المقالات

بين سوء الفهم والأخلاق ..

1097 2023-09-16

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

إصبع على الجرح ..

 

شاء الله ان يجعل من الأخلاق معيارا لميزان العقل البشري فما يدمر اّلإنسان هو ذاته مايدمر البنيان وهكذا هي المعادلة الجدلية في فرق التكليف بين الإنسان والحيوان . ولأن الأخلاق مصداق الإداء والوزن والقياس والعطاء قكان ارتباطها بالعقل حتميا وأزليا .

من هنا لا تحاسب القوانين الوضعية مجنونا اذا أخطأ او تصرف بسوء او غباء كما إنه معفيا من الحساب يوم الحشر . ربما على هذا الأساس او من هذا المنطلق يلوذ بعض المذنبين والمرتدين والمجرمين فيبرر بإنه يعاني من سوء الفهم او سوء التفاهم وهو في حقيقته واحد من اثنتين لا ثالث لهما .

اما غياب العقل عند احد الطرفين او انعدام الأخلاق سواء كان الطرفين في حوار او خلاف او اختلاف.  هذه المعادلة قد تصلح للتوافق مع كل حالات الخلل في الجدال والحوار والحقوق والعلاقة بين المسؤول والمعية والراعي والرعية . فليس هناك سوء فهم او سوء تفاهم يدعوك لأن تساوي بين الظالم والمظلوم او القاتل والمقتول وبين الشريف والوضيع او بين المجرم والضحية فجميعهم في مهزلة العدالة الغبائوية وغياب الأخلاق  مصداق  العقل وحصانة الإنسان  فيكونوا لديه  سواسية في الحقوق والتعامل والإحترام وجميعهم عدول بما فيهم فيفي عبده .

كأني بذاك الشاعر الشعبي في يوم من ايام الزمن القذر حين وقف امام الطاغية المقبور ليمتدحه فألقى قصيدته العصماء في لغة المتملقين بعنوان واحد زائد واحد قال فيها بالنص ( واحد زائد واحد يطلع عشرة ؟ وانت الواحد وانت العشرة  , وانت الواحد ولو ما الواحد , جا ضاع الواحد والعشرة . وانت الواحد وانت العشرة !!!! ) صفق له حينها الدكنانور وكشر عن انيابه وقال له عفيّه عفيّه .. والتفت الى صاحب الشارب الرئاسي وقال له ( كرمو .. كرمو ..) .

المشكلة ان القصيدة القيت يعد كارثة الكويت وموت عشرات الآلاف من العراقين في الحربق والحصار . ليس لسوء فهم من الشاعر انما هو خلل في الأخلاق ام غياب تام لها ..  أخيرا وليس آخرا ..سأل شخصا الخوارزمي عالم الرياضيات عن قيمة الإنسان فقال له . اذا كان الإنسان ذا اخلاق فهو يساوي واحد . واذا كان ذا جمال ايضا فأضّف الى الواحد صفرا فيساوي عشرة .

واذا كان ذا ثروة ومال فنضيف اليه صفرا اخر فيصبح 100 . واذا كان ذا ثروة ومال فأضّف اليه صفرا اخر فيصير الف .  فإذا ذهب العدد واحد وهو الأخلاق ذهبت قيمة الإنسان وبقيت الأصفار التي لا قيمة لها . 

هي رسالة للجميع عسى ان يتذكر من يقرأها مهما كان وأيا كان إن الإنسان يأتي الى الدنيا بلا شيء، ثم يسعى فيها وراء كل شيء لكنه يترك كل شيء ويذهب الى قبره بلا شيء  ويحاسب على كل شيء ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك