مهدي الكعبي ||
إنَّ القراءة التاريخيّة للقضية الفلسطينيّة بواقعيّة تُثبِت بالدليل صُمُود وشجاعة وبسالة الشعب الفلسطينيّ في الـ(75) سنة الماضية، وهو دليل على ثبات الموقف عقائديّاً ووطنيّاً وعربيّاً وإسلاميّاً.
الذي يُفاخِر به الشعب الفلسطينيُّ بقيّة الشُعُوب هو تاريخه وجهاده ونضاله وتضحياته في هذه الفترة الزمنيّة الذي عجزت عنه دول وشعوب، وإنّ هذا الشعب يستحقُّ أن يقف عنده الأحرار من العلماء والمُفكِّرين والكُتّاب في العالم، ودراسته، وجعله نبراساً للأمم في العالم التي تتطلّع للاستقلال والحُرّية والعيش بكرامة.
إنّ ما مرَّ على الفلسطينييّن من مِحَن وخذلان وتآمُر أوجب عليهم جعل ووضع قضيتهم بأيديهم، وهم أصحاب القرار في السِلْم والحرب بدلاً عن الأنظمة العربيّة المُطبِّعة مع الكيان الصهيونيِّ، وقد كان سابقاً خارج عن إرادتهم، أي: الفلسطينيّين.
إنّ وُقُوع معركة (طوفان الأقصى) أبرزت للعالم أجمع، ولاسيّما المُسلِمين، وبالخُصُوص العرب أنَّ الشعب الفلسطينيَّ والمقاومة الإسلاميّة قد غيَّرت المُعادَلة الإقليميّة والدوليّة، وأعادت القضيّة الفلسطينيّة إلى الواجهة العالميّة والإقليميّة، وأنّها هي القضيّة الكبرى التي يجب أن تُحَلَّ بالمسارين العسكريِّ والسياسيِّ، وإقامة الدولة الفلسطينيّة وعاصمتها (القدس) وأنَّ زمام القضيّة بأيديهم فقط، وأنّ هذا الشعب لم ولن يتخلَّى عن عودة اللاجئين الفلسطينيّين في العالم علاوة على دول الجوار إلى فلسطين، وأنّه يرفض التطبيع مع الكيان الغاصب، ومن يدعمه ويقف معه سواء كانت أمريكا أم الغرب، أم بعض العرب.
للعلم أنَّ صُمُود الشعب الفلسطينيِّ أعطى زخماً معنويّاً عاليّاً للمُقاوَمة الإسلاميّة في فلسطين، وأنَّ انتصارهم بفضل وُقُوف الشعب الفلسطينيّ مع المقاومين جعل من المعركة فلسطينيّة بامتياز، وان سر نجاحها باعتبارها جزء حقيقي من محور المقاومة الإسلامية الذي تقوده الجمهورية الإسلامية في إيران والقيادة الحكيمة والعمل الثابت والمستمر من قبل السيد القائد الإمام علي الخامنئي ( دام ظله ) وما قيام الكيان الغاصب بقتل المدنيّين من شُيُوخ ونساء وأطفال وغيرهم لهو دليل على إجرامه وكذبه وعنجهيته وتكبُّره على القوانين الدوليّة، وعدم احترامه لها أعطى للمقاومين الفلسطينيّين الحقَّ في الدفاع عن مُقدَّساتهم وشعبهم في الهُجُوم على الكيان الصهيونيِّ في السابع من تشرين الأول، ذلك الهُجُوم الكبير والذي عجزت عنه دول وقد جعلوا الكيان الصهيونيّ ومن يدعمه ويقف خلفه أنهم لا يهابون الموت ويعشقون الشهادة ولابد إن يحسب لهم ألف حساب.
وأخيراً أقول : "إنّ مُسانَدة الشعب الفلسطينيّ للمُقاوَمة الإسلاميّة هو سِرُّ نجاحهم، وديمومة نصرهم بفضل دماء الشهداء والجرحى في هذه المعركة .
https://telegram.me/buratha