علي السراي||
واهم من قال أن السِتار قد أُسدل على ملحمة السماء بعد تلك الظهيرة الحمراء، وإن الباطل قد علا أكتاف الحق وانزوى منتشياً معربداً بساعات من النصر الذي سرعان ما تحول إلى هزيمة معلناً أنتصار الدم على السيف، فثورة الحسين هي مشروع حياة ونهضة أُمة، وتمهيد عظيم لقيام أعظم تتسيد فيه حاكمية الله في الارض على يد وعد السماء وحلم الانبياء مهدي آل محمد صلوات ربي عليه وآله،لقد شكلت واقعة الطف منعطفاً خطيراً ومفصلاً محورياً في كل أحداث التأريخ ، وكل فصل فيها يمثل نهج ورسالة وأمة حية، وما زيارة الاربعين إلا إمتداد طبيعي لتلك الملحمة العاشورائية الخالدة التي تنهل الامة من معينها الصافي كل معاني الشجاعة والتضحية والايثار والاباء والكرم والجود بالنفس…
وواهم من ظن إنها مجرد مراسيم لإيام وتنتهي… بل هي ميدان قتال، ومدرسة إعداد وتأهيل جيشاً عقائدياً جاهزاً لتحمل مسؤولية القيام المهدوي الموعود، وهذا ما رأيناه واضحاً جلياً في فتوى الدفاع المقدس.وكيف لبى الاربعينيون النداء فانقذوا العراق وشعبه ومقدساته من فم الشيطان بملاحم كربلائية أذهلت العالم بأسره،وكان لكم يا خدام المواكب الحسينية وأبطال الدعم اللوجستي دوراً محورياً فيها، فقد كنتم فيلقاً مقاتلاً قائماً بذاته لم تخلو منكم جبهة أو ساتر أو ساحة قتال بدعمكم ورفدكم كل قطعات الحشد المقدس والقوات المتجحفلة معه بكل مايحتاجونه من طعام وشراب وحتى بالاموال ،نعم…كنتم بحق قادة وضباط فيلق العطاء والايثار الحسيني،
والان…ما أن حلت زيارة الاربعين حتى تنكبتم الراية مجدداً ونزلتم لساحات الجود والكرم تقدمون الغالي والنفيس لزوار إمامكم أبي الاحرار الحسين عليه السلام، فكل موكب فيكم هو كتيبة مقاتلة وكردوس في طريق التمهيد المقدس، وكلما زاد تفاني أحدكم في الخدمة والعطاء كلما زادت رتبته ومكانته ، لقد كان جون سلام الله عليه خادماً للحسين علي السلام مثلكم … فأضحى قائداً في عرصات كربلاء يتمنى العباد الوصول إلى رتبته ومكانته الرفيعة متوسماً وسام الشهادة الحمراء…
أيها الفرسان الابطال…
نُقبل أقدامكم ألتي وقفت على فسطاط سفرة الحسين وخدمة زواره، وأيادكم التي قدمت العطاء سخياً ودون كلل أو ملل، وكيف تكلون أو تملون وأنتم تعلمون أن من تقف على راس سفرتكم هي أُم كربلاء بأجمعها، تلك المثكولة بقتل ولدها الحسين عليه السلام… نعم هي من تقف على رأس سفرتكم صلوات ربي عليها، فهنيئا لكم أيها الضباط و القادة الشجعان في فيلق الكرم والعطاء وسام الخدمة الحسينية… ذلك الجواز الذي سيكون لكم جوازاً على الصراط … فلقد أصبحتم بحق… حديث العالم ومضرباً للأمثال…
هنيئاً لكم ولكل من سُجل خادماً في سجل خدمة الحسين …وذلك هو الفوز العظيم…
اللهم بحق الحسين
أشفي صدر الحسين بفرج
وليك القائم…
واجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه
إنك سميع مجيب
والحمد لله رب العالمين…
https://telegram.me/buratha