زيد الحسن ||
عدم الرضا والاعتراض المستمر على قادة البلد شيء ، والمحافظة على البلد شيء أخر ، ان مايجري اليوم على الساحة العراقية يتطلب منا جميعاً التبصر جيداً ، وعدم الانجرار خلف الابواق التي تهدف لهدم البلد .
خلاص العراق من ظلم البعث ليس بالامر الهين ابداً لنفرط به بهذه السهولة ، ولايمكن ربط ماجرى بعد سقوط البعث بالحقبة السابقة ، ومن غير المنطق والمعقول ان هناك من يرغب بعودة العراق الى عبودية الحزب الواحد المستبد مهما كانت التضحيات ، ومن يعتقد ان العراق قد خسر فليراجع نفسه جيداً ويتذكر المرارة بفم اباءه والاجداد ، لم يكن العراقي سوى آلة تعمل من اجل بقاء النظام العفلقي وكان ارخص شيء هو المواطن ، فزج الشباب في الحروب كان بلا توقف .
ايها المعترض انا مثلك تماماً غير راضِ بما قدمته الطبقة السياسية للبلد ، بل اذهب اكثر منك ، لاني دائم الشكوى والتذمر من الجميع ، لكن اليوم علينا غض الطرف قليلا كي لا تذهب ريحنا ويعاود الاشرار وضع الاغلال في رقابنا من جديد ، علينا اليوم النظر الى الجوانب المشرقة في حياتنا وهي موجودة بالفعل رغم التقصير ، وبدليل أنني وأنت نتكلم بصوت عالِ و ننتقد ونرفض ونشير الى اماكن الخلل والتقصير ، وهذه لوحدها مغنمة وجانب مشرق وكبير ، هذه دلالة على اننا بالفعل بلد قد كسر قيود العبودية والذل ، انظر ياصديقي الى عائلتك الكريمة وشاهد بنفسك كيف ان اخوتك ينتمون الى تيارات مختلفة دون ان يكون بينهم عداء ، وهذا ايضا جانب مشرق .
تم كسر شوكة كل ظالم ، وتم القضاء على احلام البعض المريضة ، فلا تسمحوا ان يعاد الامر علينا مرتين ، دعونا نعيش بسلام فنحن لم نستشعر السلام والحرية والكرامة الا بعد ان سقط البعث المجرم الكافر ، وما قولي هذا حباً بالطبقة السياسية ابداً فهي تذهب وتأتي غيرها ، انما قولي هو حباً بالعراق واهله ، وتمسكاً بنظامنا الجديد ، هذا النظام الذي اخذ يضع الحجر الاساس لديموقراطية منشودة من الجميع ، فيها كل القواعد الاساسية لبناء البلد ، فلا تضيعوا هذه المغنمة وتجعلوا انفسكم ادوات بيد الشيطان .
من كان همه الاول والاخير هو العراق لاينظر الى شخوص واحزاب ، بل ينظر الى المجمل العام ، فما صعد فلان او علان وتسنم منصب الا بارادة وانتخاب المواطن ، والشعب وحده هو المسؤول عن وجود الغير مرغوب فيهم في السلطة ، ايها الاخوة العراق ليس بخير ان بقيت اقلامنا بعيدة عن كشف المارقين وبقيت مسلطة فقط على الاهمال والتقصير ، ارجوكم حافظوا على العراق فهو ليس بخير ابداً .
https://telegram.me/buratha