المقالات

نهب ثروات الجنوبيين العراقيين..!


رياض سعد ||

 

مما لاشك فيه ان انظمة الحكم في العراق منذ عام 1921 وحتى هذه الساعة انما تشكلت بأوامر بريطانية امريكية بل وحتى دولية ؛ ناهيك عن تأثيرات وتدخلات دول الجوار والدول الاقليمية وبعض المخابرات الاوربية , ولا يغرنك الشعارات الزائفة والادعاءات السمجة .

وما هؤلاء الملوك والرؤساء والوزراء والقادة واصحاب النفوذ – من الذين تعاقبوا على حكم العراق او التأثير فيه – الا حفنة من العملاء و النواطير الأجراء للاستعمار والمخابرات الدولية ؛ والذين يقومون بتقديم ثروات الأمة  العراقية لأعدائها لقاء فتات يستحوذون عليه دون بقية المواطنين ولقاء بقائهم على كراسي الحكم المغتصب او الفاشل ، فينعم المستعمرون والغرباء والدخلاء  بخيرات الأمة  العراقية ويحرم منها العراقيون الذين يعانون الأمرّين  .

إن مناطق الجنوب العراقي  تمثل للمستعمرين  والاعداء  كنزاً ثميناً لا يسهل التفريط به ، لذا يلقون ثقلهم في الجنوب  لتثبيت نفوذهم ودعم أدواتهم  من الحكام النواطير وشيوخ العشائر ورجال الدين المرتزقة ومن لف لفهم  ليستمر استيلاؤهم على هذا الكنز وليحولوا دون أن تستعيد الأمة العراقية امجادها او تنهض المنطقة الجنوبية من غفوتها  و تقطع دابر المستعمرين والمنكوسين وترد الثروات لأصحابها الجنوبيين وتستعيد الأمة  العراقية كرامتها.

وقد اتفق الاعداء والخط المنكوس  – على الرغم من اختلاف أيدولوجياتهم السياسية -  على حرمان الجنوبيين من ثرواتهم بل والعمل على تهميشهم واقصاءهم وافقارهم ومحاربتهم بشتى الطرق القذرة , فهم لا يريدون لهذا  الجنوب  أن  يستقر او ينهض او يسود العراق ،  يضاف الى ذلك أطماع  الاستعمار ودول الجوار في ثروات المناطق الجنوبية العراقية الهائلة والتي حباها الله  بها.

وطالما تبرعت انظمة الفئة الهجينة وعلى رأسها النظام العارفي الطائفي والبعثي التكريتي الصدامي بثروات وخيرات الجنوبيين العراقيين الاصلاء الى  الاستعمار والاجانب والغرباء والاعراب والمرتزقة ؛ اذ تجمع ثروات الجنوب فيأكل أكثرها المستعمرون والاجانب والغرباء والذي يبقى يصرف لتنفيذ اجندات ومسرحيات أعدائنا من خلال حروب طاحنة مصطنعة ، كما حدث في الحرب الإيرانية العراقية التي كانت حربا عبثية وبامتياز؛ اما فتات الموائد والذي يقدر ببعض المليارات فيذهب الى جيوب عملاء الداخل وخونة الوطن .

ثم حرب استرجاع الكويت والتي صرف عليها هي الاخرى الكثير من الاموال الطائلة , ناهيك عن التعويضات المجحفة والتي دفعت من ثروات الجنوب ومن ثم حرب سقوط النظام الهجين , وحتى هذا اليوم ما زال مسلسل نهب ثروات الجنوب العراقي  مستمرا بينما مدن وقرى الجنوب فقيرة ومهمشة وتعاني من الاهمال والتخلف وانعدام الخدمات والبنى التحتية .

ولعل اخر حلقات مسلسل النهب المستمر والاستنزاف الاقتصادي والسرقات القذرة من جنوبنا العظيم ؛ اتفاقية مد أنبوب نقل النفط  الجنوبي من البصرة الى ميناء  العقبة الأردني , بل يتم إيصال الخط إلى مصر، بدلاً من انتهائه في العقبة.

وكالعادة تبجح المسؤولون العراقيون بالمصالح المشتركة بين البلدين او فوائد القمة الثلاثية – العراق ومصر والاردن - ؛ ليت شعري ما الذي يستفيده العراق من هاتين الدولتين الضعيفتين اقتصاديا  ؛ وما هي مصلحة العراق في الاردن او مصر ؟!

