علي الخالدي ||
في أغلب المهرجانات العالمية وكرنفالاتها المقامة على مر التاريخ، تنتهي في مخرجات كلماتها الختامية الاهداف والنتائج والخطوات المرجوة منها للعالم.
منذ ألف وأربعمائة عام وأئمة الهدى من أهل العصمة وزعماء الطائفة الشيعية، يشجعون المؤمنين على زيارة مرقد أبي عبد الله الحسين عليه السلام، ولم نجد في موروث أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، أن هناك من يمنع الزيارة او يؤجلها على رغم المخاطر في طريق كربلاء، من تهجير وسجن وتعذيب وترهيب، والتي قد تؤدي في النهاية إلى موت كثير من الزائرين، بل نجد أحيانا وجوبا في المسير لأرض الطف والتبرك بالحائر الحسيني الشريف, مع ذكر الاجر العظيم والجزاء الكبير لهذا العمل.
لم يكن هناك احد من العامة في القرون السالفة، يعي زيارة الأربعين وأهميتها العملية او المستقبلية، إلا الراسخون في العلم والمتصلون بهم، فكانت دراسة المسير سطحية او لنقل بسيطة الفهم وحسب التطور العقلي والفكري للموالين في تلك المرحلة لهذا المشروع الإلهي "زيارة الأربعين" فكانوا لا يفهمون من هذا المشي على الأقدام لمئات وآلاف الكيلومترات لأرض الغري غير طلب الأجر والرضا من ال محمد صلوات الله وسلامه عليهم، وهو جزاء لكل عمل خالص وملتصق بأهل البيت عليهم السلام, ولأي جهد يبذل في سبيلهم.
إكمالاً لما سلف ذكره، وبعد ارتفاع منسوب الوعي لدى القواعد الشيعية وتعاظم الفكر المقاوم وتوسع ساحات الرفض للظلم العالمي، حيث اتضاح وبيان لكثير من العامة, أن الظاهرة المهدوية قد ترسخت ونضجت في نفوس المسلمين وأصبحت ملاصقة للظاهرة الحسينية، تم الكشف عن أهداف زيارة الأربعين التي كانت مكنونة لأكثر من ألف عام، وهي الاعداد الأخلاقي والفكري والبدني والعسكري للمشروع الإلهي المرتقب والمنقذ للبشرية, الذي بات قريباً تنتظره البرية وتتشوق لعناقه بالمال والبنين.
تجدر الإشارة في هذا السياق ان الشيطان، قد أعد عدته مبكراً لكسر هذا المشروع، منذ الخليقة الأولى مع جدنا آدم عليه السلام، وقد وضع طوقه وضرب شباكه في الأراضي الممهدة منذ آلاف السنين، حيث جاء في قوله تعالى (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) سورة " ص" الآية 81 حيث قام الشيطان المتمثل اليوم بأمريكا واخواتها, ببناء حكومات ودول وترسيخ ثقافات مخالفة للإسلام المحمدي الاصيل، وقد سخرت اقلامها لتسفيه وشيطنة الوافدين، حتى لا يكون هناك حاضنة للمشروع الإلهي الموعود، لكن الله سبحانه وتعالى ابى إلا أن يتم نوره، على أيدي رجال قلوبهم كزبر الحديد.
اليوم نجد زوار الإمام الحسين عليه السلام، من إيران والخليج وباكستان وجميع بلدان العالم معاً في المسير إلى كربلاء، وتشترك ليس في بناء المواكب والخدمة الحسينية بل نعتقد أنها مشتركات في تشييد معسكرات اليماني والخراساني المنقذة للعراق، وصد اقتحام جيش السفياني اللعين للكوفة.
https://telegram.me/buratha