زمزم العمران ||
يامرحباً بالضيف في ساحِ الوَغى
حيث المكارمُ كالسحائبِ تَهطِلُ
محب للفن ،متعلق بالمسرح ، هادئ ، ذكي ، سريع البديهة ، قليل الكلام ، أسس فرقة مسرحية ، تسمى العائدون قدمت عروضها على مسرح الجامعة الإسلامية في غزة ، أُطلق عليه كُنية ( أبو خالد ) ، اكتسب من مهارته في التمثيل موهبة في التنكر والاختفاء حتى لا يتم ملاحظته وملاحقته .
ولد في العام 1965 ،تربى في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ، قبل أن تستقر أسرته في خان يونس جنوب قطاع غزة ، أكمل تعليمه في الجامعة الإسلامية في غزة ، عمل في تربية الدواجن خلال سِنيّ شبابه الاولى ، تعرف في تلك السنوات على جماعة الإخوان المسلمين ، قبل أن تصبح تسميتها حركة حماس ، كثف علاقاته بأفرادها خلال سنوات دراسته الجامعية ، مارس العديد من الأنشطة الثقافية ضمن تلك الحركة قبل تحولها من الجانب الثقافي والدعوي ، إلى الكفاح المسلح .
تم اعتقاله في عام 1989 ، بتهمة الانتماء إلى حركة حماس مع عدد من قادتها على رأسهم شيخها المؤسس احمد ياسين في المعتقل ، اتفق المُكنى بأبوخالد مع صلاح شحاتة وزكريا الشوربجي على تأسيس حركة منفصلة عن حماس ، هدفها أسر جنود الاحتلال ، خرج من المعتقل عام 1990 ،حتى أسهم بتأسيس الجناح العسكري المعروف بكتائب القسام الآن ، سطع نجمه في العمل الجهادي سريعاً بعد القسام بعملية أسر وقتل ثلاثة اسرائيليين ، في عام 1994 ساهم في تطوير أسلحة وصواريخ القسام ، سبقه في ذلك المهندس الشهيد يحيى عياش الذي تم اغتياله في العام 1996 .
أزدادت مساحة العمل بعد أغتيال الاخير ، التي شغلها أبو خالد في عام 1995 خطط لعملية ناجحة أوقعت أكثر من 50 قتيل اسرائيلي ، قدمت السلطات الصهيونية إلى السلطة الفلسطينية المتمثلة آنذاك بالرئيس ياسر عرفات ، طلباً في شهر أيار من عام 2000 ، يتضمن اعتقال أبو خالد إلا أنه تمكن من الهروب من السجن ، بعد أغتيال القائد العام لكتائب القسام عام 2002 تَسنم ابوخالد قيادة كتائب القسام ، حاول العدو الاسرائيلي اغتياله لعدة مرات في عام 2001 ، لكنها فشلت وبعد مرور سنة واحدة جرت المحاولة الثانية ، حيث قامت طائرة مروحية من نوع أباتشي ، بأطلاق صاروخين على مركبة ابوخالد ، أصيب بجروح قام بمعالجته قائد حركة حماس الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ، الذي اغتيل في عام 2004 .
عجزت أجهزة المخابرات الإسرائيلية المتمثلة بالشاباك ، من الحصول على صورة له باستثناء ثلاث صور إحداها في العشرينات من عمره ، والثانية وهو مُلثم ، والثالثة لظلهُ ، لم يستخدم أجهزة الاتصالات الحديثة والوسائل التكنولوجية ، في إحدى محاولات اغتياله فقد إحدى عينيه وأصيب بجروح بالغة في إحدى ساقيه ، كما استشهدت زوجته وطفليه اللذان كانا في عمر الثالثة والآخر في عمر سبعة أشهر ، في عام 2014 لم تكن هذه المحاولة الأخيرة لاغتياله بل تبعها عدة محاولات ويُعزى إليه تطوير القدرة الصاروخية لكتائب القسام وكذلك يعد مهندساً ببرنامج شبكات الأنفاق إلارضية ، حيث أمضى في إعداده مدة عشر سنوات ، تعلم هذه الخبرات على يد الشهيد يحيى عياش ، استمرت اسرائيل بالبحث عنه وقد حاولت اغتياله في معركة سيف القدس عام 2021 ، ولكنها فشلت ، يذكرنا هذا الشخص بالقائد الجهادي الكبير الشهيد عماد مغنية رضوان الله عليه ، الذي ضل عنصر قلق للكيان الصهيوني وإذاقهم الهزائم واحدة تلو الأخرى ، منذ انضمامه إلى حزب الله في عام 1982 وحتى استشهاده عام 2008 ،فكان مصدر قلق لأجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والغربية ، فقد أرقها على مدار ثلاث عقود ، قال عنه السيد حسن نصر الله عند استشهاده في رسالة وجهها للصهاينة : (لقد ترك لكم عماد مغنية خلفه عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين الحاضرين للشهادة ) ،اسهم الحاج عماد في نقل الخبرات العسكرية ورعاية ودعم كتائب القسام ، ولكن ليس بصورة علنية ، كما لايُنسى فضل الشهيد لواء الاسلام العظيم الحاج قاسم سليماني ، في تقديم الدعم لمجاهدي كتائب القسام .
كان هذا الاندماج ، بين هاتين المدرستين اللتان ستخدمان الكفاح المسلح ، ضد الصهاينة ، عامل اكتساب خبرة كبيرة في رجل أطلقت عليه إسرائيل ، عدة تسميات منها الشبح ، وذو الأرواح التسعة وهو صاحب الخطة الأخيرة لهجوم طوفان الأقصى ، والذي يحمل الاسم محمد دياب ابراهيم الملقب (بمحمد الضيف ) ، وذلك لأنه لا يبقى في المكان أكثر من ليلة واحدة ، وهذا هو سبب تسميته بالضيف ، أنه ضيف خفيف على الفلسطينيين ، وثقيل على الصهاينة !!!
https://telegram.me/buratha