نعيم الهاشمي الخفاجي ||
الاحقاد الطائفية والقومية لم ولن تكون نتاج تصرف من شخص منفرد، وإنما مانراه من أكاذيب وافتراءات هو نتاج لبيئة مجتمعية موبوئة في أمراض مستعصية، لصراعات ارتكبت بهت أبشع الجرائم طيلة قرون من الزمان.
الديانات السماوية والوضعية لم ولن تدعوا إلى قتل الناس، والأنبياء والرسل لم يرتكبوا جرائم تطهير عرقي مثل جرائم القوى البعثية والوهابية الداعشية والقاعدية، الذي يقرأ النصوص المقدسة والأحاديث التي تحدث بها الرسل، كلها تحث على التعاون والتصالح، لم ولن يختلف الأنبياء والرسل والاوصياء في دعواتهم، إنما الاختلاف من البشر، الخلافات تبدأ بسبب نزوات شخصية لتقلد منصب، بمرور الزمن تتوسع نقاط الاختلاف، ويتم إلباسها ثوب عقائد دينية، ولكي يكون مسوغ لدى الحاكم او الخليفة، فيتم الباس ثوب عقائدي لسفك دماء الأبرياء.
العراق أكثر ساحة سفك بها دماء الابرياء، بحقبة نظام البعث، صدام الجرذ قتل ملايين البشر بحج واهية، الاكراد عصاة متمردين ويسميهم اعلام صدام الجرذ في الجيب العميل، والشيعة فرس مجوس، والمواطن العراقي الكوردي الفيلي حثالات صدام الجرذ يباركون عمليات تهجيرهم وسلب أموالهم واعتقال واعدام اكثر من عشرة آلاف شاب بكذبة ان أصولهم هندية جائوا من ايران، نحن لم نفتري، بل قرأت هذا الكلام لشخص بعثي طائفي نفسه اعترف انه لديه علاقة بالدائرة المحيطة بصدام الجرذ، من خلال فلتات كلامه، عديم ضمير وشرف ….وانسانية، يحاول يتبع أسلوب تكرار الأكاذيب والإشاعات لكي تصبح حقيقة، وللأسف موجود يكتب بصحفنا وهو يقف موقف تكفيري تجاه الشيعي والكوردي واتحداه يكتب ولو سطر واحد يدين أعمال سيده صدام الجرذ عن عملية تهجير وقتل الكورد الفيليين بشكل خاص.
اكثر الناس تعرضوا للكذب والتشويه والقتل هم الشيعة، تجد من لادين لهم من القوى الطائفية يحاول تبرير جرائم القتل بكذبة وجود فتاوى لدى الشيعة تكفر السنة، وهذه كذبة كبرى، لأن الشيعة الجعفرية عندهم الحدود معطلة إلا تحت سلطة نبي، والنبي غير موجود، لأن محمد ص هو خاتم الأنبياء، أو تحت ظل سلطة أمام معصوم موجود بشكل مباشر، والإمام المهدي الان غير موجود لذلك كل الحدود معطلة، بالمقابل تجد مئات الفتاوى التي تكفر الشيعة بشكل صريح، والله نتعرض نحن بسببها للمضايقات لكوننا شيعة لا اكثر في مجالس ومواقف كثيرة لاتعد ولا تحصى، في السعودية أول سؤال وجه لي هل انت مسلم لو شيعي.
مانراه من حملات في وسائل الإعلام والمنابر وخطب المشايخ ومقالات الكتاب والنشطاء من كتابة مواضيع في المواقع الإلكترونية الغاية خلق رأي عام لتخدير العقول الساذجة وتوجيهها توجيها سيء لخدمة اهدافهم المريضة في تحقيق مآربهم الطائفية القذرة، لخدمة أفكارهم المريضة وتحقيق اهدافهم في نشر الكراهية والتطرف.
وجود عالم الانترنت كشف كل شيء، الحوارات والكتابات من خلف شاشات موبايل أو حواسيب، اعطى مجال لكشف الحقائق، المخبئة، سوق الكذب بات مفتوح على مصراعيه، كاتب كان يدعي اليسارية عراقي سني من البصرة، كنا نحسن الظن به بحقبة معارضتنا لنظام البعث المقبور، انقلب بشكل كبير ليل نهار يفتري، واحدة من اكاذيبه، يقول شيعة العراق يشعلون نيران الفتنة عبر قمامات الأكاذيب باحتفالهم في الثامن والعشرين من شهر صفر بما يسمونه استشهاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، استشهاد يعني انه قد قتل ؟
والسؤال من قتله ؟ والجواب جاهز ومعروف ومتوارث عند الشيعه واسماء القتلة أعلنها نيابة عنهم لكوني مطلع على فكرهم العفن وهم، السيدة عائشة رض، السيدة حفصه رض، وهن زوجتي رسول الله ص، وكذلك أشترك في الجريمة والديهما، ابو بكر الصديق رض، وعمر بن الخطاب رض، بعد ذلك هل يمكن العيش مع هؤلاء المخلوقات ؟.
