زمزم العمران ||
قال تعالى :(وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ )
ورد في المعاجم اللغوية ، أن المُحسَّن فاعل من حَسَّنَ واسم مفعول له ، ويقودنا هذا التعريف إلى من حمل هذا الإسم فكان مصداق في القول والفعل ، الا وهو كريم أهل البيت الأمام الحسن عليه السلام .
ذُكر في مصداق مانقول في رواية عنه عليه السلام ، انه خرج مع أخيه الأمام الحسين عليه السلام ، وعبد الله بن جعفر ( رضوان الله عليه) حُجاجاً ، فجاعوا وعطشوا في الطريق ، فمروا في عجوز في خباء لها ، فقالوا : هل من شراب ؟ ، فقالت نعم هذه شَاة أحلبوها ، واشربوا لبنها ، ففعلوا ذلك ، ثم قالوا لها : هل من طعام ؟ ، فقالت : لا ، الا هذه الشَاة ، فليذبحها احدكم حتى اهيئ لكم شيئا تأكلون ، فقام إليها أحدهم فذبحها وكشطها ، ثم هيأت لهم طعاماً فأكلوا ، فلما أرتحلوا قالوا لها : نحن نَفَرٌ من قريش ،نريد هذا الوجه ، فأذا رجعنا سالمين فأَلِمِّي بنا فأنا صانعون اليكِ خيراً ، ثم أرتحلوا ، وأقبل زوجها فأخبرته عن القوم والشَاة ، فغضب الرجل وقال : وَيْحك ، تذبحين شاتي لأقوام لاتعرفينهم ، ثم تقولين نَفَرٌ من قريش ، ثم بعد مدة ألجاتْهُم الحاجة إلى دخول المدينة فدخلاها ، فمرت العجوز في بعض سكك المدينة ، فأذا بالحسن عليه السلام ، على باب داره ، فسلمت عليه ، فعرفها الأمام عليه السلام ، وأمر ان يُشتَرَى لها الف شاة ، وتُعطَى ألف دينار ، وأرسل معها غلامه إلى أخيه الأمام الحسين عليه السلام ، فقال : بكم وصلك أخي الحسن ؟ ، فقالت :بألف شاة وألف دينار ، فأمر عليه السلام لها بالمثل ، ثم بعث عليه السلام بها مع غلامه إلى عبد الله بن جعفر ، فقال : بكم وصلك الحسن والحسين عليهما السلام ، فقالت : بألفي دينار ، وألفي شاة ،فأمر لها عبد الله بن جعفر بمثل ذلك ، فرجعت العجوز إلى زوجها بذلك .
من هذا الاحسان ورث اتباع أهل البيت ، هذه الصفات فهم خُلِقوا من فاضل طين أئمتهم ، بخدمتهم لزوار ابا عبدالله عليه السلام ، فترى صغيرهم قبل كبيرهم ، وسقيمهم قبل صحيحهم ، يتنافسون على هذا الاحسان ، وماهو الا ميراث ورثوه من هؤلاء العظماء ، تلك المدرسة العظيمة التي يسأل صاحبها في يوم عاشوراء ، ما الذي يبكيك ؟ ، فيقول : ابكي لهؤلاء القوم الذين يدخلون النار بسببي ، (اي بسبب ظلمهم لهُ) ، ضناً منهم انه يبكي لأنهم سوف يقتلونه ، لكن الصدمة كانت في أجابته ، أي معجزة هذه وأي احسان لم يعرف له نظير .
هذا هو طريق أهل البيت عليهم السلام فعلى هذا الخطى ، سارت وتمنهجت محبين أهل البيت ، طريق الاحسان فنرى في زمن الديكتاتوري صدام حسين ، عندما تعرضوا محبين ابا عبدالله عليه السلام للمسائلة والاعتقالات والتعذيب بسبب أحسانهم إلى زائري الحسين وخدمتهم لزواره ، وآبوا ان يتركوا طريق الحسين عليه السلام بل وَرَثوهُ لأبنائهم جيل بعد جيل ، فما نشاهدهُ اليوم من أحسان وكرم لزوار الأمام الحسين عليه السلام ماهو الا أرث تلك الاجيال فنشاهد رغم العوارض التي تحدث معهم ورغم العوز مثل هذا الذي يبيع سيارته من أجل إقامة موكب لزوار الأمام وهذا الذي يتوفى ولده ولم يترك خدمة الحسين عليه السلام في موكبه وذاك الرادود الذي احترق بيته ومن فيه أمه وأبيه وزوجته ولم يترك منبر الحسين عليه السلام وواصل مجلس عزاءه بلا تردد ، وغيرها من القصص التي لاتعد ولاتحصى في حب أهل البيت عليهم السلام ، كل هذه الصور أرث لأحسان أهل البيت عليهم السلام فنعم الخلف لنعم السلف .
ــــــــــــــــــ
أين صاحب الغيرة كما يدّعي
اين عدّاي الغريري أصدع رؤسنا بصوته العالي وعض اصبع يده والمطالب بحقوق الفقراء وعدم التعدي عليهم
اين انت من التعدي على حرمة بيت من بيوت الله في الانبار
في ظل هذه الضروف التي خرجت منها الحكومه الحاليه تتكأ على عصا لتسير بالمجتمع الى بر الامان والخدمات ومحاسبة الفاسدين
وبحمد الله شمّرت عن ساعديها وكانت حركة الاعمار والتنسيق الامني والسياسي والتقارب بين الكتل السياسية والدينيه ولاول مره نرى مشايخ الوقف السني تسير في ركب زوار أربعين سيد الشهداء.
ياتي منهج عمر ابن العاص لتسقيط سمعه ومكانة مشايخ انفسنا بزج احد اعمدة الفساد اللا اخلاقي بين المشايخ الاجلاء
نطالب الحكومة ومشايخ الوقفين ومشايخ العشائر والعقلاء بان يجعلوا حملة شاملة لاستخراج النكرات من كل مفاصل الدينية والسياسية
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha