الشيخ جاسم محمد الجشعمي
ان دور الأسرى بعد استشهاد الامام الحسين ع صفحة ثانية لثورة الامام الحسين عليه السلام . وهو دور اعلامي مكمل لثورة الامام الحسين عليه السلام . فبعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام هاجم الجيش الاموي على رحل الامام ونهبه وحرق الخيام وفصل رؤوس الشهداء عن اجسادهم ورفعها على الرماح . ثم بعد انتهاء المعركة دفن قائد الجيش الاموي عمر بن سعد قتلى جيشه وترك الامام الحسين عليه السلام وشهداء الثورة الحسينية مرملين بدماءهم فلم يدفنهم . وفي اليوم الثاني امر بالرحيل واخذ اهل بيت الامام الحسين عليه السلام أسرى ومعهم الامام علي بن الحسين السجاد عليه السلام . وبلغت القسوة بعمر بن سعد أن أمر بأن يمر الأسرى على جثث الشهداء . فنظرت زينب عليها السلام على جسد أخيها الحسين عليه السلام ممزقاً بالرماح والسيوف وحوافر الخيل .فرفعت يديها الى السماء وقالت :
( يامحمداه صلى عليك ملائكة السماء هذا حسينٌ مرملٌ بالدماء مقطع الأعضاء وبناتك سبايا . إلى الله المشتكى والى محمد المصطفى والى عليّ المرتضى والى فاطمة الزهراء . )
فأبكت الناس في معسكر الاعداء . وكانت هذه الندبة لسيدتنا زينب الكبرى عليها السلام بداية الصفحة الثانية للثورة الحسينية . وعند وصول موكب الأسرى الى الكوفة اجتمعت الناس حول الأسرى فاشارت زينب ع بالناس بالسكوت فسكتت الناس فخطبت بهم وقالت بعد الحمد والثناء لله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( ياأهل الكوفة ياأهل الختل والغدر والخذل . الا فلا رقأت العبرة ولاهدأت الزفرة وانما مثلكم التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً تتخذون ايمانكم دخلاً هل فيكم الاً الصلف والشنف والكذب . ملق الاماء وغمزالاعداء . الا بئس ماقدمت لكم انفسكم ان سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون . اتبكون اجل والله ابكوا فقد ابليتم بعارها ومنيتم بشنارها ولن ترحضوها ابدا وانّى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة وسيد شباب اهل الجنة . ( كتاب النفس المهموم )
الخطبة طويلة نقلنا جانبا منها . وقد حارت الناس وضجت وبكت بكاءاً شديدا وقال شيخ كبير من الباكين اخضلت لحيته من البكاء :
( بأبي انتم وامي كهولهم خيرالكهول وشبابهم خير الشباب ونساؤهم خير النساء . نسلهم نسل كريم وفضلهم فضل عظيم ) ( نفس المهموم ) .
ورغم وضع الأسرى النفسي وكونهم محاصرين من قبل جنود الظلمة والطغاة فقد كانت لخطبهم اللاذعة والشجاعة والناقدة لموقف اهل الكوفة غير الشيعة المتخاذلين والذين دعوا الامام الحسين عليه السلام لينقذهم من ظلم الامويين ثم خذلوه ولم ينصروه واشتركوا في قتله مع كتائب جيش الشام ..
ان لأحتجاجات الاسرى الثورية وفضحهم الحكم الاموي الجائر ابلغ الأثر في فضح الحكم الاموي واحداث صحوة ضمير كبرى في نفوس الناس .
https://telegram.me/buratha