كوثر العزاوي ||
الحجاب في المصطلح الديني معناه ستر المرأة لجميع بدنها عدا الوجه والكفين كما يجب ستر الزينة الظاهرة عن الرجال من غير المحارم، فكلمة "يجب" واضحة لكل ذي عقل بأنها إحدى واجبات الشريعة الإسلامية، والحجاب موجود في الشرائع والأقوام السابقة قبل الإسلام، وقد أجمع المسلمون على وجوبه واستدلّوا عليه بالقرآن والسنة، وبعد هذا قد تأتي مسلمة وتقول:{ لم أتحجب لأني غير مقتنعة}! لابأس، ولكن إذا لم تتوصل المرأة إلى قناعة فهل يسقط الفرض عنها؟! الجواب واضح من أصل المعنى: "بأن الوجوب باق وتأثم من لا ترتدي الحجاب، وهذا حكمه حكم سائر الفرائض، وعدم الالتزام لا يسقط عنها الفرض، وما القناعة سوى ذريعة لتبرير عدم الطاعة والالتزام بضوابط الشربعة، وإلّا فإن الحجاب في الواقع يشكل امرا أساسيا في مظهر المرأة الخارجي إذ يدلّ على صفائها الداخلي ومعرفتها بدينها وطاعتها لأوامر ربها "عزوجل" فأذا اقتضت الضرورة نزولها إلى ساحة الحياة، فلايوجد هناك أجمل للمرأة من إسدال خمار الحياء والعفة، كما أنه بمثابة الدرع الذي يحميها من المتطفلين، وكلما زادت المرأة معرفةً بقيمتها عند الله سبحانه وتعالى والدور الذي أُنيط بها، زاد حياؤها والتزامها بما يُرضي ويُدني من خالقها الذي أكرمها أيّ كرامة! وحباها بالشرف والوقار، فلاتسمحي للنفس الأمارة بالسوء أن تغلبَك، ولاتعطي فرصة لأدوات الشيطان المتنوعة بإلغاء عقلك وطمس هويتكِ وسلبكِ قيَمكِ القائدة الرائدة دون النظر الى العواقب، بل تريثي في قبول ما يُعرَض عليك من عروض مغرية تحت عناوين حديثة، خرقاء المضمون جوفاء الجوهر، وكل ماوراءها هو تهديم بُنى القيم المُثلى بمعاول التمكين والجندر والمساواة والحرية وغير ذلك، فلا يسلبكِ بريقها البصر والبصيرة، ولايُذهِب هراؤهم بعقلك عن سِفر أمهاتنا الطاهرات اللواتي صنعنَ مجتمعاتِ الذوق والادب والحشمة بأدوات الفضيلة والأدب، وخرَّجنَ رجالًا بمعنى الكلمة فصار منهم القادة في الرجولة والغيرة والبطولة وغض البصر، فلا تتكبري على تلك الابجديات التي تحاول مؤسسات السفارة تشويهها لتجعل من"العيب والحرام" مفردات قديمة لاحياة فيها، وهو محض افتراء وجهل! والحق أنّ مدرستنا الأم هي تلك التي أنشأت جامعة القيم والمُثُل العليا التي تستقي من نبع "القرآن والعترة المطهرة" فكان ومايزال دخولها مجانًا لتُثبت نجاحها يوما بعد يوم وتفوّقها جيل بعد جيل على دوراتٍ وورشات محمومة الاهداف، وضِيعة النتائج، ممجوجة الثمار، في هذا الزمن المتهتّك!! ومن
هذا المنطلق، ينبغي عدم الاندفاع والانسياق دون تأمل، بل بإثبات رجاحة عقلكِ واتزانكِ وتوجيه بوصلة عين القلب لمثل مايقول الإمام الصادق "عليه السلام": {مع التثبُّت تكون السلامة، ومع العجلة تكون الندامة} والله تعالى قد وعد عباده وهو القائل:
{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ..}آل عمران١٩٥
ويعني ذلك كل عمل ثمرته الطهر والفضيلة والحلال. فتأمّلي أختاه!
١٢-صفر ١٤٤٥هج
٢٩-٨-٢٠٢٣م
https://telegram.me/buratha