المقالات

نحن نتنمر..!


إنتصار الماهود  ||

 

( غبي، أثول،  سمين،  سليت، منغولي معوق، حيوان، أغم، قشمر،  وغيرها  الكثير من الالفاظ النابية التي نسمعها ). 

هل إستغربتم من مقدمة كلامي؟؟،  لا تستغربوا أبداً فهذه الكلمات وغيرها الكثير دوما نسمعها في حياتنا اليومية، هل نعتبرها كلام عادي؟ بالطبع لا فهذه المفردات وغيرها تندرج تحت وصف التنمر،  هل تعرف ما التنمر؟  متى ظهر؟  وما هي أسبابه وكيف نعالجه؟. 

التنمر في اللغة العربية هي كلمة مرادفة للغضب وسوء الخلق،  وهي مشتقة من الاسم الثلاثي للحيوان ( نمر)، وتعتبر مطابقة لصفات هذا الحيوان المفترس، أما التنمر بتعريفه العلمي (فهو شكل من أشكال العنف الإجتماعي، والذي يستهدف ضحية ما بصفة متكررة). 

إذا لكي يعتبر الفعل  تنمرا يجب أن  تتوفر به 3 عناصر: 

1.القصد

2.التكرار

3. القوة. 

إن ظاهرة التنمر ظاهرة قديمة قدم المجتمعات الإنسانية ، حتى إنها ذكرت في القرآن الكريم سورة الحجرات الاية 11.

بسم الله الرحمن الرحيم  ”يا أيها اللذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم“ صدق الله العلي العظيم. 

إذا هي ظاهرة قديمة لكن لم تحدد بصورة دقيقة و تصنف وتدرس، إلا  في سبعينيات القرن العشرين على يد (دان ألويس)  وهو الأب المؤسس للإبحاث النفسية، عن التنمر  والذي بدأ في النرويج والسويد،  ووضع برامجا لمكافحة التنمر بصورة منهجية علمية، في العام 1988 بعد إزدياد حالات الإنتحار بين طلاب المدارس في أوربا. 

_هل للتنمر أنواع؟؟  

إن للتنمر أشكال  عديدة لا يقتصر على نوع محدد أو مجموعة  محددة  من أهمها : 

1. الأذى اللفظي: هو الأكثر  شيوعا ويتم نعت الضحية بألقاب نابية ومخزية. 

2. الأذى النفسي: وتتم ممارسة الإستقواء والترهيب والتسلط على الضحية الضعيفة من قبل المتنمر. 

3.الأذى العاطفي:  وذلك من خلال الإحراج الدائم ونشر الشائعات حول الضحية. 

4.الأذى الجسدي:  وهو أقوى  أشكال التنمر، حيث يقوم المتنمر بالإعتداء الجسدي العنيف المتكرر على الضحية. 

إن التنمر لا يقتصر على عمر معين أو  فئة معينة، فهو ينتشر، بكثرة في كل المجتمعات الغربية والشرقية على حد سواء ، وللتنمر أسباب بعضها جمعي أي سلوك عام في مجتمع محدد كالتمييز العنصري والعرقي الذي شهدته أمريكا  ضد المواطنين من أصول  إفريقية ولازالت حتى وقتنا هذا،  وبعضها أسباب  فردية يتعرض لها الشخص بحسب البيئة والتربية،  ومن أهم أسبابه: 

1. الإهمال:  أي  إهمال  أحد  الأبوين او كلاهما للمتنمر. 

2. التربية الخطأ:  بدل أن يتم غرس مباديء التربية الصحيحة في الأطفال، نرى قسم لا يستهان به من الأسر تربي أولادها  على سلوكيات خاطئة تنشأ وتغرس فيهم مثل عدم الاحترام،  والغضب، والكذب، وغيرها التي تؤدي نهاية المطاف لولادة شخصية المتنمر. 

3. قلة الثقة بالنفس:  وهذا الأمر يتبع ما يتم اعطاؤه للفرد منذ صغره من قيمة وتقدير لذاته.  

4. العنف الأسري: فحين يشاهد الطفل أحد أفراد  اسرته يتعرض للضرب والتعنيف أو  هو بنفسه يتعرض لهما بصورة متكررة، تولد شخصية عنيفة في داخله تخرج بأقرب فرصة لتدافع عن نفسها أمام  الجميع،  فهو هنا يتخذ من التنمر والعنف وسيلة لحماية نفسه فقط. 

5. الغيرة: يتعرض المتنمر لمن هو أفضل  منه بصفات معينة، كالمستوى العلمي، الأخلاقي وحتى الشكل. 

6. الغرور:  وهي صفة ذميمة تزرع أحيانا  في الطفل منذ الصغر و تغذى. 

7. الألعاب الأليكترونية العنيفة:  مثل  (العاب الحرب ببجي و كول اوف ديوتي وغيرها). 

هنالك وسائل  رغم بساطتها وعدم تعقيدها إلا  إنها تكون مفيدة لإيقاف المتنمر والسيطرة على سلوكه وتغييره ايضا  وهي: 

1. التحدث إلى  المختصين النفسيين حول ما نتعرض له من عنف من أجل المساعدة لإيجاد طريقة لإيقافه. 

2. سماع قصة المتنمر و فهم دوافعه من أجل مساعدته أيضا  . 

3. توضيح السلوكيات الغير مقبولة  والتي تندرج تحت إسم التنمر. 

4. أتفهم أسباب المتنمر لم يتصرف هكذا  هل يعاني من (مشاكل عائلية،  عدم الأمان  والأهتمام،  هل تعرض للتحرش او التنمر هو أيضا). 

5.تنمية روح التعاطف بداخل المتنمر وتشجيعه على السلوكيات الإيجابية. 

ختاما أخبركم سرا صغيرا،  أنا  كنت ضحية للتنمر ولسنوات طويلة،  بسبب معاناتي من زيادة الوزن،  مما تتسبب لي ولفترة طويلة بالكآبة والشراهة المرضية،  بسبب بعض زملاء وزميلات الدراسة ممن كانوا ينعتوني بأسوأ النعوت ،  إلا  أن ما أنقذني من التنمر هو الدعم والتشجيع النفسي من والدي ووالدتي وزرع الثقة الكبيرة في نفسي،  وهذا ما جعلني أتجاوز التنمر و اتحداه أيضا، وتقبلي لنفسي وحبها مثلما هي ،  لذا لا تستصغروا تلك الكلمات الصغيرة التي تخرج منكم، فهي كبيرة في المعنى حينما ترددونها على مسامع أطفالكم كي تنقذوهم من التنمر. 

أنت  الأفضل، أنت  الأجمل  ، أنت  الأذكى،  أنت  هديتي من السماء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك