د.ايمن عبد عون ||
جامعة ديالى
بلا شك ان المتتبع لتطورات القضية الفلسطينية، يدرك جيداً ان المحتل الصهيوني عمل ومن خلال وسائل عدة، منها ما هو سياسي، وأمني (استخباراتي) وإعلامي، واجتماعي، على تمييع القضية الفلسطينية لدى بعض الشعوب العربية والاسلامية، وآخر تلك المحاولات هو ما يعرف بـ(التطبيع مع اسرائيل)، الذي تحقق مع دولة عدة، ليكشف وبشكل واضح وفاضح جدا، ان كل ما فعلته اسرائيل، كان لصالح الاخيرة، بشكل اكبر من جميع الدول المطبعة معها.
اسهمت عملية طوفان الاقصى، بتأجيل عملية التطبيع مع باقي الدول العربية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، وهو ما قد يفرض على تلك الدول إعادة حساباتها التطبيعية من جديد.
جددت عملية طوفان الاقصى، تدفق الشعور في عروق بعض الشعوب العربية والاسلامية، تجاه القضية الفلسطينية، التي سرعان ما عبرت عن ذلك بنزولها للشوراع لتعبر عن رفضها لهذا الكيان الغاصب، وهذا ما جسده الشعب المغربي في تظاهراته الحاشدة، وكذا محاولة دخول المتظاهرين الاردنيين لمبنى السفارة الاسرائيلة في عمان، ومثلها في تركيا، ومتظاهروا محافظة المنوفيه في مصر، وتظاهرات الشعب الجزائري، ناهيك عما فعله الشعب الداغستاني مع المسافرين الاسرائيليين قبل ايام، فضلا عما شهدته دول اوروبا من مظاهرات حاشدة رافضة لوحشية الصهاينية، وبالتحديد بريطانيا والسويد.
ان ما نشهده اليوم من رفض شعبي عربي واسلامي، يمكن ان نعبر عنه بأنه أشبه الى حد ما بما يعرف بـ(الدبلوماسية الشعبية)، إلا انه في مساحة مختلف نوعاً ما، عملت على توحيد الشعوب تجاه قضيتهم التي أريد لها الاندثار في نفوسهم وضمائرهم، التي سرعان ما أحياها طوفان الأقصى.
جسدت عملية طوفان الاقصى، إلتحام قوى المقاومة في المنطقة، بالشكل الذي يتناسب وحجم التهديد الصهيو- امريكي، وهو ما يعزز قدرتها لمواجهة الاستكبار العالمي.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha