الشيخ جاسم محمد الجشعمي ||
٥ - الفساد الإداري :
من المشاكل التي تراكمت في المجتمع الاسلامي وادت الى ثورة الامام الحسين عليه السلام هو الفساد الإداري . وكان الفساد الإداري في عهدي الخليفة الثالث سباباًرئيساً في انتفاضة الصحابة رضي الله عنهم ضد الخليفة عثمان ومحاصرته في بيته وقد ادت انتفاضة الصحابة الى مقتل الخليفة عثمان . حيث ثار الصحابة على الفساد الإداري المستشري في عهدي الخليفة الثالث . وكانت مطالب الصحابة المنتفضين والثوار الأساسية هي استبدال الولاة الفاسدين وسراق بيت مال المسلمين الذين كانو يصرفوا اموال المسلمين في مصالحهم الشخصية وملذاتهم وفسادهم . وكان الصحابة الثوار يعتقدون ان الخليفة عثمان هو المقصر والمخطئ والمسؤول الأول في تولي الفاسدين مقاليد الامور في الولايات الاسلامية بكونه هو الذي نصبهم ولاةً على الولايات الاسلامية وهم يمثلونه . وعند تباطؤ الخليفة في الاستجابة لمطالب الصحابة المنتفضين والثوار قتلوه . وقدضل عامل الفساد الإداري من العوامل المحركة لأية انتفاضة وثورة ضد الخلفاء . وسجل التاريخ فصولاً مأساويةً من الفساد الإداري في تاريخ الخلفاء الراشدين والامويين والعباسين . باستثناء عهدي الامام علي والامام الحسن عليهما السلام . حيث عزل الامام علي عليه السلام جميع الولاة الفاسدين او غير الجديرين ولكن معاوية ابن أبي سفيان تمرد على قرار الامام علي عليه السلام ورفض عزله عن ولاية الشام فأقترح بعض مستشاري الامام علي عليه السلام أبقاء معاوية في منصبه والياً على الشام ريثما تقوى حكومته ثم يعزله ولكن الامام علي عليه السلام لم يقبل ذلك ولم يبقي معاوية ساعة واحدة في الحكم لافتقاده للنزاهة والكفاءة . وهذه السياسة العادلة للامام علي علبه السلام ينبغي ان يتخذه الحكام قدوة ً لحكمهم . وبسبب عزل الامام علي لمعاوية من منصبه قاد معاوية تمرداً مسلحاً على الامام علي عليه السلام بذريعة الطلب بثأر عثمان وقد رفع معاوية قميص عثمان الملطخ بدمه لاستدراء عواطف الامويين ضد الأمام علي عليه السلام وبات رفعه قميص عثمان مثلا للمكر لكل من يتخذ ذريعة باطلة للعدوان والخصومة . والحقيقة ان معاوية خذل الخليفة عثمان ولم يستجب لطلب انقاذه من انتفاضة الصحابة عليه وكان بمقدوره ان ينقذه ولكنه لم يفعل ذلك وانتظر مقتله ليثير مقتله ذريعة للتمرد على حكومة الامام علي عليه السلام . وعليه فإن اهم اسباب الفتن والمشاكل في المجتمع الاسلامي كان هو فساد الولاة واضطهادهم الاحرار والمجاهدين من المسلمين الذين كانوا يعترضون على سياسة الولاة الجائرة . وقد أراد الجهاز الأموي اخفاء فساد الولاة وجرائمهم لكن بعض الضمائر الحرة كتب فسادهم وجرائمهم في سحل التاريخ . وان كل المحاولات الباطلة التي جرت لأجل التستر على جرائم الولاة تحت يافطة الاجتهاد اي انهم اجتهدوا وأخطأوا او ان لهم حصانة العدالة ، او ان الحاكم الفعلي تجب اطاعته وعدم التمرد عليه كل ذلك لم يمنع اصحاب الفكر الحر الذي يحترم فكره ويحترم الحق من نقد سياسية الخلفاء والولاة المالية والإدارية . حيث نقد المفكر والمفسر الاسلامي سيد قطب سياسة الخليفة عثمان المالية . حيث انتقد سياسته المالية والادارية وتوزيع بيت مال المسلمين بين ابناء عمومته الامويين بغير حق . وتنصيب الفاسدين ولاةً على الولايات الاسلامية .
ان الفساد الإداري للخلفاء والذي ادى الى وصول الفاسق الفاجر يزيد الى سدة الحكم شكل اهم عامل من عوامل ثورة الامام الحسين عليه السلام على حكومة يزيد بن معاوية .
وقد ضحى الامام الحسين عليه السلام نفسه واولاده واصحابه لأجل تغيير الواقع الحاكم على مقدرات الأمة.
https://telegram.me/buratha