رسول حسن نجم ||
تعلمون ام لاتعلمون، ان هناك حقيقة تمتاز بها الاغلبية الصامتة من العراقيين، فهم تربية المنابر الحسينية منذ نعومة اظافرهم استقوها من أئمتهم وعلمائهم واجدادهم وابائهم وهي تسير في دمائهم وجيناتهم، ونستطيع ان نقتطف من هذه التربية الحسينية مبادئاً ربما غابت عنكم أو غيبتموها في السلوك العملي لكم او لتياراتكم واحزابكم وحركاتكم ومنظماتكم ومؤسساتكم التي أصبحت لاتمتلك نكهة حكومة علي بن أبي طالب عليه السلام كما أوصله لنا حسن ميرباقرى في مسلسل المختار الثقفي، ومن هذه المبادئ المنسية :
اولا البساطة في الملبس والقاعات والاثاث، فقد زدتم في ماكان عليه فرعون وهامان في التجبر والتكبر بل والتنمّر على العراقيين بدعوى الاستحقاقات الانتخابية التي لم تعطوها حقها ولم تؤمنوا بعد بأن الشعب هو السيد وأنتم خدم له، ومازلتم تنكؤون جراحاته بمروركم عليه بمواكبكم الفخمة ومركباتكم الفارهة والتي كل واحدة منها ربما تبني منزلين أو أكثر لفقراء شعبكم، وإذا أردتم أن تتعلموا وتعرفوا الحكومة الإسلامية فعليكم النظر إلى بساطة المسؤولين في الجمهورية الإسلامية أو جمهورية الصين الشعبية وان كانت غير مسلمة، يقول مولانا الصادق عليه السلام ( خذوا الحق من أهل الباطل، ولاتأخذوا الباطل من أهل الحق) ...
ثانيا الثورة على الظلم والظالمين، في أحشاء كل عراقي مظلوم رماداً تحته ناراً ان استعرت فلن تُبقي ولن تذر شيئاً، وقد وفرتم كل مقدمات استعارها من ظلم وحيف ولامبالاة بكرامة العراقي والسخرية من عقله، وإذا استنفرتم كل قوى الدولة لحريق الحمدانية، فعليكم بالاستنفار للجنوب العراقي فهو يحترق كل يوم بصراعاته العشائرية والقبلية وضياع مليارات في جيوب الفاسدين ممن يدعون بالتدين والاسلام ولاتغرنكم طنطنة الرجال بقراءة القرآن فكم من قارئٍ للقرآن والقرآن يلعنه...
ثالثا المصداقية والشفافية ومصارحة الشعب بالحقيقة، وماينتظره منكم من إغاثةٍ لملهوف أو رغيف لجائع او دواء لمريض او ثوب لعريان او سقف لمن لامأوى له، وليكن ماثلاً أمامكم قوله تعالى (وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمۡۚ قَالَ أَلَيۡسَ هَٰذَا بِٱلۡحَقِّ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَاۚ قَالَ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ...).
https://telegram.me/buratha