...............................................
-كوثر العزاوي-
صلّى الله عليك سيدي يارسول الله، لقد رفع الله ذكرك باسمك الصريح، اسمك المقرون مع اسم الإسلام و القرآن،بل أكثر من ذلك حينما اقترن باسم الله"عزوجل"إذ ملأ الآفاق على مدّ الدهور، حيث يُرفَع صباحًا مساءً علی المآذن والمنائر صادحًا بالشهادة أنك محمد رسول الله إلى الخلق أجمعين "اشهد انَّ محمدًا عبدُهُ ورسوله" الذي حاز مقام قاب قوسين أو أدنى من العليّ الأعلى بصدق العبودية، إنها شهادة تشكّل اقدس قرينة ينطلق المؤمنون معها في صلواتهم مقرِّين معترفين لك بالعبودية والنبوة والرسالة، مباشرة بعد الشهادة لله بالأخلاص والتوحيد لتصبح الشهادتين هما أساس الإسلام، ودلالة على قبول الدين الحنيف وأسّ الشربعة، وقد جاء في الروايات ايضا، {لا يزال الدعاء محجوبا، حتى يُصلّى على محمد وآل محمد، وعنه "عليه السلام" قال من دعا فلم يذكر النبي صلّى الله عليه وآله رفرف الدعاء على رأسه فإذا ذكر النبيّ رفع الدعاء} ثم ماإن يتحرك الناس الذين ارتبطوا بالاسلام بالحديث عنه "صلى الله عليه وآله"حتى يتألق اسمه ويرتفع ذكره بالصلوات العاليات، في المحافل الدينية والرسمية والاجتماعية ومجالس الذكر، وقد لاتخلو اقتتاحية لأي كلمة او مشروع او عقد زواج أو شراكة عمل
بعد الذكر ببسم الله الرحمن الرحيم إلّا وأردفَ ذكر النبي المصطفى بعده
علاوة على مارفع الله له من ذكرٍ عند ملائكته في عالم الغيب والملكوت، وكفى بذلك فخرًا ومنزله! ومن هنا جاء التعبير بكلمة "لكَ" في الآية الكريمة تأكيدًا علی رفعة ذِكر النبيّ المصطفى وسيد النبيّين والمرسلين وخاتَمهم رغم عداء المعادين وموانع الصّادّين وبغض المنافقين! ومن كل ماتقدّم نستطيع أن نستلهم بعض الدروس كإشارات مستوحاة من الآية المباركة، نجعل منها مصاديق في حياتنا، ومثال ذلك:
-السمعة الحسنة والمقام الرفيع من لوازم التوفيق في قيادة المجتمع «رَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ»
-أن رفع الذكر قد يكون أمرًا محبوبًا مرضيًّا عند الله، بحيث يمتنّ الله به على عباده الذين يرزقهم منه.
-لامانع من تحصيل رفع الذكر والمقام، ولكن لامن خلال عقدة الذات في الكبرياء أو الأنانية، بل من خلال عبودية الله تعالى والمَهام التي يقوم بها المرء، والخدمات التي يؤديها للناس قربةً إلى الله تعالى لا طلبًا للجاه!.
-الحرص على استحصال الذكر الحسن والمكانة الرفيعة، يُفضَّل ان يكون منطلِقًا في خط خدمة الرسالة، والشعور بالمسؤولية الإيمانية في إنجاز الأهداف العليا، لا
على نحو الشهرة ورفع الذات في عمق ساطع الأضواء!.
-وفي الفضائل والمكارم والذكر الحسن فليتنافس المتنافسون.
رسول اللهِ هاكَ مِدادَ حُبِّي
قصائدَ أدمُعٍ مِنْ قلبِ حانِ
يُضمِّخُها بأشواقِ انتظارٍ
الى شمسِ الإمامَةِ والزَّمانِ
إلى السِّبطِ المؤمَّلِ لانطلاقٍ
يسيرُ بِنا في عُنفوانِ
يجدِّدُ شِرعةَ الهادي نقاءً
ويهدي المؤمنينَ الى التدَاني..
١٦-ربيع أول-١٤٤٥هج
٢--١٠--٢٠٢٣م
https://telegram.me/buratha