الشيخ جاسم محمد الجشعمي ||
ان الطبقية الفاسدة التي افرزتها سياسة الخلفاء الذين سبقو الامام علي عليه السلام وصار على نهجهم الخلفاءوالولاة الامويون . ان استمتاع هذه الطبقة بالامتيازات المالية والادارية افسد المجتمع النبوي وظهر فيه الميل نحو الاخلاد بالراحة وحب الأنا وتفضيل المصلحة الشخصية على المصلحة العامة . هذه الأمور غيبت عند أغلب أفراد الأمة الشعور بالمسؤولية تجاه الرسالة الاسلامية وتجاه مصير الأمة والظلم الذي يواجهها . فضعف عند اغلب أفراد الأمة الشعور بالمسؤولية وضعفت عندهم روح التضحية والجهاد والوقوف امام الظلم والظالمين . حيث عبر الامام الشهيد محمد باقر الصدر رض عن هذه الحالة بفقدان الأمة ارادتها . وثورة الامام الحسين عليه السلام استهدفت تحرير ارادة الأمة التي سلبها طواغيت بني امية وافسدتها سياسة الخلفاء والامراء الفاسدة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باستثناء سياسة الامام علي عليه السلام وابنه الامام الحسن عليه السلام .
ان الأمة الإسلامية صارت مسلوبة الارادة وغير شاعرة بالمسؤولية . ولعل كلمة الفرزدق اصدق بيان لهذه الحالة وافضل شرح لأوضاع الأمة . وقد قال للامام الحسين عليه السلام عندما سأل عن أوضاع الكوفة فقال للامام ع :
( يابن رسول الله قلوب الناس معك وسيوفهم عليك ) .
وفي رواية اخرى قال
( يابن رسول الله قلوبهم معك وسيوفهم مع بني امية ) .
أستهدف الامام من ثورته في العاشر من محرم في كربلاء على الحكم الاموي الظالم تحريك ضمير الأمة وتحرير ارادتها المتهالكة في الفتن الدنيوية التي سببها لها سياسة الخلفاء والامراء والبقية الفاسدة والمفسدة للأمة. فالطبقة الفاسدة من الخلفاء والامراء والزعماء والوجهاء فاسدة ومفسدة للأمة. ماكنت الأمة تستفيق من غفلتها لو لم تسفك دماء الامام الحسين عليه السلام على مذبحة الحرية . فالحسين عليه السلام ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . بذل دماءه رخيصةً في سبيل الله ولأجل تحريرالامة من عبودية وذل بني امية . وبذل كذلك في هذا السبيل اعز مايملك من الأولاد والأصحاب كل ذلك من اجل إيقاظ الأمة من غفلتها ولتحرر ارادتها . ولتضعها عند شعورها بالمسؤولية .
https://telegram.me/buratha