المقالات

مجرد فكرة ..!


 

حسن كريم الراصد ||

 

في أحدى المرات توفي الأخ الأكبر لصديق لي كان بيني وبينه جفاء استمر لشهور . وقررت حضور مجلس الفاتحة وترطيب الأجواء برفقة أبني الأكبر . وبعد أن ركنا السيارة وترجلت فوجئت بصديقي وقد ترك مكانه في المجلس وجاء للترحيب بي واحتضنني مبالغة بالشكر والعرفان .. ولكن ولدي لم يشهد ذلك بعدما أنشغل بالتأكد من إقفال سيارته .. دخلت مجلس العزاء وسلمت على الحضور وكان صديقي قد ترك مكانه للترحيب بآخرين جاؤوا لتقديم العزاء .

وعندما جلست همس لي ولدي : أرأيت كيف ترك مكانه ليتحاشى مقابلتك والسلام عليك ؟ ضحكت .. وقلت: لكنه رحب بي بحفاوة بعد أن خرج من المجلس أمام انظار الناس ؟! واخبرته بالتفاصيل التي غفل عنها .. أحيانا نحكم على ظواهر الأمور ونعتقد أننا نحيط بالمشهد كاملا وننسى أن أحاطتنا محدود ترى جانب من المشهد ونغفل عن المشاهد الأخرى . .

وحتى أن النراقي رحمه الله صاحب جامع السعادات  يقول : أن قدر رجاحة العقل يقاس من خلال كثرة الاحتمالات التي يضعها أمام كل حادث . فمثلا أن كان هنالك مجموعة من الأشخاص جلوس في مكان ودخل عليهم شخص وقد أصيب بالهلع ليخبرهم أن أسدا مفترسا يجوب شوارع الحي حينها تكتشف رجاحة كل واحد منهم وحنكته من خلال ردة فعله .. فبعضهم سينكر الأمر جملة وتفصيلا وسيقول : كيف أتى أسد لمحلتنا ولسنا في غابة ولا في قرية او بادية ؟ وبعضهم سيتردد في الرفض والقبول . 

والبعض الآخر وهم من القريبين للحكمة والتعقل سيقبلون بالخبر ويضعون له عدة أحتمالات ومنها مثلا : أن تكون أدارة حديقة الحيوان قامت بنقل أحد الأسود في الحديقة وتمكن من الفرار عندما مرت سيارة النقل من المحلة ..

وهكذا تقاس رجاحة العقل من خلال  كبر وصغر قائمة الاحتمالات أمام كل حدث غريب وفق قاعدة أن عدم الأيجاد لا يعني عدم الوجود وأن كل ماتراه هو جزء من المشهد ولا أحد يمكنه الإحاطة بالمشهد كاملا بلحاظ وجوده بمكان يعني خلو مكان آخر منه ..

هذا لمن يبحث عن الحقيقة المجردة من الميول والبغض والحب وليس لمن يفتش عن فرص النيل من الخصوم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك