زمزم العمران ||
تتمثل المصالح الأمريكية في العراق ، بما يملكه العراق ، من نفط وغاز وموقع جغرافي ، يشكل خط أمداداً ، ونقطة وصل ، بين الشرق الأوسط والشرق الأقصى ،وكذلك اوربا ، فضلاً عن العمق التأريخي ، والبعد الحضاري ، والديني لهذا البلد.
الا أن مايمكن أغفاله ، وجود مصلحة أخرى لأمريكا في العراق ، الا وهي أمن الكيان الصهيوني ، واستمرار هيمنته في المنطقة ، لذلك نجد أن السياسة الخارجية الأمريكية ،إتجاه العراق والمنطقة المتمثلة ، بجنوب غرب آسيا ، مرهونة بمصالح أثنين الا وهما ، الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ، والهدف منها بالنسبة لأمريكا ، الهيمنة على العالم واستمرار سيطرة اسرائيل ، على الشرق الأوسط لتكوين ماروج له رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق ، شيمون بيرس ، وغيره من قبل ثلاثين سنة ، لذلك لم تتردد امريكا بأتخاذ كل الوسائل ، المشروع منها وغير المشروع ، من أجل تحقيق هذه المصالح ، واستمرار سيطرتها وسيطرة إسرائيل ، على منطقة الشرق الأوسط ، لذا قامت بصناعة التنظيمات الأرهابية ، ودعمها لنشر ثقافة القتل والإرهاب ، ومن ثم تكوين تحالفات بحجة محاربتها بعد انتهاء المصلحة، المراد تحقيقها منها كما فعلت مع طالبان في أفغانستان، عندما دعمتها في مواجهة الروس ، وكذلك ماقامت به من تفجيرات مفبركة ، بتقنية الهولوگرام ،في 11سبتمبر عام 2001 ، لكي تصنع حجة تسيطر فيها على اي منطقة في العالم ، تحت ذريعة الإرهاب والقضاء على التهديدات الإرهابية ، وهذا ما فعلته مع نظام البعث ، الذي جائت به بقطارها ، وعندما حقق لها ماارادته ، بحروب عبثية ، ملئت الخليج بقواتها وبوارجها العسكرية ، وقد ضمنت السيطرة على المقدرات النفطية ، في تلك البلدان فضلا عن العراق الذي احتلته منذ عام 2003 ، حتى نهاية عام 2011 ، وقد ملئته خلال تلك السنوات ،بالقتل والإرهاب ،خرجت بعد التاريخ المذكور آنفاً، بأتفاقية أستراتيجية موقعة بين الطرفين ، لكن الأمر لايروق لها ، فقد قامت بتشكيل مسلح ، دعمته بكل الطرق تحت مسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش )، والتي أعلن عنها صراحةً من قبل هيلاري كلينتون ، وباراك أوباما ، لكي ينشط هذا التنظيم في بادئ الأمر في سوريا ، بعد أن قاموا بطلب مد أنبوب غاز من قطر الى أوربا ، عبر سوريا لمحاربة الاقتصاد الروسي ، الذي يسيطر على بيع الغاز إلى أوروبا ، فرفض الرئيس السوري لأن هناك تحالف وأتفاقيات ، بينه وبين روسيا ، فعملوا على تنشيط تلك المجاميع في سوريا ، محاولين أسقاط نظام الحكم فيها ، تمدد هذا التنظيم ليدخل الأراضي العراقية ، في صيف عام 2014 ، لكي يتمكن من السيطرة على اكثر من محافظتين ، في شمال العراق ، وصرح بأنه سوف يسيطر على مناطق وسط وجنوب العراق ، ويقوم بهدم المراقد المقدسة في تلك المحافظات ، أحبط هذا المشروع بفضل المرجعية الدينية ، التي أعلنت عن فتواها التاريخية ،بضرورة التصدي بعنوان ، الجهاد الكفائي ، لتلك الجهة الضالة ، وبذلك تكون قد أحبطت جزء من مؤامرة، أسس لها الأمريكي ، ومن أجل الحفاظ على مصالحه في العراق ، خوفاً من تَنامي هذه القوة الناشئة ، بفتوى المرجعية ، قاموا بتشكيل مايسمى بالتحالف الدولي ، لمحاربة داعش ، الذي كان هو من صنعه ودعمه جائت نتائج تأسيس هذا التنظيم عكسية ، على مصالح الولايات المتحدة في العراق ، فقد أصبح الامتداد الجغرافي للدول الرافضة للهيمنة الأمريكية على نسق واحد ، وبطريق مفتوح من طهران الى بيروت ، وهذا ماسبب قلق أستراتيجي عند أمريكا ، والكيان الصهيوني ، لذلك أدخلت امريكا قواتها على الحدود السورية العراقية ، وكونت قاعدة لها هناك ، تسمى قاعدة (التنف)، من أجل الحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي ، خوفاً اذا مادخلت اسرائيل الحرب ضد حزب الله في لبنان ، فأن هذا الامتداد الجغرافي ، سوف يرفد ذلك الحزب بالمال والرجال والسلاح ، مما يسبب أنهيار ذلك الكيان الغاصب .
https://telegram.me/buratha