قاسم سلمان العبودي ||
يبدوا أن أستساغة الوجود العسكري الاميركي في العراق ، و عملية التسليم بتواجده الأحتلالي ، فعل فعلته لدى بعض السياسيين العراقيين وأعلامهم الأصفر من الخاضعين لإملاءات السفارة الاميركية ، عبر توهين القرارات التي صدرت من قبل البرلمان العراقي السابق والتي توصي بخروج جميع القوات الاجنبية والاميركية على وجه الخصوص . هذا القبول المذل لبقاء القوات الاميركية وتحت أي مسمى كان سبباً رئيساً في وهن السياسة الخارجية للعراق وخصوصاً بعد أعطاء وزارة الخارجية للمكون الكوردي ( الانفصالي ) الذي أدارها بطريقة سيئة ولا زال لهذا اليوم .
أن التحرك الامريكي العسكري في العراق هو أجراء طبيعي وفق المنظور الأحتلالي الذي يغيير جنوده بين فترة واخرى ، وقد صرحت السفيرة الامريكية رومانوسكي بأن حركة الجيش الأمريكي أنما هو حراك طبيعي ، لكن المتتبع للشأن السياسي العراقي يرى بأن التحرك الاميركي الأخير رافقته ( طبول ) أعلامية مغرضة لتهويل الأمر . ربما تكون هناك توصيات من السفارة الاميركية لتغذية التهويل الاعلامي من أجل أرباك الوضع السياسي في العراق ونحن على أعتاب الزيارة المليونية لأربعينية الأمام الحسين عليه السلام ، والتي تعتبر الحدث الاكبر الذي يعيد جبهة التوازن الشعبي لرفض الاستكبار الظالم بحق الأمة وثوابتها السياسية الاسلامية . كما هو المعروف عن واشنطن في كل أخفاق سياسي لها على المستوى العالمي ، تقوم بنفخ بالونات الوهم من أجل أشغال الرأي العام للتغطية على أنحسار دورها في العالم ، وخصوصا بعد الأفراج القسري عن الأموال الأيرانية مقابل السجناء الخمس لدى طهران .
ومن جهة ثانية ، أن الحراك العسكري على الحدود السورية العراقية ، هو رسالة أطمئنان امريكي للحكومة الصهيونية التي دخلت الانذار المبكر بعد خيمة حزب الله اللبناني على الشريط الحدودي مع المحتل ، وتصريحات السيد حسن نصر الله الأخيرة وتأكيدهُ على أستهداف العمق الصهيوني في حال جرب العدوا أي حماقة . لذلك كانت الأهداف من التحرك الامريكي متعددة الادوار ، ومنها قطع الطريق الرابط بين طهران ودمشق المغذي لجبهة الممانعة الاسلامية . تطبيل القنوات الصفراء للحراك الأمريكي ذهب بعيداً برسم صورة قاتمة للحدث وكأنه أحتلال أمريكي للعراق متناسية بأن العراق أصلاً بلدٍ محتل . هذا الجوق الأعلامي المطبل للحراك الامريكي يعيد مرة اخرى للذهن نظرية الأدوات الامريكية الداخلية التي تعتمد عليها واشنطن بإدارة الملفات السياسية العراقية بأكملها وليس ببعيد أغلاق المصارف العراقية من أجل أرتفاع سعر صرف الدولار أمام العملة العراقية وأرتفاع الأسعار بشكلٍ جنوني والمتضرر هو المواطن .
نرى بان وزارة الإتصالات عليها لعب دور رئيسي بالتصدي للقنوات الإعلامية التي روجت لفكرة العبث الأمني والتي أعطت هالة خاصة لذاك الحراك الامريكي الذي تزامن مع بعض المنجزات التنموية الداخلية ، وبعض المنجزات على المستوى الأقليمي الذي يبدوا أنه لم يرق لواشنطن وأدواتها الأعلامية المأجورة . نكرر مسألة سبق وان قلناها مرارا ، خروج المحتل الامريكي هو المنجز الأكبر في حال أراد الشعب أن تستقيم أمور دولته التي عبث بها المحتل الامريكي كثيرا . أذن المسؤولية يتحملها الجميع وعلى راسهم السلطات الثلاث في العراق .
https://telegram.me/buratha