المقالات

غزة.. تفضح الغرب، وتُحرج الشرق!!


غزة.. تفضح الغرب، وتُحرج الشرق!!

عبدالزهرة محمد الهنداوي ||

 

عجيب امر هذا العالم الاوربي المتأمرك حد النخاع..

عالم، يدعي الانسانية، والدفاع عن حقوق الشعوب المنكوبة، ولكن هذا العالم سرعان ما ينقلب على (مبادئه الصورية)، فيتحول من اقصى اليسار الى اقصى اليمين، او حتى يستدير الى الخلف، من دون خجل او ادنى حياء،

واليكم الدليل..

عندما اعلنت روسيا الحرب على اوكرانيا، في شباط 2022، تداعت اوربا بقضها وقضيضها، تقودها الولايات المتحدة الامريكية، معلنة موقفها القوي الداعم لاوكرانيا، فالشعب الاوكراني، مظلوم، ويستحق الدعم، وتوفير متطلبات زخم المعركة ودحر الروس، الذين تجاوزوا كل الحدود، واعتدوا على شعب امن، وفورا بدأ الدعم الاوربي العسكري والمدني ينهمر على اوكرانيا،وبسببه تحملت اوربا، الكثير من المتاعب نتيجة توقف امدادات الغاز الروسي، فضلا عن القمح، الامر الذي تسبب في ازمة خانقة لتلك البلدان (الانسانية جدا) !!

وما زال الاوربيون يديمون زخم دعمهم لاوكرانيا، من دون توقف، تحت ذريعة (تعرّض الانسانية) للانتهاك!!..

ولكن (حماة الانسانية) هؤلاء، تتغير مواقفهم بطرفة عين، ازاء الاستهتار  المزمن والمجازر التي ترتكبها العصابات الصهيونية،  نهارا جهارا، بحق اهل غزة،..مجازر تنقلها الاقمار الصناعية عبر المحطات الفضائية ببث مباشر وكأنها حفلات صاخبة، ايدامها شواء الاطفال والنساء!!

فروسيا لم تُجرم بحق الاوكرانيين، كما يُجرم  الصهاينة بحق الفلسطينيين، فما تشهده غزة اليوم، غير مسبوق، من مجازر ودمار شامل تسبب بمحو احياء بكاملها واستشهاد الالاف، فضلا عن نزوح وفرار اكثر من مليون انسان، اكثرهم من الاطفال والنساء والشيوخ، في مشاهد تدمي القلوب، ومع وضوح الرؤيا، واتضاح صورة ماتقوم به اسرائيل من جرائم بحق الانسانية، الا ان الاوربيين تقودهم واشنطن، يغمضون عيونهم، عن جريمة بحجم جريمة غزة، وبكل صلف يعلنون عن دعمهم المطلق لاسرائيل، سياسيا وعسكريا، غير ملتفتين الى مأساة غزة التي تعيش ظرفا صعبا، لاماء ولا كهرباء، ولا غذاء ولا خدمات طببة، وسماؤها تمطر قنابل وصواريخ،  من دون ان يرّف لـ(انسانية) اوربا،  جفن او يندى لهم جبين، من هول الجريمة والدمار الهائل في غزة، لا لذنب اقترفه اهلها، الا لانهم قالوا نحن مظلومون، ونريد ان نرفع هذا الظلم بايدينا بعد ان ضنّ علينا الاخرون بالعون..

وقطعا ان الموقف الاوربي هذا ليس مستغربا، فالكيان المسخ (اسرائيل)  ما كان له ان ينشأ في رحم الامة العربية، الا عبر الدعم والتمكين، (الانگلو - سكسوني).

ولكن ايضا في المقابل، لعل لسان حال الاوربيين يقول، "نعم نحن ندعم اسرائيل بالمال والسلاح، وكل متطلبات البقاء على قيد الوجود، فهذا الكيان، هو شرطي اوربا وامريكا في منطقة الشرق الاوسط، ولن نسمح لاحد ان يمسه بسوء، فأرونا ايها العرب والمسلمون ماذا انتم فاعلون"؟؟!!

ومن المؤلم هنا،  ان  مواقف العرب والمسلمين، لم ترقى الى مستوى الجريمة الصهيونية، انما كانت في مجملها خجولة ومداهنة وحتى متوسلة، نستثني منها الموقف العراقي الذي كان صريحا وجريئا وشجاعا، على المستويين الشعبي والحكومي.

مواقف العرب  مع وجود الدعم الاوربي المفتوح اعطت اسرائيل الضوء الاخضر في الامعان بجرمهم، وجريمتهم، لا بل الانكى من ذلك،  هناك من وجه اللوم والتقريع للفلسطينيين، لانهم سعوا الى استرداد حقوقهم!!، وهناك من اغلق الحدود، لكي لاتعبر المساعدات الى غزة، وثالث كان "اكثر جرأة" عندما طالب بضبط النفس من قبل اهل غزة.، ولستُ ادري كيف يضبط نفسه مَن كانت سماؤه تمطر  موتا  وصواريخ؟!!!

-----

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك