قاسم الغراوي ||
كاتب وصحافي
في الوقت الذي يرفض فيه العالم اصرار الكيان الصهيوني ورفضه إيقاف إطلاق النار وفك الحصار عن غزة تطالعنا المؤسسات والهيئات والشخصيات الأمريكية صاحبة القرار بتصريحاتها عن اسفها لما يحصل في غزة دون ان تتخذ قرارا اوتضغط باتجاه وقف إطلاق النار لتثبت مصداقيتها تجاه مايجري من إبادة وقتل وتدمير ممنهج لغزة .
قال مسؤولون أمريكيون إنهم يخشون من أن الأسلحة الأمريكية التي طلبتها إسرائيل لأنها يمكن أن تغذي العنف في الضفة الغربية
وبينما طلبت إسرائيل 24000 بندقية هجومية، أعطى إيتامار بن غفير، الوزير اليميني المتطرف الذي يشرف على الشرطة، البنادق للمدنيين فيما يعرف بتشكيل "فرق أمنية" في صفوف المستوطنين وهو مقصود أن يقوم هؤلاء المتطرفين بالتعرض للفلسطينين والضغط عليهم وبالتالي تهجيرهم .
يقول المسؤولون الأمريكيون إن طلب الحكومة الإسرائيلية للحصول على 24000 بندقية هجومية من الولايات المتحدة لفت التدقيق من المشرعين الأمريكيين وبعض مسؤولي وزارة الخارجية الذين يخشون أن ينتهي الأمر بالأسلحة في أيدي المستوطنين والميليشيات المدنية التي تحاول إجبار الفلسطينيين على التهجير في الضفة الغربية، حيث تصاعد العنف. انهم يخشون مع كونهم يمتلكون القرار بمنع تصدير الأسلحة الى الكيان الصهيوني ؟!
تبلغ قيمة الشحنات الثلاث المقترحة من البنادق شبه الآلية والأوتوماتيكية 34 مليون دولار ويتم طلبها مباشرة من صانعي الأسلحة الأمريكيين، ولكنها تتطلب موافقة وزارة الخارجية وإخطار الكونغرس.
تقول الحكومة الصهيونية إن البنادق ستستخدمها قوة الشرطة الوطنية، لكنها أشارت أيضا إلى أنه يمكن إعطاؤها للمدنيين، كما قال أشخاص على دراية بصفقات الأسلحة ،وهذا واضح كونها تسعى لتسليح المتطرفين من اليهود للضغط على الفلسطينين.
أعرب المسؤولون العاملون في قضايا حقوق الإنسان عن تحفظاتهم، في حين أن أولئك الذين يشرفون على مبيعات الأسلحة يعتزمون الموافقة على الأوامر والإعلان عنها في الأيام المقبلة، كما يقول المسؤولون الأمريكيون.
تسعى الشرطة الصهيونية إلى تعزيز ترسانة أسلحتها بعد أن تعهد المسؤولون بتزويد المدنيين الإسرائيليين بآلاف الأسلحة في ما لا يقل عن 1000 بلدة ومدينة، بما في ذلك المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. انتقل حوالي 500000 إسرائيلي إلى المستوطنات هناك على مدى سنوات عديدة، والتي، إلى جانب نقاط التفتيش العسكرية والأسوار وغيرها من تدابير الاحتلال الصهيوني ، تبقي 2.7 مليون فلسطيني في المنطقة يعيشون في جيوب صغيرة منفصلة.
على الرغم من أن الكثير من الانتقادات العالمية لإجراءات إسرائيل الأخيرة تركزت على ضرباتها الجوية في قطاع غزة، والتي يقول مسؤولو وزارة الصحة هناك إنها قتلت ما يقرب من 10000 شخص، إلا أن الرئيس بايدن وكبار مساعديه ((قلقون)) بشكل متزايد بشأن تصاعد العنف في الضفة الغربية. قلقون وهم يساندون الكيان الصهيوني منذ اليوم الأول لتدمير غزة وترحيل العوائل فيها . هذا اذا نجوا من الموت .
تلك هي ازدواجية معايير الحكومات الغربية وامريكا تجاه الشعوب التى يتفرج ويتفرق قادتها دون توحيد الرؤيا والمواقف .
https://telegram.me/buratha