ولعل المثل الشعبي العراقي ينطبق على هذه الاتفاقية المشبوهة  : (( تترجى من البارح مطر ... او كما يقول المثل الشعبي الاخر : يطلب من الحافي نعال ..!! )) ؛ وها هو الرئيس المصري السيسي يعترف ب( عظمة لسانه ) بانهم : (( غلابه )) ... ؛  ان تكن مصر فقيرة والمصريين ( غلابه ) فهذا شأنهم وقدرهم في الحياة .. ؛ ولكن بالنسبة للعراقي الغني ما الذي يدفعه ليضع يده بيد ( الغلابه ) المساكين او الاردنيين المتسولين ..؟؟!!

وكالعادة – ( ما تهب عجاجه الا من ارض  بابل ) – كان هذا المشروع المنكوس والمشبوه من مؤامرات نظام البعث السافل عام 1988 فهذا المشروع التدميري يمثل حلم الاردنيين الذي دام لأكثر من 30 عاما ... ؛ واليك دراسة مجملة عن المصالح المشتركة التي ادعتها حكومة الكاظمي بالنسبة للعراق :

أن كلفة إنشاء أنبوب نفط "بصرة – عقبة" ستبلغ نحو 26 ملياراً يتحملها الجانب العراقي ويعفى ( الغلابه ) من تكاليف انشاء الخط .

بالإضافة أن كلفة إنشاء المشروع مرتفعة جداً، وقد يتعرض لمخاطر كبيرة لكونه يمر في أراضٍ لا تزال تشهد نشاطاً لتنظيم "داعش" ؛ اذ قال الباحث في مجال النفط حمزة الجواهري إن  : "الكُلف المرتفعة لتصدير النفط العراقي عبر الأنبوب العراقي - الأردني والمخاطر الأمنية من تفجيره تجعل منه غير مجدٍ اقتصادياً". وأضاف الجواهري أن "26 مليار دولار كُلفة إنشاء الأنبوب النفطي وهو رقم كبير، ما يعني أن كُلفة مرور برميل النفط الواحد ستبلغ تسعة دولارات، في المقابل فإن كُلفة تصديره من الخليج عبر موانئ البصرة هي 60 سنتاً"، لافتاً إلى أن "الأنبوب النفطي يمر في وادي حوران عبر الصحراء التي يملك فيها (داعش) نفوذاً، ومن الصعب حماية العاملين بالأنبوب النفطي أثناء إنشائه أو بعد المباشرة بعملية التصدير"؛ وأوضح الجواهري أن "هذا الأمر سيؤدي إلى خسائر للعراق نتيجة تسرّب عشرات آلاف براميل النفط، ووقت تصليحه الذي قد يستغرق عشرة أيام، فضلاً عن صعوبة تأمين الحماية لفرق الصيانة في تلك المنطقة"، لافتاً إلى أن "العراق سيقدم ضمانات سيادية من أجل إنشاء هذا الأنبوب كونه سيكون أنبوباً عراقياً، وبالتالي سيكون المستفيدان هما الأردن ومصر، فيما العراق سيتحمل أي خسائر تطرأ" ؛ كذلك أوضح الجواهري أن  : "الأنبوب يمر عبر مضيق تيران الذي تتحكم به إسرائيل بضمان عشر دول جميعها على علاقة جيدة بها"، معتبراً أن "أفضل الحلول هو استمرار تصدير النفط عن طريق موانئ البصرة على الخليج مع زيادة قدرتها التصديرية"، مستبعداً استمرار أي أزمة سياسية في مضيق هرمز، "كون أن 20 في المئة من النفط العالمي يخرج من منطقة الخليج ودول العالم لن تسمح بتوقفه" .

بدوره، رأى نائب الرئيس الأسبق للجنة الطاقة النيابية عبد الهادي الحساني أن "التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة سيؤدي إلى قلة الاعتماد على النفط"، مشيراً إلى أن "منفذ العراق على الخليج العربي كافٍ لقدرته التصديرية". وأضاف أن "الأنبوب النفطي وإن كان ضرورة في فترة معينة ومفيداً لتنويع مصادر التصدير لكن بعد عام 2030 سيكون الطلب على النفط بمقدار النصف نتيجة الإقبال على الطاقة النظيفة. وعلى المدى البعيد لن تكون له جدوى اقتصادية كبيرة"، لافتاً إلى القدرة على زيادة "الطاقة التصديرية لموانئ البصرة إلى خمسة ملايين برميل".

وشدد الحساني على "استثمار الغاز المصاحب والغاز الحر وتصدير الفائض عن الحاجة المحلية لأن الإقبال العالمي سيكون على الطاقة النظيفة، فضلاً عن ضرورة التركيز على الاستثمار بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح".

