الباحث والاعلامي صبيح المرياني ||
ليس من المعقول انْ ترتكب جريمةُ الاحتيال والاغتصابِ للعديدِ من الاطفالِ الابرياءِ في محافظةِ الانبار من قبلِ شخصٍ شاذٍ غطّى على شذوذهِ بعمامةٍ يضعُها على راسِه، وانْ تمرَّ مرورَ الكرامِ و يُشارُ اليها بالسخريةِ في(على) مواقعِ التواصُلِ الاجتماعي بشكلٍ لايمتُّ الى أدنى احساسٍ بالمسؤوليةِ الانسانية .
السخريةُ في هذه الحالاتِ هي قِلةُ وعي واضحةٌ من الكثير .نحن امامَ جريمةٍ يجبُ الوقوفُ عندَها، حصلت وفيها انتهاكاتٌ خطيرةٌ اولُها مكانُ ارتكابِ الجريمةِ وهو بيتٌ من بيوتِ اللهِ وثانيها الطريقةُ التي يستدرجُ بها الضحيةَ وهي ( تعليمُ القرآنِ وحفظُه) والثالثةُ الجاني وهو موظفٌ في الدولةِ وتابعٌ الى مؤسسةٍ دينيةٍ رصينة.
علينا انْ نعي وبالمٍ شديدٍ الواقعَ النفسي الذي يعيشُه الضحايا .ان نسلطَ الضوءَ ساخرين ومتهكمين على الجاني هذا ليس بالشيء الصحيح .بل يجبُ الالتفاتُ الى الضحايا الذين لايمكنُ انْ يصرّحوا بما حصلَ من جُرمٍ معهم وكيف يمكنُ في هذه الحال معالجتُهم نفسيا .
الضغطُ الاجتماعي لم يكنْ بالمستوى المطلوبِ لا من اهالي الضحايا ولا من المدينةِ التي حصلتْ فيها الجريمةُ ولا حتى من المؤسسةِ التي يعملُ فيها الجاني ، لذلك كان الحكمُ دون مستوى طموحِ كثيرٍ من الشرفاء في هذا البلد ،ياترى كم طفلا عليه انْ يَغتصبَ هذا الشاذُ لكي يُحكمَ بالاعدام ؟ الا يكفي إغتصابهُ الى مايقربُ من سبعمئة طفلٍ لاعدامِه ؟
وماالفائدةُ المتحققهُ من بقائهِ في السجن ؟ هل سيكونُ شخصا سويا او رجلا صالحا في المستقبل ؟
الا يعني التعاملُ مع هذه المشكلةِ وبهذا البرودِ واحدا من امرين اولُها تشجيعُ الشواذ على الاستمرارِ في ارتكابِ جرائمِهم وثانيهما عُزوفُ الناسِ عن تعليمِ اولادِهم القرانَ في الجوامعِ الا مع وجودِ كاميراتِ مراقبة؟ او جراءِ فحصٍ دوري نفسي شاملٍ للشخصِ القائمِ على التعليم .
لااعرفُ اينَ هي اصواتُ منظماتِ المجتمع المدني ومؤسساتِ حقوقِ الطفل من هذا الامرِ الخطيرِ .من الناحيةِ النفسية، يمكنُ تفسيرُ سلوكِ رجل الدين الذي يحتالُ ويُقدِمُ على اغتصابِ الأطفالِ بكلِ وقاحةٍ على أنه سلوكٌ مرضيٌّ وخطيرٌ يمكنُ دراستهُ من خلالِ مجموعةٍ من العواملِ والمتغيراتِ النفسيةِ التي تلعبُ دورًا في تشكيلِ هذا السلوك. وقد يكونُ من بينها انه قد تكونُ لدى الجاني تجاربُ سلبيةٌ في الماضي تؤثرُ على سُلوكِه كتعرضُهُ للعنفِ الجنسي او الاعتداء ، اضافةً الى اسبابٍ اخرى يُشخصُها ذوو الاختصاص.
إذن يجبُ تحليلُ هذه الجريمةِ واشباهِها من لدن المتخصصين في المجالِ النفسي والاجتماعي والوقوفُ على اسبابِها وعلاجُها في الوقت نفسه . كما ويجبُ تعزيزُ الوعي الاجتماعي حول هذه القضيةِ وتطويرُ سياساتٍ وقوانينَ تحمي الأطفالَ وتعاقبُ الجرائمَ الممثلة لها بكل صارمةٍ وحادةٍ .لا انْ يحكُمَ على مرتكبِها بالسجنِ المؤبد فقط؟
https://telegram.me/buratha