زمزم العمران ||
لاتبكه فاليوم بدأ حياته
أن الشهيد يعيش يوم مماته
المعنى اللغوي لكلمة شهيد فيه كثير من المعاني الحيوية والمؤثرة ، في حياة الانسان فهو الحي الحاضر ، وهو الأمين في الشهادة الذي لايغيب عن علمهُ شيء، وهو أسم من اسماء الله الحسنى ، الخبير وهو الشهيد الذي يشهد على الخلق يوم القيامة مع نبيها قال تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ، ويكون الرسول عليكم شهيداً).
ومن الجدير بالذكر ما قاله الأمام الخامنئي (دام ظله الوارف) في معنى الشهيد وحقيقتهُ : الشهيد هو الإنسان الذي يُقتل في سبيل الأهداف المعنوية ، ويضحي بروحهُ التي هي الجوهر الاصلي لكل أنسان ، لأجل الهدف والمقصد الالهي ، والله المتعالي يرد على هذا الأيثار والتضحية العظيمة بأن يجعل ذكر ذلك الشخص وفكرهُ حاضراً دائما في أمته ويبقى هدفه السامي حياً، هذه هي خاصية القتل في سبيل الله ، فالاشخاص الذين يقتلون في سبيلهُ يحيون ، أجسادهم تموت ولكن وجودهم الحقيقي يبقى حياً.
اليوم ونحن في زيارة الحسين عليه السلام في يوم الاربعين شاغلين الكثير من الادوارالحقة فترى البعض يخدم زوار الحسين عليه السلام كلاً على طريقته الخاصة مثل من ينصب موكبه على طريق جنة العاشقين طريق كربلاء الحسين عليه السلام ليقدم كل سُبل الراحة للزائر ، والبعض من يأمن طريق الزائر ويوفر له وسائل النقل ، والبعض من ينشر الوعي والثقافة في مواكبه المنصوبة على طريق الحق من خلال أقامة المخيمات الثقافية التي يتناولون بها صور الشهداء ومجسماتهم وسيرهم الذاتية، لكي ينقلوا للعالم بطولاتهم التي خطوها بدمائهم من أجل اعلاء كلمة الحق ومحاربة الظلم والباطل ، لكي يقولوا للعالم بأسره ومن خلال الزوار التي تتوافد من سائر الدول العربية والاجنبية، بأن العراق والعراقيين ليسوا كرماء في الضيافة وحسب بل كانوا كرماء بأنفسهم وتضحياتهم في سبيل الله حيث جادوا بأنفسهم لأجل كرامة هذا الوطن ولاجل ان تبقى هذه الكرامة محافظين عليها الاجيال التي تليهم، لا ان يطمسوا هذه الهوية الكريمة الاسلامية للشهداء من خلال اساءتهم لهم، اليوم نرى الكثير ممن سولت لهم انفسهم بالسوء يسيئون الى شهداءنا العظام، امثال ابا مهدي وقاسم سليماني رضوان الله عليهم ، وفي ظل هذه المناسبة العظيمة زيارة الاربعين للحسين عليه السلام، وعلى طريق الزوار، وهم لايدركون لولا هذه الشيبة الطاهرة لما كان لوجودهم أساس ، فلولا دمائهم الطاهرة لما كان هناك هذا المسير الحشدي المبارك الذي انضوا تحت لواءه كل اطياف الشعب وتأمن طريقه ببركة دماء الشهداء رضوان الله عليهم ، فهل جزاء الاحسان الا الاحسان ينبغي وضع ذلك أمام الشباب هؤلاء نماذج وأسوة ، شهدائنا أسوة وقدوة نقتدي بهم ونفخر بهم وأن اي اهانة او اي تطاول وتجاوز يحصل على هذه الرموز الشريفة مرفوض رفضا باتا ، ويجب على الحكومة والوزارة المعنية ان تضع قانون تجريم الاساءة الى الشهداء بصورة عامة وبالأخص ابومهدي المهندس والشهيد قاسم سليماني رضوان الله عليهم، أقل ماعلينا فعله لرد الجميل هو معاقبة ومحاسبة المسيء لهم قانونيا .
https://telegram.me/buratha