واليك بعض المصالح التي تعود للأردن وكر البعثية والعائلة الصدامية القذرة ومركز التآمر على الاغلبية العراقية ولاسيما الجنوب العراقي , ومصر التي طالما تطاول كتابها على حضارة العراق وتقاليد العراقيين وتامر حكامها ضد مصلحة الامة العراقية  :

يمثل أنبوب النفط الذي سيربط العراق بالأردن لعقود شرياناً اقتصادياً هاماً لعمّان ؛ وقد صرح مسؤول اردني مبتهجا  بما معناه : (( لا فقر بعد اليوم في الاردن )) , وسوف يزود الأردن بجزء من احتياجاته النفطية – 150 الف برميل يوميا ,  ومصر 24 مليون برميل سنويا - ، وإقامة مناطق لوجستية وصناعات بتروكيماوية في الاردن ومصر ؛ بينما تعطل مصانع البتروكيماويات في البصرة ..!!.

ويقول الخبير في شؤون النفط فهد الفايز، إن المشروع يسهم في تأمين النفط للمملكة على مدار العام، فضلاً عن أن مروره عبر أراضي الأردن سيحقق فائدة من خلال رسوم التمرير والعبور وبدلات استئجار الأراضي.

مضيفاً في حديث لوكالة الأناضول، أن المشروع سيتيح منفعة من خلال قيام العديد من الأنشطة الموازية، مثل المقاولات والنقل وتشغيل الأيدي العاملة، و"الاستفادة التي ستجنيها المجتمعات في مناطق مرور الخط". وترى عمّان في المشروع خياراً استراتيجياً لأن عمره المتوقع طويل، بالتالي فإنه سيكون له أثر إيجابي طويل على الاقتصاد الأردني، لأنه سيوفر فرص عمل جديدة. وسيتقاضى الأردن أجوراً عن مرور النفط في أراضيه، وسيمكنه من الحصول على كميات بأسعار تفضيلية وبكلفة أقل، بحسب خبراء أردنيين.

أن "وصول النفط العراقي إلى الموانئ المصرية سوف يمكنها من عمل قيمة مضافة عن طريق تكرير النفط الخام وتصديره كمشتقات بترولية وأيضا توفير احتياجاتها بالإضافة إلى رسم المرور الذي ستحصل عليه، وهذا يعود بالفائدة على مصر .

وفي تصريحات للأناضول، يقول خبير الطاقة الأردني عامر الشوبكي، إن الأردن سيستفيد من المشروع منذ البداية، بتشغيل أيدٍ عاملة في الجانب الأردني، وسيضمن وصول النفط بسعر تفضيلي". وأوضح : "إنّ تسلمنا للخام بسعر تفضيلي سينعكس على أسعار المشتقات المباعة للمواطن، وبالتالي له أثر إيجابي على عجلة الاقتصاد الأردني".

وكشف وزير النفط العراقي : أن "معدل التصدير من خلال الأنبوب سيتراوح ما بين 200 ألف ومليون برميل يومياً"، لافتاً إلى أن "العراق يرغب بزيادة تصديره إلى خمسة ملايين برميل يومياً" ؛ وبيّن عبد الجبار أن الأردن سيأخذ عن كل برميل 30 سنتاً .

وقد تساءل احدهم قائلا : الغريب في الامر ان ليبيا ملاصقة لمصر ولها حدود طويلة معها ولديها ثروات نفطية كبيرة وعدد سكانها قليل ؛ فلماذا لا تمد انبوب نفط الى مصر الشقيقة الفرعونية وام العروبة معا ؟!

وكذلك السعودية مجاورة للأردن ولها حدود طويلة معها وتعتبر دولة غنية جدا وعلى نفس  الخط والتوجه والمذهب والنظام الملكي ؛ فلماذا لا تمد انبوب نفط الى الاردن انطلاقا من نفط العرب للعرب ؟!

ولماذا لا يمد هذا الانبوب من نفط الشمال العراقي  ؟

لماذا كل هذا الاصرار على نهب ثروات الجنوب والركض وراء دول مفلسة ومتخلفة وتعيش على المساعدات وتحمل حقدا قديما ومتجددا ضد العراقيين الاصلاء ..؟!

لدينا 6 موانئ على الخليج وانبوب عبر تركيا واخر عبر سوريا وثالث عبر السعودية ... اذن لماذا هذا الانبوب ؟!

على غيارى الجنوب والامة العراقية العظيمة العمل الجاد والدؤوب لإفشال مؤامرات الاعداء والخط المنكوس في نهب وتدمير الجنوب العراقي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك