عظيمة، أمثال ، فاطمة بنت أسد ، عندما كانت ترعى ، نبي الرحمة ، محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، بعد وفاة أمه، السيدة آمنة بنت وهب ، كأنه أحد أبنائها ، بل بالغت في الأعتناء به، افضل من أبنائها ، أما الشخصية الأخرى ، فهي أم الزهراء عليها السلام ، خديجة رضوان الله عليها، التي كانت مثالاً ، لانظير له ، في التضحية والأيثار، ولايوجد أفضل منها الا أبنتها، التي وقفت في المسجد النبوي ، وهي تدافع عن حق أمام زمانها ، وكما لايمكن التغافل عن سيرة العظيمة ، فاطمة بنت حزام الكلابية ، التي ضربت أروع الامثلة ، في مداراة أبناء ضرتها، عندما قالت لزوجها ، لاتناديني بأسمي ، خوفاً على مشاعر الحسن والحسين وزينب عليهم السلام ، من ان يتذكروا أمهم فيحزنوا ، هذه القدوات العظيمة ، ماأحوجنا اليوم كمجتمع ، ان نستلهم من سيرتهن العطرة، في الاخلاق والتضحية ، وأبرز من مَثل هذا الأرث العظيم ، أمهات شهداء الحشد الشعبي ، لاسيما أم الشهيد وسام العلياوي وأخوته، وبقية أمهات الشهداء ، اللاتي قدمن ،فلذات اكبادهن، دفاعاً عن العراق ومقدساته، لا كما فعلن اللاتي ، لايستحقن الحياة مثل عذراء الجنابي ، التي لم تستلهم من ام البنين ، هذا الدرس فقتلت الطفل البرئ، موسى ابن ضرتها ، أو كما فعلت الأم نسرين جبار ، الأم التي ألقت بطفليها ، معصومة و حر ، من على جسر الائمة في نهر دجلة ، بغضاً بأبيهم ، فهاتين الامرأتين ، لم تنهلا من المدرسة العظيمة، لمحمد وآله الأطهار ،وهي مدرسة الأسلام المحمدي ، الذي كرم المرأة ، وجعلها مساوية للرجل في الحقوق والواجبات ، كونها الدعامة الرئيسية ،في بناء المجتمع .
وكما قال الشاعر حافظ أبراهيم :
الأم مدرسة أذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراقِ
https://telegram.me/buratha