سعد الزبيدي ||
الكاتب المحلل السياسي .
أخس الناس من يدعو للأصلاح وهو فاسد حتى النخاع فبعض الفاسدين لا يتورعون عن المجاهرة بفسادهم كما هناك بعض الفجرة والفاسقين يجاهرون بفجورهم وفسقهم تراه يثرثر كثيرا عن العدالة والحرية والمساواة بل وربما تنطلي عليك الحيلة وأن تراه مستقتلا ومدافعا عن تلك الشعارات الرنانة ولكنه موع بممارسة الدكتاتورية فهي جزء لا يتجزء عن شخصيته التي تعاني من عقد نفسية مركبة ويرفض الانتقاد ويعتقد أنه معصوم لا يخطيء .
أبحث حولك ستجد الكثير من هؤلاء الذين يظنون أنهم أذكياء وحقيقة الأمر أنهم أغبياء مكشوفون لكل ذي لب.
صفتهم أنهم يعشقون أن يخلقوا حزبا حولهم يتحالفون معه لتحقيق مآربهم يختارونهم بعناية فحزبه وفريقه يجب أن يكون من أشباه الرجال ممن أدمنوا طأطأة الرأس ممن لا يمتلكون كرامة الساكبين وجوههم مقبلي أيدي أسيادهم ممن يعتاشون على فتات الموائد المستعدين للانبطاح وعمل أي شيء ممن ينفعهم ولو بدينار وهنا تتحقق مقولة :- شبيه الشيء منجذب إليه هذا المريض الذي يجمع مرضى وحدهم الهدف يسلك طريقا سهلا فهو موقن أن :- المصالح تتصالح. هذا ومن معه يتآمرون حتى على من وثق بهم لأنهم لا يثقون بمن حولهم بسهولة فهم يرمون شباكهم على من حولهم فإن وجدوا من يتقاطع معهم فكرا وعقيدة ومبادئ يتحاشونه بل يهمشونه ويقاطعونه ويشعرونه أنه غير مرغوب فيه.
الشعور بالنقص يحركهم الأنانية والنرجسية وحب الظهور والتملك والاستحواذ لا يفارقهم جياع لا شيء يشبع نهمهم يتصنعون المثالية ويرتدون لكل ظرف قناعا يمتلكون ألف لسان وألف وجه .
قد تخدع ردحا من الزمن بمثل هؤلاء وقد تحسن الظن بهم لأنهم اتقنوا لعب الدور بمنتهي الاحترافية هؤلاء بلاء العراق فلديهم القدرة على التغلغل في أي مفصل من مفاصل الحياة ولكنهم يتصيدون أصحاب القرار ويستخدمون شتى الوسائل للتزلف والتقرب منهم وما أن يكسبوا ثقتهم حتى يستخدموه كوسيلة لتوطيد العلاقات مع شخصيات أهم منه طمعا في مكسب أو منصب .
هولاء ناكروا الجميل ولا يشكرون من ساندهم في أي بداية فهم يدعون ما ليس فيهم مهنتهم التي يتقنونها تسلق الأكتاف يرفعون شعار الغاية تبرر الوسيلة ولا يتورعون عن استخدام أي وسيلة للوصول للهدف.
يمنعك الخجل من مواجهة هؤلاء لاعتبارات عدة ويقتلك أن تلوذ بصمت وإن سنحت لك الفرصة أن تناقشهم نقاشا شفافا وتحاول التلميح أو التصريح ببعض سلبياتهم ستجدهم ينزعون قناع الوقار ليصبحوا ماكنة للكلام لا تعرف التوقف وانتقاد الآخرين ووصفهم بشتى الصفات والنعوت الغريبة فمعارضيهم حاسدون حاقدون يكرهون الناجحين ويبدأوا بالتشكيك بالمخالف حتى يخرجوه من الملة.
هؤلاء لا يختلفون كثيرا عن الأرضة تلك الحشرة التي تأكل أي شيء وتحيله لأثر بعد عين بعد فترة من الزمن .هذه الأمراض النفسية تصيب بعض الذين عاشوا في فقر مقدع حولهم لحاقدين على كل من يفوقهم مكانة اجتماعية أو أغنى أو أثقف منهم .
ما الحل وأنت مجبر على التعامل معهم في مكان عملك أو حياتك اليومية .
ستصاب بخيبة أمل لأنك تحاول أن تشخص سلبيات منظومة سياسية وإدارية تعتقد أنك تستطيع أن تشخص الخلل لتقدم اقتراحات لحلول ناجعة لهذه الظاهرة أو تلك ولكن تقف عاجزا على أن تقول للبعض ابدأ بنفسك.
أتراني أحد هؤلاء الذين اتحدث عنهم دون أن ادري .
https://telegram.me/buratha