الشيخ جاسم محمد الحشعمي ||
مارس معاوية وولاته الظلمة في البلاد الاسلامية سياسة القتل والإرهاب والتهجير والاغارة على المدن الاسلامية وقتل ساكنيها .وكان جيش معاوية العاصي والمتمرد على خلافة وحكومةالامام عليه السلام العادلة ُيغير بافواجه العسكرية وبأمرٍ منه على المدن الاسلامية التي كانت تابعة لخلافة وحكومة الامام علي عليه السلام . وقد روى المؤرخون ان معاوية ارسل جيشاً بقيادة عوف الغامري وأمره ان يغزو الانبار والمدائن وقال له :
( اني باعثك بجيش كثيف ... تمر بهيت فتقطعها فأن وجدت بها جندا فأغر عليهم والاّ تغير على الانبار فأن لم تجد فامضي حتى توصل الى المدائن ان هذه الغارات لأهل العراق ترعب قلوبهم فآقتل كل من لقيته ممن هو ليس على رأيك واضرب كل من مررت به من القرى ) شرح نهج البلاغة ج٢ ص٥٨ لابن ابي الجديد .
وأرسل معاوية بسر بن ارطاة الى الحجاز واليمن وقال له
(سر حتى بالمدينة فاطرد الناس واخف من مررت به وانهب اموال كل من اصبت له مالاً ) نهج البلاغة ج٢ ص ١١٧
وأمر معاوية الضحاك بما امر به غيره من قاد جيشه فنهب وقتل الناس على الشك والظن على انهم موالون للامام علي عليه السلام .
ان الأفواج الشامية المرسلة من قبل معاوية الى المدن الاسلامية قتلت ونهبت اموال المسلمين واغارت حتى على حجاج بيت الله الحرام كمايروي ابن أبي الحديد . وقد اغار الغامري على مدينة هيت وقتل رجالها ونهب اموال الناس فيها ثم أغار على الانبار ثم على مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقتل اهلها ونهب أموالهم . ان معاوية قتل آلاف المسلمين الآمنين ونهب أموالهم بحجة ان اهالي هذه المدن هم رعايا الخليفة الامام علي عليه السلام .
اما التهجير فقد كانت الشيعة اكثرية في الكوفة فهجر معاوية منها ٢٥ الف عائلة شيعية وهو مايقرب من ٢٠٠ الف شيعي هجرهم قسراً الى مدن بعيدة عن الكوفة وأسكن ٢٥ الف عائلة شامية في بيوتهم . وقد غير معاويةديمغرافية مدينة الكوفة . وحول الاكثرية الشيعة في الكوفة الى اقليةً . واستمرت سياسة التهجير لمعاوية حتى نزلت نسبة الشيعة في الكوفة من اكثرية الى اقلية وبعشرة بالمئة عند وصول ابنه يزيد بن معاوية الى السلطة حسب رأي المحققين . هنالك تحريف كبير في التاريخ وظلم على الشيعة . وقد كتب الأمويون تاريخ الشيعة مقلوبا ومزوراً. والذين دعوا الامام الحسين عليه السلام ان يقدم الى الكوفة لم يكن كلهم من الشيعة . أن ظلم والى يزيد في الكوفة وقبله ظلم معاوية قد ادى الى استياء الساكنين في الكوفة من الامويين . فوجدوا في الامام الحسين عليه السلام افضل منقذ لهم من ظلم الامويين فكتبوا له يدعونه الى الكوفة لينقذهم من الامويين . والذين كتبوا الرسائل للامام الحسين. عليه السلام كانوا أكثرهم من اتجاهات غير شيعية . وكانوا معارضين ايضاً للحكم الاموي . وعند وصول عبيدالله آلى الكوفة للقضاء على حركة سفير الامام الحسين عليه السلام تغيرت الامور وتراجع الكثيرين ممن راسلوا الامام الحسين ع ودعوه الى الكوفة عن دعوتهم للامام . والمتراجعون عن دعوتهم كانوا من غير شيعة الامام الحسين ع تراجعوا خوفا او ترغيبا . أما الشيعة الاقلية التي دعت الامام وراسلته بقوا على عهدهم وقاموا عبيدالله . ولكن عبيدالله قتل قادتهم وطليعتهم المجاهدة وزج البعض الآخر في السجن . فقضى عبيدالله على الحركة الشيعية التي كانت تمهد لقدوم الامام الحسين عليه السلام بقيادة سفيره مسلم بن عقيل رضوان الله تعالى عليه . وعليه ان الذين قاتلوا الامام الحسين عليه السلام وقتلوه وقتلو اولاده واصحابه يوم العاشر من محرم سنة ٦١ من الهجرة في كربلاء هم أفواج شامية وكوفية ومصرية غير شيعية . ولذلك خاطبهم الامام الحسين عليه السلام وسماهم :
( يا شيعة آل ابي سفيان) .
وتسمية الامام الحسين عليه السلام الجيش الذي قاتله بشيعة آل ابي سفيان دليل ان المقولة التي لازال يروجها بعض المسلمين جهلاً او كيداً بأن الشيعة هم قتلوا الامام الحسين عليه السلام هي تهمة ظالمة الصقها الجهاز الأموي للشيعة ويرددها الجهلة او الحاقدين كالببغاء دون تحقيق في حقيقة هذه المقولة . وانما يستهدفون من ذلك الاساء الى الشيعة . ولازال بعض الناس يرددون كالببغاء هذه التهمة ولايتعبون أنفسهم قليلا ليراجعوا التاريخ ليعرفوا من هم قتلة الامام الحسين عليه السلام . وبعضهم لايريد ان يعرف الحقيقة وانما يرددالتهمة على الشيعة على خلفية طائفية وجاهلية بغيضة .
https://telegram.me/buratha