قاسم سلمان العبودي ||
ما يحصل اليوم في غزة هو بكل وضوح أنتصار الدم على السيف . نعم الآلة العسكرية الصهيونية بشعة جداً ، وقد نالت من أبناءً فلسطين ما نالت ، لكن الحدث الأكبر هو ، تذكير العالم باكمله بان هناك شعب متعطش للحرية والاستقلال من عصابات العدو الصهيوني . لقد اعاد الفلسطينيون قضيتهم الى الواجهة العالمية مرة أخرى بعد أن تناسيى العالم على وجه العموم القضية الفلسطينية ، والعرب على وجه الخصوص .
الانقسام الحاصل اليوم في المنظومة الدولية ربما يحرك المياه الراكدة في قضية فلسطين . إجتماعات الدول الأعضاء لمجلس الامن الدولي ، واجتماعات الدول العربية والاسلامية ، كل هذا برغم قلتهِ قد يفضي الى نتائج ربما تجد طريقاً لبعض الحلول التي من الممكن ان تتناغم مع المطالب الفلسطينية .
دخول الصين وروسيا على خط الاجتماعات الدولية ربما يقوض الاستراتيجية الصهيونية بالقضاء على مشاريع التهجير القسري لسكان غزة .
معطيات المعركة افرزت معسكرين أثنين في التعاطي مع قضية فلسطين . معسكر الشعب العربي المتعاطف ، ومعسكر الحكومات العربية المتخاذلة ، اذن طوفان الاقصى الخط الفاصل بين المواطن الشجاع وبين المتخاذل من حكومات الدول العربية التي سارت في ركاب القوى الغربية الغاشمة .
فضلاً عن ذلك فان وحدة ساحات المواجهة لمحور المقاومة الاسلامية أثبتت انها في قلب المعركة . عندما نرى تحرك الساحات اليمنية والعراقية واللبنانية معاً في رسم ستراتيجية مشتركة لاستهداف المصالح الاميركية في منطقة الشرق الاوسط ، أنما يثبت ذلك نضوج فكرة رفض الهيمنة الاميركية ومحاولة القضاء على مخطط العدو في جّرِ دول المنطقة العربية الى مربع التطبيع المخزي .
نرى بوضوح ان نهاية هذه المعركة تكمن بين مسألتين أثنتين ، أما تحرير كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة وإن كان هذا امراً صعباً في ظل التعاطف الغربي مع الكيان الصهيوني لكنه قابل التحقق بوجود ثقل محور المقاومة ، وهذا يعني حرباً دولية شاملة في الشرق الاوسط . وأما ان تعاد الحلول الدولية الترقيعية مره إخرى لاحتواء العداء المستمر بين الفلسطينيين وكيان العدو الصهيوني من خلال تفعيل قرار حل الدولتين سيء الصيت برعاية أممية ، وهذا ربما لن يرضي الفصائل الفلسطينية التي أعطت قرابين من دماء أبناءها لاجل أعادة القضية الفلسطينية على مستوى العالم مرة أخرى . تبقى جميع الخيارات قابلة للتحقق وفق ضروف المعركة وطبيعتها ، وهذا ما ستنبئنا به الأيام القادمة .
https://telegram.me/buratha