انتهى كلام هذا المفتري، كل كتب التاريخ الشيعي ذكرت رواية أن الرسول محمد ص توفي مسموم من خلال سم قدمته امرأة يهودية ولم يتطرق احد لا إلى عائشة ولا حفصة، للاسف الأكاذيب الغاية تزييف الحقائق وفي صفحته يوجد أكثر من عشرة آلاف حساب لعتاة رؤوس التكفير، عندما تقرأ التعليقات كلها سباب وشتائم ونشر أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان.
منابر الفتنة من حثالات البعثيين والوهابيين سواء في القنوات الفضائية أو بالصحف أو من على منصات مواقع التواصل ينفثون اكاذيبهم، الكاتب اليساري البصري السني، يتبع أساليب الكذب على الشيعة لكي يستقطب أكبر عدد من الجماهير المفخخة لصفحته ليكونوا متابعين له يسمعون ويطيعون له، للأسف هذا بقمة الانحطاط الأخلاقي والإنساني، هؤلاء استطاعوا صناعة الكراهية وتكفير الشيعي و إقصاؤه ، تحت أكاذيب لا أساس لها من الصحة.
بلا شك تلعب الاختلافات السياسية دور مهم في تاجيج الصراعات والكراهية في بلدان لاتحكمها دساتير، وإلا العراق يتسع للجميع، العراق ملك لكل أبنائه بمختلف طوائفهم، بل تعدد المذاهب وتعدد الاتجاهات الفكرية بالمذهب الواحد عامل قوة وليس عامل ضعف.
الخطاب المأزوم لشراذم البعثيين يختبئون في العالم الافتراضي بالإنترنت تحت شعارات وحدة وطنية ومظلومية وغايتهم المتاجرة حتى بشرفهم لتحقيق هدفهم في الترويج للتطرف والكراهية.
رغم نتانة استغلال الفضاء الافتراضي بالإنترنت للترويج لخطاب الكراهية، لكن يحدث العكس تماما، رأينا إقبال كبير من آلاف الناس بدأوا يتواصلون ويطلعون على الحقيقة، وحدثت ايجابيات كثيرة أن آلاف الناس عرف الحقيقة المغيبة عنهم طوال عقود وقرون من الزمان.
لذلك مانراه من تطرف في المواقع الإلكترونية وتطبيقات التواصل الاجتماعي هو مصداق حي وواقعي للفكر المتطرف الذي تربوا عليه في بيوتهم ومدارسهم وبيئتهم المجتمعية، وجاء الانترنت ليكشف ما كان مستور ومخفي، سابقا من النادر تجد تواصل بشكل مباشر، الأمور محصورة بما يتحدث به المشايخ فقط، أما الآن الكل يتحدث ولذلك بات كل شيء مكشوف وواضح.
لذلك القول إن الجماعات المتطرفة تستغل الفضاء الالكتروني وتوجد فيه بكثرة، لتنشر معتقدات خاطئة وأفكارا ضالة مرتبطة بالخطاب الديني تمثل وجها منحرفا عنه، هذا الكلام وإن كان به الكثير من الصحة، لكن يبقى منبع هذه الأفكار وولادة الجماعات التكفيرية مرتبط في المدرسة الدينية الحاضنة والناشرة لهذا الفكر المتطرف.
وشيء طبيعي وجود الانترنت ومواقع التواصل تكون فرصة ذهبية للعصابات التكفيرية في نشر الكراهية وتجنيد آلاف الشباب الساذج للانضمام لتلك الجماعات التكفيرية المستعدة للانتحار، نعم بهائم بشرية مفخخة.
القوى البعثية والوهابية استخدمت الخطاب الديني الطائفي لتحقيق أغراض سياسية لتحقيق غايات غير شريفة، وإلا العراق والجزيرة العربية تتسع للجميع، للعيش بسلام وأمان ضمن مجتمع واحد متعدد الاعراق والمذاهب، ما الضير من ذلك، هذه الهند تضم خمسمائة قومية وديانة واثنية ولغة، العناصر البعثية الطائفية موترة يستعملون الخطاب الديني في غير موضعه الصحيح واستخدامه في أغراض وأهداف سياسية لتحقيق غايات غير شريفة.
حاليا الحديث يدور حول فضيحة حافظ القرآن الشيخ حكمت العاني الذي كان يقوم في تحفيظ الأطفال في حي من إحياء مدينة الرمادي، وفي جو إيماني يقوم في نكاح الاطفال تحت مسمى نكاح الغلمان، رأيت العجب، كل شعوب العالم تحمي ابنائها، قوانين صارمة تطبق بحق من يتحرش بالأطفال، بل اذا تم وضعه بالسجن، نزلاء السجن يفعلون به مثل مافعل بالاطفال، لكن رأيت مئات البيانات والمنشورات والكتابات صدرت من كتاب ومثقفين ومشايخ من المكون السني العراقي يبرأون حافظ القرآن شيخ حكمت العاني مغتصب الاطفال، من المعيب يتم حماية مثل هذا السيء لأسباب مذهبية، المفروض يقف كل الشرفاء ضده، حتى صاحبنا الكاتب اليساري البصري والذي هو سني المذهب، كتب التغريدة التالية، أعتذر وبشدة للسيد المظلوم حكمت العاني الذي فبرك الطائفيون في محاكم العراق الطائفية القذرة اتهامات ظالمة ضده ونطالب بفك أسر الرجل وتوضيح الحقيقة فالفاسدون قد خلطوا الأوراق للأسف.. لن نعترف بقرارات القضاء العراقي الخايس.
