المقالات

مجالس المحافظات والدوران في حلقات مفرغة..!


 

د. ظفر التميمي ||

 

السلام عليكم جميعا 

تعد التجارب الانتخابية في بلدان العالم المختلفة انعكاسا للنظم السياسية التي تؤمن بالديمقراطية كوسيلة من وسائل الحكم والتغيير السلمي للسلطة  ، وبتكرار تلك الانتخابات تترسخ حالة من الشعور في النفس البشرية بان المواطن يمارس حقه الطبيعي في اختيار الحاكم والمشاركة في الحكم والقدرة على تغيير القوانين عبر ممثلين مختارين ، وهذا هو حال اغلب الدول المتمرسة في النظم الديمقراطية ، وفي العراق فان تجربة الانتخابات مغايرة بعض الشيء عن البلدان الأخرى، اذ لا تزال حديثة العهد رغم مرور عشرين عاما على تغيير النظام السياسي السابق ، ولرب سائل يسأل عن المنفعة المتوخاة من الانتخابات في العراق ، مع حالة الإرباك السياسي الذي نعيشه حاليا ، ومع معرفة اننا كشعب صعب المراس ، عاطفي التوجهات ، عايش الديكتاتوريات على اختلاف شخوصها عبر الازمنة الماضية ، فهل من الممكن تغيير توجهات الشعب العراقي من خلال الانتخابات سواء اكانت برلمانية ام مجالس محافظات ؟ 

والجواب المقنع لهذا السؤال سيكون من خلال امكانية التأثير في عقلية الناخب العراقي وذلك في حالة ملامسته لتغيير فعلي على ارض الواقع ، فعلى سبيل المثال كانت الانتخابات البرلمانية السابقة محبطة للغاية لانها مثلت مصالح الاحزاب قبل مصالح الشعب ، ولان ممثلي هذه الاحزاب قد اتقنوا فن اللعب على عواطف جمهورهم او هكذا يخيل اليهم ، فترى فجوة كبيرة بين الحاكم والمحكوم ، وبين الوعود وكم الإنجازات المتحققة  ، ولو تحدثنا عن مجالس المحافظات فهي كالحلقة الزائدة في النظام السياسي العراقي الحديث ، كما لا يمكننا تصور هذه المجالس كوسيلة ضغط على المحافظين ، وذلك نظرا لان مبدأ المحاصصة السياسية قد حكم قانون مجالس المحافظات واصبحت الاحزاب تتنافس على اللجان الاكثر ربحية والتي تمثل عائدا ماليا للأحزاب  ، ولهذا اتوقع ان تكون نسب المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات متدنية وغير ممثلة لكافة شرائح المجتمع العراقي ، كما ان التوافقية ستهيمن على التحالفات السياسية  .

ربما يكون تأجيل الانتخابات حلا غير مرحب به من الاحزاب الحاكمة ولكنه في ذات الوقت سيكون فرصة لبناء قواعد جماهيرية اكثر رصانة والبدء بمشاريع اكثر واقعية تعطي حالة من الأمان والضمان للقوى المحلية والاقليمية .

ودمتم بخير  .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك