عامر جاسم العيداني ||
يمرُّ العراق بمخاض عسير لإنجاب ديمقراطية تتناسب مع وضعه المتشابك بين التعددية الطائفية والسياسية والصراعات التي تدور في فلكها ، حيث كل أربع سنوات هناك انتخابات برلمانية واخرى محلية، تتنازع القوى المتنفذة والمتسيدة على الساحة السياسية والشعبية على كيفية الحصول على المقاعد لتتقاسم المناصب، وهذه الحالة دائمة الحضور في كل انتخابات حتى وصل بالشعب العراقي الى حالة من اليأس والعزوف عن المشاركة فيها بسبب عدم حصول أي تغيير في الواقع الاقتصادي الذي يعاني منه وازدياد صعوبة المعيشة، فاستغلت بعض القوى السياسية هذه الظاهرة (ظاهرة العزوف)، بعد ظهور قوى معارضة من خلال التظاهرات الشعبية وزيادة زخمها في السنوات الاخيرة والتي أظهرت رغبة شديدة للتغيير فأسست تجمعات وأحزاب من بينها، تريد المنافسة بدخولها المعترك الانتخابي والمشاركة في الحكم من اجل تغيير الواقع المؤلم الذي يعيشه الشعب بسبب سياسات حكومات المحاصصة وعقدت الآمال على الدعم الشعبي لها .
ولكن بعض القوى التقليدية تخوفت من ظهور هذه القوى المعارضة فقررت ابتكار وسائل لإبعادها عن خوض الانتخابات وشن حملة عليها لتسقيطها وعزل الافراد الناشطين منهم بطرق متنوعة وابعاد جمهور الناخبين عنها، ومن هذه الوسائل روجت لها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وبخلق صفحات وهمية وأسست فكرة انه (لن يكون هناك تغيير)، وهذا ما يحصل الآن ونحن على ابواب انتخابات مجالس المحافظات .
ان عبارة (لن يكون هناك تغيير) روجت لها بعض أحزاب السلطة الغاية منها إبعاد المواطن من المشاركة في الإنتخابات.. لتخلوا الساحة لمؤيديهم .. ليستمروا بالتسيّد على مقاليد الحكم ، لانهم يعتقدون وفي قرارة أنفسهم أنهم المجاهدون ولا يحق لاحد ان يسلب هذا الحق منهم .
ومن المؤسف ان جهلة المجتمع تلقّف هذه العبارة وروّج لها .. وصدّقها عقلاؤه.. ونسوا قول الله .. ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ).. بل كفروا بهذه الآية.. ويئسوا من رحمة الله ، ونسوا قوله (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) ..وهنا نقول لأهلنا إن الشباب الذين خرجوا في تظاهرات واحتجاجات وسالت دماؤهم من اجل التغيير، ألا يستحقون ان يكونوا في مقدمة القوم ويصنعوا التغيير الذي تنشدونه في الخفاء وأما آن الأوان لتصنعوا التغيير وتنتخبوا أبناءكم الذين خرجوا من بينكم وضحّوا بأرواحهم، واليوم هم يتعرضون للاعتقال والابعاد وخلق الدسائس لهم، ألم يحن الوقت لتقولوا كلمتكم وتصنعوا التغيير .
يا أهلنا الكرام، إن الشباب قد شكلوا تجمعات وتحالفات ليس لها ارتباطٌ بأي جهة من الاحزاب التقليدية وهم أبناء محافظتكم وقرروا المشاركة بانتخابات مجالس المحافظات بقدراتهم الذاتية ومن أموالهم الخاصة ولن يقبلوا بأي دعم مالي ومن أي جهة استباحت اموال الشعب والذي تستخدمه اليوم لكسب ودّه بأكبر دعايات انتخابية من فضائيات واعلانات ضوئية ويافطات من اكبر الحجوم والتي تكلف المليارات، وأخيراً نقول (حان وقت التغيير) وهي فرصة لا تعوّض ولن تندموا من اجل الاستقرار وتحقيق تنمية حقيقية والابتعاد عن الصراعات التي اثقلت النفوس وأتعبتها .
انها الانتفاضة الكبرى من اجل التغيير ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) ، (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)...
صدق الله العلي العظيم .
https://telegram.me/buratha