انتهى كلامه، الحكم للقراء، يتطاول على القضاء العراقي في اسلوب همجي واضح، انا لم ولن ألوم حافظ القرآن شيخ حكمت العاني في نكاح الغلمان فقد ذكر الصديق المفكر المصري سامح عسكر، نقولها لاتلوموا الشيخ الحافظ حكمت العاني تجدون الجواب في منشور المفكر المصري سامح عسكر التالي، أبو الحسن الكسائي أحد القراء السبع للقرآن
يقول فيه السيوطي، كان الكسائي أعلم الناس، ضابطا عالما بالعربية، قارئا صدوقا، إلا أنه كان يديم شرب النبيذ، ويأتي الغلمان (بغية الوعاة في طبقات اللغويين 2/163)
ويقول ياقوت الحموي، كان الكسائي ممن وسم بالتعليم وكسب به مالا إلا أنه حكي عنه أنه أقام غلاما ممن عنده في الكُتّاب وقام يفسق به .(طبقات الأدباء 4/ 1750)
وقال أيضا كان الكسائي أعلم الناس على رهق فيه، كان يديم شرب النبيذ، ويجاهر باتخاذ الغلمان الرّوقة طبقات الأدباء 4/ 1739)
السؤال الآن، كيف يكون القارئ ثقة عدل وسمعته في كتب التراث بهذا الشكل؟
طبعا القرآن مُنزّه عن هذا العبث وتلك السمعة، لكن فكرة قبول رواية قارئ وضبطها دون شك لعشرات الأجيال بينما قائلها لا يراعي لله حُرمة، فيطرح الشكوك حول معايير اختيار هؤلاء الرواة وتوثيقهم في ما يسمى الجرح والتعديل بالأساس.
انتهى كلام الاستاذ المفكر سامح عسكر.
في بداية دخول الانترنت، كنت اتحاور مع المئات في تطبيق حواري اسمه البالتوك، كنت اتحاور مع الكثير من الطائفيين وبعضهم بمرور الوقت أصبحوا أصدقاء لي منها لأسباب قبلية، اعترفوا لي انهم جنود مجاهدين في الفضاء الإلكتروني لنصرة الإسلام ومذهب السلف الصالح، وأنهم مجاهدين… الخ.
لذلك مواقع التواصل الاجتماعي، تنشر وتروح للاكاذيب مثل وسائل الإعلام الوهابية مثل قناة صفا ووصال…..الخ، أو مثل بقية الإعلام الفضائي لدول الخليج بشكل خاص، ماعندهم شغل غير الكذب والافتراء، ينشرون إشاعات كاذبة ليس لها اصل، ويجيدون فن فبركة الصور والفيدوهات، بظل وجود الفوتوشوب، ويعتبرون الترويج للأخبار وبث معلومات مزيفة ونشرها على نطاق واسع، جهاد في سبيل الله وفي سبيل ربهم وشفيعهم صدام الجرذ الهالك.
الأمم المحترمة تستخدم
الفضاء الالكتروني لنشر خطاب المحبة والتسامح، تعليم الناس الفنون المختلفة وكيفية الزراعة وتعليم طبخ الطعام، والتعليم المدرسي والجامعي ، في اليوتوب تجد قنوات يديرها تدريسيين جامعات يشرحون محاضرات الرياضيات والكيمياء والفيزياء، انا شخصيا درست في جامعتين، كنت استفيد من اليوتوب في شرح المواد الموجودة في المنهج، ألفية بن مالك كنت في اليوتوب استمع لشرح شيوخ من الأزهر ومن حوزة النجف وكربلاء، أو من خلال أساتذة جامعات يشرحون الألفية من جامعات دمشق وبغداد ومسقط، لايمكن محاربة خطاب الكراهية بدون حل سياسي، متى ماتم إيجاد حل سياسي عندها يكون الخطاب مفيد في نشر خطاب التسامح وتعزيز قيم الاعتدال ودعم الوسطية، ويتم ذلك بالتأكيد من خلال القنوات الفضائية والمواقع الإعلامية والمؤسسات الدينية والمجتمعية، دور الحكومات وخاصة الحكومات وخاصة في الدول التي يحكمها ملك أو رئيس جمهورية صاحب السلطة الأولى هم المؤثرين في نشر التسامح وتعزيز قيم التسامح والاعتدال والوسطية.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
15/9/2023
https://telegram.me/buratha