سلام الطيار ||
كانت تلك الأيام حزينة ومؤلمة، حينما تجلى استشهاد الإمام الحسن بن علي (ع) في أرض المدينة المنورة. لقد تجسّدت التراجيديا بكل معانيها، وعمّت الحزن واللوعة قلوب المؤمنين والمحبين لهذا السيّد الشاب الذي عرف بحسنه وجماله وأخلاقه الرفيعة.
بعد وفاة جده النبي الأكرم محمد (ص) وابيه امير المؤمنين ع تولّى الإمام الحسن (ع) قيادة الأمة الإسلامية في ظروفٍ صعبة. فقد كان العالم مليئًا بالمؤامرات والطمع والانقسامات. وبالرغم من أنه كان يملك كفاءة القيادة وحكمة الإمامة، إلا أنه قرّر القرب من الله والمصالحة، وذلك من أجل وحدة المسلمين.
لكن حسب الظروف والأحداث التي تلاها، واجه الإمام الحسن (ع) خيانة وخذلانًا من بعض الأشخاص الذين سعوا إلى تحقيق مصالحهم الشخصية. وفي ذلك الوقت الحرج، أدرك الإمام الحسن (ع) أن استمراره في الوحدة والمصالحة قد لا يكون ممكنًا، لذا قرّر أن يتنازل عن الحكم والإمامة للخير العام ولمصلحة الإسلام.
وهكذا، تجلى وفاء الإمام الحسن (ع) في قراره النبيل والشجاع. وعلى الرغم من المحن والصعوبات التي واجهها، اختار الإمام الحسن (ع) السلام والوحدة على حساب مصالحه الشخصية. وعندما واجه الانتقادات والتهم، ظلّ ثابتًا على قراره، وهو يعلم أنه يسير في طريق الحق والتضحية.
لكن لم تكن هذه القصة تنتهي بالاستقالة، بل كان هناك مأساة جديدة في انتظار الإمام الحسن (ع)، حيث تم دس السم اليه . استشهد الإمام الحسن (ع) بعد فترة قصيرة من استقالته، وهو يبلغ من العمر 47 عامًا فقط.
استشهاد الإمام الحسن (ع) كان ضربةً مؤلمة لقلوب محبيه. تلقوا خبر وفاته بصدمة وحزن عميق، فقد فقدوا قائدًا عظيمًا وملهمًا لهم. كانت تلك اللحظة تراجيدية بكل معنى الكلمة، حيث دقّت القلوب وبكت العيون على فراق هذا الإمام الشهم.
ترك استشهاد الإمام الحسن (ع) أثرًا عميقًا على محبيه. بينما كان يعلمون أن هذا الاستشهاد جزء من مصير الأئمة الطاهرين، إلا أنهم شعروا بالحزن والفقدان. لكنهم استمدوا من وفاء الإمام وتضحيته القوة والعزم لمتابعة دربه ونهجه، والتمسك بقيم الإنسانية والعدالة والتضحية في سبيل الحق.
https://telegram.me/buratha