مانع الزاملي ||
الهدف هو المحصلة المرجوة من السعي الجاد والمثمر والمشترك مع الغير، وكتاب كثر اشاروا الى استحالة توحيد الاهداف مع المتضادين ، وضربوا لذلك مثل وحدة المسلم مع المسيحي لان المسلم كل مسلم يؤمن بالوحدانية المطلقة ، والمسيحي يثلث الرب بمقولة الله ، الابن ،وروح القدس ! اذن يصح القول بأستحالة توحيد الهدف ، لكنني اقول ان فرض الهدف الوطن وتطوره وازدهاره وبناءه لايترك مجال لأي احد ان يخالفه ، لأن الفكر الديني بكل توجهاته وتنوعها ،والافكار السياسية(الايديلوجية) في بلد لايوجد من يخالف الحرص عليه والدفاع عنه والتضحية في سبيل ازدهاره واستقلاله ! لكن انتهاج سياسة التطرف للافكار تجعل من بعض الاحزاب او الجمعيات او الحركات تستهدف الوطن وادارته تحت ذريعة ان اضعاف الحكومة والوطن تمهد لسقوط او فشل قيادته الراهنه على امل انشاء حكم اكثر اتزانا واشمل تطورا ! وهذا الزعم نفسه هو الذي يقوض كل تقدم ويعرقل تحقيق اي هدف، ان اختلاف الرؤى شيءحسن لانها تكثر الخيارات ، والبدائل ،لان وجود اكثر من بديل واعني بالبديل هنا الوسيلة الموصلة للهدف ،يوفر المرونة التي لابد ان تتوفر في اي نظرية وقدأصطلح عليها بنظرية ( المرونة في العمل الثوري اوالسياسي ) سمها ماشئت! ولو اتخذنا من تجربة الحكم في العراق مثالا سنجد ان سبب كل هذه المراوحةً هو اختلاف تحديد الهدف الذي من تبعاته السعي لافشال الآخر بطرق غير ديمقراطية تصل لحدحمل السلاح دون مسوغ معقول ! فهناك من يرى ان نجاح حكومة تمثل طيفا افرزته العملية الديمقراطية مصادرة لحقوقه واتباعه وهذا فرض غير لازم دائما ، لان الدول التي قادتها احزاب فائزة نجحت في تطوير وتقدم بلدانها دون المساس بحقوق الشركاء في المؤسسات السياسية الاخرى ،والتطور هنا ليس حصريا لفئة معينة بذاتها بل هي جامعة مانعة تشمل الجميع حاكما ومحكوما ومعارضا ضمن الاطر الدستورية، ان ماحصل للعراق من اجتياح من الاعداء كل الاعداء تضرر منه الجميع ،شعب وبنى تحتية وانهيار مدني وحضاري لم يسلم منه حتى المتفاعلين بدرجة معينة مع الاعداء تحت مسوغات الغاية تبرر الوسيلة، وماحصل من تشتت ودمار لثلاث محافظات عراقية شاهد صارخ على ما اقول !فلم ينتفع احد اي كان هذا الاحد! عليه ان السعي لتوحيد برامج متفق عليها بين الفرقاء ضرورة لاتقبل التأجيل تحت اي مبرر لاسيما وان الاعداء طوروا من وسائل ارباك المجتمع وانحسار الحس الوطني الذي أسس له نظام العصابة المنحل، لابد من العمل على جبهتين ؛ جبهة توحيد الاهداف الممكنة وجبهة محاربة الزخم التظليلي الذي تتزعمه حركات واجندات معادية استطاعت ان تجعل من الشباب حتى الجيدين منهم ادوات هدم بسبب برامج عاطفية ينجرف معها الشباب بحكم احاسيسهم التي تتناغم مع هكذا حملة مسعورة حاقدة وغياب الرد المناسب من الشباب للعمل بالضد من هكذا انحراف وهي حرب الكترونية بأمتياز تتطلب التسلح لمواجهتها بقنوات وكروبات نشطة وعملية دقيقة خصوصا ونحن نعيش توجه الشباب لتخليد اربعينية الحسين عليه السلام ! أما الجلوس على التل وعدم المبالات ستفضي الى انجلاء الغبرة لنرى اننا خاسرون لاننا تقاعسنا ، والساحة التي نعيشها صراع بين الفضيلة والرذيلة كما هي منذ خلق الله الانسان الاول ، لذلك شحذ الهمم وحث الخطى ضرورة لاتقبل التبرير والمساومة .
https://telegram.me/buratha