كوثر العزاوي ||
هو دافع من أصل عقيدتنا، وباعث على بلورة استشعار وصايا الهداة المعصومين "عليهم السلام" والعمل بها في كل عصر، وفي وقت تعيش الأمة الاسلامية حدثًا فاجِعًا مهمًا وخطيرًا جدا، وعلى إثر تداعيات الإعتداءات الصهيونية الوحشية على اهل غزة الأبيّة، حيث تصعيد المقاومة الصدّ والدفاع بكل بسالة، بينما يضاعف العدو الإسرائيلي من وحشيتَه وروعنته في قصف البيوت الآمنة بالصواريخ والقنابل المحرمة الباعثة على استئصال البشر من الأطفال والنساء والرجال وترويع الآلاف منهم وهم في حرب دمار شامل لم يسبق له مثيل!! من هنا وبعد نفاد الصبر وقلة الناصر، برز المدد الإنساني لوضع حدٍ لتمادي العدو واستهتاره بأرواح البشر ورغم ما ترك المشهد المأساوي من آثار وخيمة لكنها ميّزت المواقف، وأفرزت الأدوار والمشاعر على جميع الصعد، حتى حصحص الحق لنرى ونعرف ويدرك العالم، كيف انتفضت ضمائر حرة تُسابق الريح لتقديم صنوف الإغاثة والإسعاف، بينما غضَّت ضمائر اخرى أبصارها وقد عميت بصيرتها وختم الله على قلوبها، حينما وجدوا أنّ بوصلتَهم تتّجه صوب إسرائيل العدو المركزي للإسلام مابين القناعة والخذلان، فعميَت انظارهم عما يُعرَض على شاشات مئآت القنوات ومواقع التواصل من فضائع وفجائع إنسانية وكأنهم لايسمعون ولايعقلون!! ولكن لاعجب والمَثلُ يقول: عند الشدائد تسقط الأقنعة وتُبان حقائق الوجوه!! فإما يأتي مُسعِفُ الجرحى أو لينبح مدّعي العروبة والانسانية بما يحلو لهم من تزييف وتلفيق عبر إعلامهم المسيّس المرتزق، لتجد أمثال طائرات الإمارات مبرّرًا في نصرة اللقيطة اسرائيل ويرفع السيسي عقيرته مساندا دويلة الشر الغاصبة فيظهر النتن ياهو ويشكر صديقه السيسي، ويثني على مَن ضرب أبراج السكن في فلسطين بطائرة إماراتية وبكل وقاحة وتجريد، وشتان بين هذا وبين مَن تألّق غيورًا بأنسانيته، وتفرّد بسمو أهدافه والحال كما في كل معركة يتغلب الجانب الانساني الحر الهادف المشرق ليُبهر ويُثبِت للعالم أجمع نُبلَ عقيدته ورفعةَ قناعاته من خلال المَثل الأعلى الذي أثبتتهُ الجمهورية الإسلامية إزاء محنة غزة التي هزّت الضمائر الحية النابضة لتعلن: أن كل الحدود تسقط عند أبواب فلسطين الإسلامية إذ تسابقت رشقات صواريخها الساندة للحق، والمُعدّة لنصرة المظلومين والمستضعفين! ولاغرو، إنها تربية مدرسة آل محمد التي خرّجت مثل الخميني العظيم وكثير من العلماء الشيعة الذين أسندوا وساندوا قضية الاسلام الكبرى تحت شعار "القدس للاسلام" وعلى الجانب الآخر، ثمة ما يُبهر العالم أيضا من تجلّيات النصرة والعون للشعب الفلسطيني المظلوم خاصة، ولتفاصيل القضية المقدسة عامة ماأحدثه الساتر الثقافي الحر الملتزم من ثورة لاتقلّ تأثيرًا عن سلاح المواجهة، عبر أقلام الكتّاب الصادحة بصنوف الدعم المعنوي لإثبات الحق وتثبيت الحقائق، لتكون مصداقا لما ورد من وصية الإمام عليّ "عليه السلام" لولدَيه الحسنين"عليهما السلام" الذي أوردناه عنوانًا، فضلًا عن ردود الأفعال الجماهيرية الغيورة بمختلف شرائح الشعوب العقائدية المسلمة وحتى غير المسلمة بدافع الانسانية والضمير، مضافًا الى تنظيم مكثف للمسيرات المناهضة للعدوالصهيوني وفضح خيانة المطبّعين وشجب صمتهم، وإعلان مساندتهم ودعمهم لأهل غزة والمقاومين، فلاخيّبَ الله سعيهم وقد أزاحو القناع عن كالح الوجوه، فبدت سَوءآت دول التطبيع الراكعة لبني صهيون، وما الله بغافلٍ حاشاه، ولكن يريد أن يرى عملَ عبادِه وكيف يصنعون إزاء قضاياهم المقدسة ﴿وَلِيَعلَمَ اللهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالغَيبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزيزٌ﴾الحديد ٢٥
١٦-ربيع الآخر-١٤٤٥هج
٣١--١٠-٢٠٢٣م
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha