المقالات

الاربعين والبناء السياسي للفرد


الشيخ محمد رضا الساعدي ||

 

زيارة الحسين عليه السلام في الاربعين موسم مهم لاستذكار مبادئ ثورته عموما ، و المبدأ السياسي خصوصا ، وهو البراءة من الظالمين، والثورة عليهم، وخلق إرادة سياسية صادقة لدى المؤمن للتغيير نحو الأفضل، والخروج على الظالمين وهدم مخططاتهم  ،كما أنّها رفضٌ للاتجاه السياسي المستبد، والملبّس بلبوس الدين، ودعوى النيابة عن المسلمين، وكذلك رفضٌ للسياسة الداعية إلى الخضوع والتذلل للقوى العالمية المستبدة، تحت ذريعة سياسة الأمر الواقع ومداهنة الأعداء، مما يُضيّع معالم الدين والعباد والبلاد.

فاستذكار شعارات الحسين في الثورة يُعتبر حافزاً كبيراً للاستعداد والتمهيد السياسي للإمام الحجّة ودولته المخلصة ، من خلال نشر الأفكار الدالة على أنّ الإمام هو المُخلّص السياسي من ظلم الدول الجائرة، كما في خطابه عليه السلام: «أيّها الناس، إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: مَن رأى سُلطاناً جائراً، مُستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مُخالفاً لسنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يُغيّر عليه بفعلٍ ولا قولٍ، كان حقّاً على الله أن يُدخله مدخله».

وبذلك توجد إرادة سياسية لدى الأُمّة المؤمنة، تحفّز المؤمن على الالتحاق بالشخصية المنقذة والتمهيد لها وامتهان العمل السياسي كمقدمة لتحقيق العدل المنشود ،  والعمل على البراءة من الأُمّة الظالمة والقاتلة، والراضية بذلك، كما ورد في الزيارة: «لعن الله أُمّة قتلتك، ولعن الله أُمّة ظلمتك، ولعن الله أُمّة خذلتك، ولعن الله أُمّة خدعتك».

خصوصاً إذا كانت الزيارة مقترنة ببعض النصوص التي تُشير إلى نصرة آل البيت عليهم السلام، وخاتمهم الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف،كما ورد في الزيارة القائلة: «اللهمّ، أنت مننت عليّ بزيارة مولاي وولايته ومعرفته، فاجعلني ممّن تنصره وتنتصر به، ومُنّ عليّ بنصري لدينك في الدنيا والآخرة» وبالأخص الاستعداد للنصرة الوارد في زيارة عاشوراء: «فأسأل الله الذي أكرم مقامك أن يُكرمني بك، ويرزقني طلب ثارك مع إمامٍ منصورٍ من آل محمد».

فزيارة الأربعين كفيلة بهكذا بناء سياسي للمجتمع عموما واعطاء صورة العمل السياسي وهدفه ، وخلق جو سياسي  يأبى الظلم والضيم الذي يقع على شعوبه  ويثور على الظالمين والمعتدين، ولا يداهن المنحرفين والمستبدّين وإن علوا وتغطرسوا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك