سعد الزبيدي ||
الكاتب المحلل السياسي.
انتظر الفلسطينيون كثيرا بعد أن فقدوا الأمل بكثير من اخوانهم في القومية والدين والمذهب ولمسوا انبطاح الحكام وجبنهم أمام الشيطان الأكبر وربيبته اسرائيل وأثبتوا صحة المقولة :- لا يحرر فلسطين إلا أبناءها. وبعد الجهد الاستخبلري والتدريب والتخطيط والاصرار والعزيمة واختيار الوقت المناسب فاجأ ابطال المقاومة العالم أجمع واثبتوا أن الأرض تنبت أبطالا لن تثنيهم الاقمار الصناعية ولا كاميرات المراقبة وكل الجهد الاستخباري والجواسيس والخونة وآمنوا أن الحرب لن تنتهي وإن خسرنا معارك فلن نخسر حربا شعارهم فيها إننا قوم لا نركع إلا لله فأما الموت أو الشهادة. فكانت معركة طوفان الاقصى التي مرغت أنوف الصهاينة في الوحل وحطمت الجيش الذي لا يقهر وانتصرت عليه مع فارق العدة والعدد وكانت المعركة كلعبة خيالية حيث هجوما مباغتا فخرج الأبطال من تحت الأمرض وأمطرت السماء فدائيين وهاجموا العدو من البحر وكبدوا العدو هزيمة نكراء فشلت حكومات عربية تمتلأ مخازنها باسلحة بمليارات الدولارات حكومات تجوع شعوبها لتشتري اسلحة لقتل من يعارضها من شعوبها وتحافظ على كرسيها وتصدأ في مخازنها ولا ترمي بطلقة واحدة تجاه كيان غاصب بل تطبع معه وتعقد معه اتفاقيات اقتصادية وأمنية بل تؤازره ضد نضال شعب اغتصبت أرضه وانتهكت محارمه وهجر وقتل وعذب فنزف دما منذ سبع عقود. اكتسح الطوفان كل شيء فلم يبق ولم يذر وقلب عاليها سافلها وانتصرت إرادة الغضب على الظلم والطاغوت. جن جنون المحتل وفقد توازنه فتوقعنا ردة فعله في رد الاعتبار بعد الهزيمة فأمعن في قصف فرش السجاد وتسوية الأرض امعانا في محو المدينة بما فيها وارتكب ابشع الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية تدعمه قوى الكفر والظلم أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأمرت الاعلام الأصفر لتزييف الحقائق ولكن الشعوب الحية لن تنطلي عليها الحيلة وانقلب السحر على الساحر فانطلقت المظاهرات في عقر دار هذه الدول التي تدعي الديموقراطية جرمت من يرتدي الكوفية الفلسطينية واصدرت اوامرها بفصل من يساند القضية الفلسطينية بل كانت كل وسائل التواصل الاجتماعي تجمد وتعاقب اي حساب يمدح فلسطين ويذكر اسرائيل بسوء وبالرغم من هذا القصف الوحشي والدعم اللوجستي بأحدث الاسلحة وافتكها لكن المقاومة مازالت تدك المستوطنات فيضطر المحتل لاطلاق صافرات الانذار وتزدحم المطارات بهجرة عكسية للفرار من فلسطين وصور جبن جيش الدفاع فضحه بكاء المجندين الذين لايريدون مواجهة اسود المقاومة. متى يتحرك الدم العربي وتكسر الشعوب الحدود التي رسمها المستعمر لتنطلق معركة الحق ضد الباطل منذ ٧٦ عاما استشهد عشرات الآف من الفلسطينيون فكم نحتاج من روح تزهق لنعلن الجهاد ضد الكيان الصهيوني.
https://telegram.me/buratha