أ .د.جاسم يونس الحريري ||
الخبير الدولي المعتمد في الشؤون الخليجية
نشرت صحيفة((يديعوت آحرونوت))الاسرائيلية يوم الاربعاء الموافق6/9/2023 مقالا ل((أيال حولتا))مستشار الأمن القومي ،ورئيسا لهيئة الأمن القومي الاسرائيلي السابق ، أكد فيه أن السعودية لاتمانع التطبيع مع ((اسرائيل))أذ يقول((فالسعوديون الذين أطلقوا مبادرة السلام العربية في 2002 عرضوا على مدى السنين تقدمها شرطاً للتطبيع مع إسرائيل)) وكانت المملكة قد طرحت في تلك المبادرة عدة قضايا ((تتضمن اعترافا سعوديا بوجود إسرائيل مقابل السماح بإقامة دولة فلسطينية، ويؤكد القادة السعوديون علنًا تمسكهم بهذا الموقف)).واليوم تؤكد((اسرائيل))على لسان رئيس وزرائها ((بنيامين نتنياهو))أهمية التطبيع مع السعودية أذ يقول((أن التطبيع مع السعودية كأحد الأهداف المركزية لحكومته))، وذلك في ضوء فهم بوجود وحدة مصالح بين ((إسرائيل)) والسعودية والولايات المتحدة.كما يؤكد المسؤول الاسرائيلي سالف الذكر.وتعرض الشروط السعودية للتطبيع مع كيانها المحتل أذ يقول((ماذا يريد السعوديون؟ أولاً وقبل كل شيء، يريدون تحسين مكانتهم في الولايات المتحدة، التي ضعفت عقب خلافات على سياسة تصدير النفط والتعاون مع الصين، وبخاصة عقب قتل الصحافي جمال خاشقجي في 2018. السعودية معنية بسلاح متطور وبحلف دفاع مع الولايات المتحدة يحميها من إيران. كما تتطلع لتطوير برنامج نووي مدني مع دائرة وقود كاملة تتضمن التنقيب عن اليورانيوم، وتحويله، وتخصيبه وتشغيل المفاعلات. تدعي السعودية، وهي محقة في ذلك، بأنه بعد أن أعطى الاتفاق النووي في 2015 إيران الحق في دائرة وقود، فإنها أيضاً تستحق ذلك، وتحذر من أنها ستحصل عليه من الصين ما لم تحصل عليه من الولايات المتحدة)). ويقول دبلوماسيون ((إن السعودية تسعى للحصول على تنازلات من الولايات المتحدة بما في ذلك ضمانات أمنية ،ودعم لبرنامج نووي مدني ،والحصول على أسلحة، مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل)).وقال مسؤولون سعوديون ((إن المملكة ستحتاج أيضا إلى خطوة إيجابية كبيرة من إسرائيل تجاه الفلسطينيين))، على الرغم من أنهم لم يوضحوا ما سيترتب على ذلك.((توماس فريدمان))، كاتب العمود في صحيفة ((نيويورك تايمز))، كتب بعد اجتماعه مع بايدن في نهاية يوليو2023، عن(( أن المطالب السعودية من إسرائيل يمكن أن تشمل وقف التوسع الاستيطاني، وتعهدا بعدم ضم الضفة الغربية، التي يريد الفلسطينيون أن تكون قلب دولة مستقبلية، لكن إسرائيل تحتلها منذ عام 1967 )). لكن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الحالي((تساحي هنغبي))، قال إن ((الطريق لا يزال طويلا لإقامة علاقات بين البلدين)).وكشف المستشار الإسرائيلي(( هنغبي)) في مقابلة مع هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية في يوليو2023، ((أن الاتفاق الكامل بين السعودية وإسرائيل ليس قيد المناقشة، لكن كانت هناك مفاجأة إيجابية قبل بضعة أشهر عندما قال البيت الأبيض إنه يبذل جهودا للتوصل إلى اتفاق مع السعوديين)).
تحليل وأستنتاج:-
-----------------
1.السعودية لديها أدراك حقيقي من صانع القرار السعودي للتطبيع مع((اسرائيل))وليس حالة تكتيكية لادارة ملف علاقاتها مع واشنطن وتل آبيب وفق المصالح البراغماتية لها وهي لاتختلف عن الامارات والبحرين في تبرير تطبيعها مع ((اسرائيل))فهي تريد أن تكون((اسرائيل))حاضرة في مجابهتها لايران في المستقبل ،بالرغم من التقارب السعودي-الايراني في10مارس2023لكن تبقى الرياض تضع نوايا طهران تجاهها تحت المجهر الاستخباري لقراءة توجهاتها السرية تجاهها.
2.سوف تنال السعودية جراء التطبيع مع ((اسرائيل ))الكثير من الخسائر منها خسا رتها قوى مثل روسيا ،والصين ،وإيران، وكلها صاحبة مصالح طورتها مؤخرا مع المملكة العربية السعودية، ربما لن تقبل بالوقوف مكتوفة الأيدي، في ظل حدوث تطبيع وتقارب بين الرياض و((إسرائيل))،خاصة في ظل معرفة أن واشنطن، تهدف من هذا التطبيع بشكل أساسي إلى إبعاد الرياض عن هذه الدول الثلاث.وكانت طهران قد أعربت عن معارضتها، لمثل هذا التطبيع، على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ،الذي قال((إن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، من شأنه أن يلحق ضرراً، بالسلم والاستقْرار في المنطقة))، وأضاف المُتحدث أن ((أيَّ خطوة تتخذ نحو الاعتراف بإسرائيل لا تصب في مصلحة فلسطين، ولا في مصلحة السلام ،والأمن في المنطقة)).
3. لاتزال ((اسرائيل))مصممة على ضرورة التطبيع مع السعودية وقال وزير الخارجية الإسرائيلي ((إيلي كوهين)) لقناة 12 الإخبارية الاسرائيلية ((إسرائيل أقرب الآن من أي وقت مضى من إبرام اتفاق سلام مع السعودية))، مضيفا ((أنه يتوقع الإعلان عن الاتفاق قبل الانتخابات الأمريكية المقررة في نوفمبر /تشرين الثاني 2024 )).
https://telegram.me/buratha