د.أمل الأسدي ||
فرقٌ شاسعٌ بين أن يتربی الطفل علی المحبة والكرم والإيثار، ويتعلم رياضةً بدنيةً وروحيةً!!
يتعلم السعي إلی بيوت الله، التي يحبها الله ورسوله!!
يتعلم الاستجابة للحق، فيردد: لبيك ياحسين!!
وأن يتربی علی الحقـد والكـراهية والتعصب والضـلال وعـقوق الوالدين والحـروب والسـلاح!!
تخيل؛ أن الأطفال في عهد النظام البائد يتم تعليمهم رسم الدبـابات والمدافع والـطـائرات الحربية والجنود والقـتلی ، ويتم زجهم في فرق الطلائع والفتوة ثم الفـدائيين مستقبلا، يتم تعليمهم أناشيد الحـرب القومية الوهمية التي لم تعد علينا إلا بالدمار والمــوت!!
ومن نماذج هذه الأناشيد والأهازيج:
أنا جندي عربي ...
بندقيتي في يدي...
أحمي فيها وطني ...
من شرور المعتدي
طيق طيق طاق
أو هذا:
عندي بابا اثنين اثنين
واحد بالجبهة يقاتل
والثاني صـدام حسين!!
أو تسمع الأطفال يرددون:
يمته يجي بابا الحلو ملفلف بتابوته
هو نحطه بالگبر وانه اركب التيوته
فتخيل أن يفرح الطفل بموت والده ويحلم بقتله؛ كي يحظی بمقابلة "الريس" فيهديه مجموعة كبيرة من الألعاب وهذا ما ذكره الفنان خالد جبر في برنامج (عن إنسان) علی قناة آسيا، إذ روی حادثةً عجيبة، تدل علی مدی الوحـشية التي كان يتبعها النظام الـبعثي،فيذكر أنه في يوم من الأيام قد زاره رجل عسكري يصحب طفلين، فقال له: صوّر الطفلين وسلهم عن هوايتهم وعن أمانيهم المستقبلية، والرئيس يقول: تُبثّ الحلقة يوم الجمعة القادمة، يقول الفنان:وحين سألت الطفل الأول:ماذا تحب أن تصنع في المستقبل؟ فأجابني الطفل: أقتل أبويه
وسألت الطفل الثاني أيضا فأجابني :أقتل أبويه
يقول:فتعجبت وذُهلت، لكن الرجل العسكري قال لي: لاتتدخل وصورهم!!
وحين انتهی التصوير استفهمت عن الأمر، فتبين أن الطفلين كانا مع مجموعة من الأطفال في لقاء مع صدام ، فكرّم أبناء الشهداء بمجموعة كبيرة من الهدايا؛ ولكن هذين الطفلين لم يحصلا علی الهدايا؛ لأن والديهما أحياء!! فقال الطفلان لصدام: "نتمنی نقتل آباءنا حتی ايصيرون شهداء حتی تنطينه هدايا"
فلاحظ الفرق الشاسع بين تربية الطفل علی قتل الوالدين وتربيته علی الكرم والعطاء والإيثار والمحبة والشجاعة!! وهنا تتجلی عظمة الزيارة الأربعينية.
https://telegram.me/buratha