المقالات

التاريخ  يعيد نفسه..الطبقة  المخملية والمعدمة


حيدر الموسوي ||

 

في  زمن  النظام  الملكي  استشرت الطبقية  بشكل  غير مألوف فكانت  هناك  الطبقة  الارستقراطية القريبة  من  السلطة  والعائلة  المالكة المتمثلة  في مترادفات ادارات  الحكم المتعاقبة

هؤلاء  تملكوا  مجموعة  كبيرة  من  قطع الاراضي  ومساحات  شاسعة  في مناطق  متميزة  مثل  الوزيرية  والعائلية والخارجية  وغيرها،  حتى  تحولت  اسماء تلك  الاسر  الى  ما  يعرف  بالبيوتات  كما يطلق  عليهم  العوائل  البغدادية  الاصيلة بيت  فلان  وعلان وغيرها

فقد  استولى  نوري  باشا  سعيد  على  كم هائل  من  قطع  الاراضي  وكذلك  جعفر العسكري وغيرهم

واستمرت  هذه  الظاهرة  باستثناء شخص  عبد  الكريم  قاسم  الذي  كان زاهدا  كحاكم  وذهب  الى  توزيع  البيوت حتى  على  الفقراء  لكنه  ايضا  اعطى مساحات  ٦٠٠  متر  في  مناطق  اليرموك وغيرها  والاخرين  ١٥٠  في  الثورة والشعلة  والاسكان 

في  حقبة  نظام  صدام  اكثر  ما تم تمييزهم  في  ظاهرة  توزيع  قطع الاراضي  والامتيازات  هم  فئة  الضباط فقد  استلم  بعضهم  ٣  قطع  اراضي وبمساحات  ٣٠٠  متر  مربع  واكثر  نغم هناك  توزيع  للموظفين  انصافا  ولكن التمييز  بالمساحة  والمناطق  ايضا  كان موجود 

نعود  الى  حقبة  ما  بعد  التغيير  مالذي حدث؟!

قامت  الحكومة  المؤقتة  برئاسة  علاوي بسن  سلم  رواتب  ظالم  جدا  فقام  ايضا بتقسيم  موظفي  الدولة  حسب  الوزارات الى  فئات  موظف  درجة  اولى  ياخذ قريته  المضطهد  رغم  نفس  الشهادة  اقل منه  بخمسة اضعاف

وقام  بمنح  قطع  اراضي  لبعض  تلك المؤسسات  في  مناطق  متميزة  وهذا حدث  مع  حكومات  التي  جاءت بعده

مثلا  القضاة  في  العراق  استلموا  قطع اراضي  بمساحة  ٣٠٠  متر  مربع  لمرتين او  اكثر  ولديهم  خصم  خاص  في المجمعات  السكنية  الحديثة  علما  ان رواتبهم  عالية  جدا  اما  الوزراء  واخرين لا  يمكن  الحديث  عنهم  لانهم  الطبقة المخملية  والرتب  العالية  من  الضباط ايضا  اصحاب  الكروش  والرواتب الضخمة  فضلا  عن  موظفي  الامانة العامة  لمجلس  الوزراء  والدرجات الخاصة

اما  السفراء  والملحقيات  حدث  ولا  حرج في  قيمة رواتبهم وهم  يعيشون  خارج البلاد

بقي  الموظف  البسيط  الذي  راتبه  قد يكون  راتب  رعاية  اجتماعية  قياسا بغلاء  المعيشة  والانفاق  على  الخدمات وعدم  حصوله  على  شبر  واحد  من الدولة

هؤلاء  الفئة  المظلومة  بكل  شيء  فالكثير منهم  لديه  خدمة  تصل  الى  ٢٥  سنة وهو  لا  يمتلك شبرا

نعم  ليس  هناك  بند  قانوني  يجبر  الدولة على  منحه  قطعة  ارض  ولكن  دستوريا توفير  السكن  والعيش الكريم

لكن  ايضا  ليس  من  حق  الحكومات توزيع  قطع  اراضي  بمساحات  كبيرة ومناطق  راقية  الى  فئات  معينة  وترك الفئات  الاخرى  اما  تسكن  العشوائيات او  الاراضي.  الزراعية  او  يبقى  في بدلات  الايجار  حتى الموت

ان  هذا  الظلم  الكبير  الذي  يعيشه الكثيرين  هو  الذي  دفع  الناس  الى الحقد  والكره  والتذمر  ولعن  كل الموجودين  على  ادارة  الحكومات  ما  بعد التغيير  وهذا  امر  طبيعي  عندما  يشعر الانسان  بالعوز  والحرمان  ويرى  قريته الاخر  من  اصحاب  الطبقة  المخملية يركب  السيارات  الفارهة  ويسكن  افضل الامكنة 

على  الحاكم  وصاحب  القرار  ان  يعي جيدا  انه  محاسب  امام  الله  ان  يصحح تلك  الامور  فيما  يخص  احقاق  الحق والعدالة  الاجتماعية  وعدم  التمييز  بين رعيته  والا   سيطول  وقوفه  امام  الله ونهايته  هي  القبر  وسيكون  حسابه  في الاخوة  عسير  ان  كان  يؤمن  بذلك

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك