إنتصار الماهود ||
هل أنت مستعد لإقامة دولة العدل الإلهيّ وهل أنت من الجماعة الصالحة؟.
ستسأل ربما ما الذي أتحدث عنه بالطبع ستود ذلك، لكن هل تعرف كيف؟، لنعرف أنا وأنت ما هي الجماعة الصالحة، وما دورها في إقامة مجتمع إسلامي صالح ومتوازن وكيف، من أسس لها وما هي شروطها، ومن هم المقيمون لتلك الدولة، التي سيحكمها إمام العصر والزمان روحي له الفداء.
*الجماعة الصالحة، هي مجموعة من المؤمنين الذين سيحققون ديمومة خط أهل البيت عليهم السلام، بخطوات عملية وعلمية تجاه المشروع الأوحد، دولة العدل الإلهيّ، إن أول من أسس لها ووضع مبادئها، هو الإمام جعفر الصادق عليه السلام، من أجل أن يواجه التحريف والزيف والضلال، الذي بدأ به الأمويين واكمله العباسيين، فقد نشروا ثقافات غريبة وهجينة بعيدة عن الواقع الإسلامي، والتي تسببت بإنهيار وإنحراف عقائدي وفكري، وسلوكي كبير حيث جابه إمامنا الصادق عليه السلام، هذا الإنحراف من خلال تأسيس بؤر علمية وعملية من أجل تقوية العلاقات الإجتماعية عبر إتجاهين:
1. إتجاه علمي، حيث عكف الإمام عليه السلام، على قيادة ثورة فكرية من أجل توضيح وترسيخ الدين، عن طريق إقامة الحلقات الدراسية التي تفسر العقيدة الإسلامية وتجددها وتصحيحها.
2. إتجاه إجتماعي، من خلال تطوير المهارات الإجتماعية وتهيئة الفرد في المجتمع، ليأخذ مكانه الصحيح بتمرير الأفكار المجتمعية الصحيحة، وإنشاء مجتمع إسلامي متماسك، يحافظ على بناءه من التفكك والتشتت.
*لقد كان للإمام الصادق عليه السلام، أكثر من 4 الاف تلميذ مختص، بكل مجالات العلوم والفقه والشريعة، وأسس لحلقات علمية تناظر المنحرفين فكريا وبنفسه عليه السلام، ويلقي عليهم الحجج أمثال ( المتصوفة، الخوارج، القدريين، الزنادقة، الملحدون، المجبرة).
لقد سعى الإمام الصادق عليه السلام، الى محاربة التشظي الفكري والعقائدي، بقيادته لتلك الثورة الفكرية مع الجماعة الصالحة، وجاهد لمقاطعة الحاكم الظالم المنحرف.
لقد كان هدف الإمام الصادق عليه السلام، هو إيجاد تلك الفئة الصالحة التي تغير المجتمع، وفق أطروحة أهل البيت عليهم السلام، ولهذه الحركة 3 أهداف هي:
1. المحافظة على المجتمع الإسلامي، بأن تكون أنت قدوة حسنة والمثال الأعلى في محيطك، فتقارع النظام الظالم ولا تركن إليه، وتتحلى بالقيم والمثل العليا، وأن تكون لديك القدرة على العمل السياسي والتغيير الحقيقي، وهو يمثل قوة التحدي الفكري والأخلاقي الذي واجه العالم الإسلامي.
2. الحفاظ على الشريعة الإسلامية، لقد آمن الإمام الصادق عليه السلام بقضية مهمة، وإعتبرها رصيدا مهما و مؤثرا، الأ وهي ملكة التقوى والعدالة، والتي لا بد للفقيه و المواطن العادي أن يمتلكها، ليكون الممارس الامين للشريعة ويتم تطبيقها بحذافيرها، فالعدالة شرط مهم في التعامل اليومي، مثل حكم القضاة، الميراث، الزواج وباقي التعاملات.
*لقد كان أصحاب الإمام الصادق عليه السلام، يتعاملون مع النصوص القرآنية تعاملا مغايرا مع الأحاديث والرواية، فالأولى من عند الله ولا جدال أو نقاش في كلام الله تعالى، أما الرواية والحديث فمن ينقلها هو بشر عادي، غير معصوم رغم انه ينقل كلام من نبي او معصوم لذا يجب التمحيص والتدقيق فيه.
3. المطالبة بالحكم الإسلامي، لنتفق اولاً أن القيادة السياسية هي للأئمة المعصومين، من ولد علي وفاطمة عليهم افضل الصلوات والسلام، وفق النصوص الإسلامية الثابتة، عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومنها تواترت لأهل البيت، إن القيادة ما بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لا تمثل القيادة الشرعية للأمة حكم العوائل أقصد، لذا كان على الإمام الصادق عليه السلام بضرورة العمل، من أجل إيجاد الكيان الإسلامي الذي يؤمن بالقيادة الشرعية الحقيقية، المتمثلة بأهل البيت عليهم السلام.
*لقد كان الهدف من هذا التوجه، هو الإتجاه نحو المجتمع الصالح المتعاون مع بعضه البعض، قال تعالى ” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان “.
_كيف تمهد الجماعة الصالحة لظهور الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه؟
يجب أن نفهم أولا أن ظهور الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه، حتمى وحقيقي ويجب علينا كأفراد وجماعات للشعوب الإسلامية، تمهد لظهور الدولة الربانية،التي لم يشهد لها التأريخ مثيلا، وهي تنتمي لمدرسة اهل البيت عليهم السلام.
تعتبر الثورة الإسلامية في إيران، هي الإمتداد الحقيقي التي بدأت بالتمهيد لدولة العدل الإلهي، بقيادة روح الله الخميني قدس سره الشريف، وتلاه الإمام الخامنئي، وقد قادت الجمهورية الإسلامية حربا ضد قوى الإستكبار، وتمت محاصرتها لسنوات لا لشيء، سوى لتصديها للصهيونية والإستكبار العالمي ومقارعته، وهي دولة تنشد العدل والإخاء وتطبيق الشريعة الإسلامية وتحكم الضمير الإنساني.
لاخير فيمن يدعي التشيع والمولاة، لآل البيت عليهم السلام وهو لا يسعى لإقامة دول العدل الإلهي، ولا يسعى لتحقيقها فالحب لله ولدولته العادلة يجب أن يكون مقرونا بالسلوك أيضا لا بالكلام فقط .
(اللهم عرفني نفسك، فإن لم تعرفني بنفسك لم أعرف رسولك، اللهم عرفني رسولك، فإن لم تعرفني برسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك، فإن لم أعرف حجتك ضللت عن ديني).
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha