ملك الإمارة ||
الرداء الاسود هو كل مارأيته من يوم ولادتي .. حتى يومي هذا ..
بسبب شعوب كثيرة.. فرقت الاحباب عن بعضهم.. منها المرض ومنها الغرق .. ومنها السرطان الاكبر صدام ..
كان بيتنا يحمل من الحنين مالا تحمله الجنة، رغم معانتنا يوميا من خبث عبد اعمى القلب والبصر ، الذي كنا مؤجرين منه المنزل الذي نسكن فيه ، والذي يكره عائلتي جدا وحاول بشتى الطرق اذيتهم،
فتارة يصبح ابي على عطل سيارته .. التي كان يعمل عليها في منطقة الشورجة .. ويجد السبب بعض السكر المخلوط مع البنزين .. وتارة يأتي عضو الفرقة الباغي ابو نور ..الذي ساهم في تعذيب واذية آلاف الشباب آنذاك.. وكان يسمع امي ابشع الكلمات .. متهما والدي بالتبعية بسبب دعوة عبد الاعمى..
والذي توفي في فترة كورونا ولم يجد من يدفنه .. بعد أن رموه أبناءه في الشارع .. خوفا من العدوى .
أو أنها تصبح على دقة باب ، تحمل خبر اختفاء شقيقها بسبب الحرب ، او موت ابيها، أو اختفاء والدتها التي اكتشف بعد ثلاث ايام من فقدانها ،أنها توفيت بسبب انقلاب السيارة ، على طريق كربلاء_بغداد ..
واخرها وأعظم جرح لعائلتها اعدام أخيها ..
رغم كل هذا المغص كانت هنالك روائح عالمية تغزوا المنزل ،من اخر غرفة إلى باب غرفة نائب الضابط ، بدائرة المراتب العراقية آنذاك.. التي كنا نسكن أمامها ..
عطر الخبز على تنور الطين .. يوقده من نومه مناديا اخي الاكبر (يوليد كرصة خبيزة من الحجية) ..
أو رائحة مرق الطماطم التي كانت تخلوا من اللحم..
واعظم العصائر تحظرها لي ..هو عصير الطماطم .. قليل الملوحة .. غني بالطاقة ..
يجعلني اسعد طفلة في العالم .
بعد وفاة والدي الذي لم يكن يملك عملا حكوميا .. أو تقاعد وغيرها .. حارت بنا وبمعيشتنا .. لم تترك عملا شرعي الا وعملت به .. وهذه قصص وحدها على مدار ثلاث سنوات .. كانت كفيلة بإستسلام اقوى امرأة ..
حتى اكملت دراستي ..و بدأت بمعاونتها ..
تعلمت منها القوة والثبات ..
تعلمت ان اتحمل رياح الحياة العاصفة .. كيفما أتت استقبلها .. واحاورها وأسير بمحاذاتها .. حتى اعبر إلى الطرف المشرق من الرواية الخاصة بي..
امي .. التي كانت كخديجة بنت خويلد للرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم.. أعظم داعم لابي .. وسندا يعينه على السير في تلال الحياة .
ماري كوري عصرها ..قاومت فساد العصر .. الذي جرف معه عوائل بأكملها .. قاومت أعظم قاتل في تاريخ البشرية .. وهو العوز والفقر المادي .. وكانت مارغريت تاتشر بسياستها.. التي قاومت ألسنة النساء في عالمها .. اللاتي حاولن أن يثنين عزيمتنا.. ويكسرن اقلام احلامنا .. لم تستمع لهم ولم تدعنا نرد عليهم ..
امي أعظم دعاء لها ( ربي خليهم فوگ الايدين.. وشوكة بعيون الحاقدين )
امي اذا عصي الأمر باخي الأكبر .. اتصل بها قائلا ( يمه .. ادعيلي بروح ابوج)
عيناها تصبح كاللؤلؤه .. تلمع من شدة الحزن عليه والقلق .. حتى يخبرها بعد ساعة بانتهاء همه .. لتعود لها الحياة ..
امي لو رفعت يدها إلى الله داعية بصوت عالي .. إلهي بفاطمة وأبيها والسر المستودع فيها .. نزلت الملائكة تقبل يديها حاملة الاستجابة الإلهية..
امي لم تدع على أحد .. ولكن الله كان ينزل سخطه على كل من يؤذيها .. ولو بكلمة .
كل صفات القيادة و العظمة .. والقوة والحب والعشق، تملكها .
امي هي طوعة حياتي .. وأعظم العطايا الإلهية بعد حب علي .. قدوتي وقائدتي .. روحي وراحتي ..
اعتذر منها على كل كلمة صدرت بدون قصد .. أو اني كنت سببا في حزنها .. اعلم انها لم تحمل علينا شيئا في صدرها..
امنيتي في هذا العام .. أن يساعدني الله ويرزقني لتحقيق رغباتها .. وامنياتها ..
(يمه اريد اشوفج احلى حجية السنة الجاية ) .
ادعوا الله أن لا يفارق صوتها قلبي وحياتي ..
حتى تراني انا واخوتي بأسعد ماتتمنى .
٢٣/٨/٢٠٢٣ الاربعاء
https://telegram.me/buratha