الشيخ محمد الربيعي ||
أسباب تولّد الأفكار السلبيّة إنّ معرفة الأسباب الحقيقيّة وراء التفكير السلبيّ، تساعدُ على فهمه وإدراكِ المصدر الذي يغذيه، فيسهل استئصاله والتخلص منه. ومن أهم الأسباب التي تولّد الأفكار السلبيّة لدى الفرد :
●البرمجة السابقة:
فالفرد يكتسب أفكاره وشخصيته وطريقة حياته من المحيطِ الذي نشأ فيه، وقد يكونُ قد غُذيَ بالسلبيّة منذ صغره، فأصبحَ ذلكَ نمطَ حياته، وقد يقاومُ الشخصُ أيّ تغيير في حياته لأنّه يخشى المستقبلَ خوفاً من الفشل.
●عدم وجود أهداف محددة:
إنّ عدم وجود أهداف للإنسان، تجعله يعيش في ضياع وقلق من المستقبل، وتتسبب بضعفٍ في شخصيّته وعدم قدرته على مواجهة تحديات الحياة.
● الروتين السلبيّ:
لكلّ إنسان منطقة راحة في حياته، أي أنّه يعيش مستقرّاً مع عائلته، وبوظيفته، وأنشطته المعتادة، ولكن قد يتحول الروتين لعنصر سلبيّ في الحياة، فيحوّل حياة الفرد لنمط كئيب متكرر خالٍ من التغير والنموّ، فيصاب بالاكتئاب وتتحوّل أفكاره لأفكار سلبيّة.
● عدم تقبّل الذات:
وهي من أقوى المؤثرات في حياة الفرد، حيث تقرر سعادته أو تعاسته؛ لأنّ الصورة الذاتيّة والتقدير الذاتيّ وحبّ الذات، يطرد السلبيّة من الحياة، ويملؤها بالرضى والسعادة. ●المؤثرات الخارجيّة:
فوجود بعض الأشخاص السلبيين ينعكس سلباً على طموحِ الإنسانِ وإيجابيّته.
●العيش في الماضي:
يقوم الإنسان بسجنِ نفسه في الماضي وأحداثه، ويعيش بحزنٍ على ما مضى، ويجعله دائمَ التفكير بشكلٍ سلبيّ في الحاضر والمستقبل. ●التركيز السلبيّ:
قد يتعرّض شخصٌ لخسارةٍ أو خيبة أملٍ أو موقفٍ صعبٍ، فينسى كلّ الإيجابيّات في حياته ويركّز على هذه السلبيّة، ويكون هذا نمطَ حياته في كلّ موقفٍ يتعرّض له، فيعيشُ بأفكارٍ سلبيّة تدمّر حياته.
●البعد عن الله:
فالحياة الماديّة والتنافسيّة، والانشغال بها دونَ التوكّل على الله، وشكره في الضراء والسراء، تخلقُ إنساناً دائمَ القلقِ والخوف.
●تأثير الأفكار السلبيّة على الإنسان :
تتراكم الأفكار السلبيّة في الإنسان وتؤثّر على حياته بمختلف جوانبها من الناحية الاجتماعيّة والشخصيّة وتصنع منه شخصاً سلبيّاً، دائمَ الشكوى واللّوم والنقد، فتدمّر علاقاته الاجتماعيّة. ويتسبب التفكير السلبيّ بضعف ثقة الإنسانِ بنفسه، ويترتب عليه خلق مشاعر الكره والحقد على النّاسِ؛ لشعوره بأنّهم أفضل منه. ولأنّه يفكر بسلبيّة يتسبب ذلكَ بمقاومته لأي تغيير في حياته، ويصاب بالإحباط فيفقد الرغبة بالتطوّر والتقدم، ويكون شخصاً بلا إنجازاتٍ حياتيّة. ومن الناحية الصحيّة فإنّ التفكير السلبيّ يزيد فرصة تعرّض الشخصِ للأمراضِ النفسيّة والعضويّة، كالسرطان وارتفاع ضغط الدّم، وأمراضِ القلقِ والاكتئاب التي تحتاج طبيباً نفسيّاً لعلاجها، وذلك؛ لأنّ العقل يلعبُ دوراً أساسيّاً في صحة الجسد.
اللهم احفظ الاسلام
اللهم احفظ العراق وشعبه
https://telegram.me/buratha