إنتصار الماهود ||
لقد كشفت معركة طوفان الأقصى، الوجه القبيح والجبان لمعظم الحكومات التي تدعي العروبة والإسلام، والتي أثبتت عمالتها و بإمتياز، فبدلا من دعم حماس وما تقوم به من الدفاع عن أرضها وإسنادها، نجد أن حكام الأعراب ينادون دون خجل أو حياء، بضرورة وقف الحرب وتحجيم ما تقوم به حماس، من أجل المدنيين العزل وضرورة ضبط النفس وإحترام القانون الدولي، عفوا من هنا لم يحترم القانون الدولي؟ أهل الأرض حماس الذين أغتصبت أرضهم، أم المغتصب للأرض، الذي فرض نفسه بالحيلة والقوة والمال، وزرع جذوره في أرض لم تكن يوما ملكا له.
لقد تباينت ردود الأفعال العربية، بين مؤيد لحماس ومدافع عنها، مثل العراق ولبنان واليمن (محور المقاومة الشيعي)، الذي ساند بقوة وشجاعة حماس، ونحن لا نتحدث عن مساندة ديبلوماسية وتصريحات أو دعم حكومي، بل نتحدث عن نصرة حقيقية، وفتح محاور قتال على أرض الواقع دعما لفلسطين ومقاومتها، كما حملت تلك الدول الكيان الغاصب المسؤولية الكاملة، وطالبت بمحاسبته، مقابل مواقف خجولة جبانة تبناها القسم الأكبر من الدول العربية، مثل مصر والأردن ودول الخليج والتي عقدت معاهدات تطبيع مع الكيان تحت مسمى مضحك، هو معاهدات السلام في الشرق الاوسط الجديد، فبدلا من مطالبة المحتل بوقف إعتداءه على أطفال غزة، نراهم يطالبون حماس بوقف ضرباتها القاصمة ضد المدنيين الاسرائيليين الأبرياء!.
أي براءة تلك التي يحملونها، وهم تغذوا على الحقد والكره والإحتقار للعرب والفلسطينيين؟!، متى سيتخذ حكام الأعراب موقفا مشرفا ولو لمرة واحدة، ويدعمون القضية الفلسطينية وبشجاعة أمام جماهيرهم، كقطع العلاقات الديبلوماسية مع المحتل، أو حتى وقف تصدير النفط للعم سام، والذي بيده تحريك كل خيوط هذه اللعبة القذرة، والتي تسببت بإزهاق أرواح أكثر من 10 الآف مواطن غزاوي، معظمهم من الأطفال والنساء.
راي بعض المحللين السياسيين أن الشارع العربي، هو شارع خاضع لحكامه، فالناس على دين ملوكها، أي أن الشعوب العربية تتبع الحاكم وتطيعه طاعة عمياء، وهو بالطبع نهج أموي قديم، نعم لا تستغربوا فموضوع طاعة ولي الأمر العمياء في الباطل قبل الحق ليست جديدة، فمنذ مقتل الحسين عليه السلام في كربلاء، وولاة الأمر طبعوا شعوبهم على الطاعة العمياء، ولو كانت باطلا واضحا وضد الشرائع والعقل والمنطق.
السؤال المهم هنا، هل سنرى تلك الشعوب بوادر لرفض ما يحدث والانتفاض ضد حكوماتهم، هل سنرى ما يقلب تلك لموازين؟ هل ستحدث توترات داخلية تزعزع تلك الحكومات الخانعة؟.
كجواب على تلك الأسئلة، بالطبع نعم ستحدث وهي ليست بموضوع مستبعد، فبشاعة العدوان الإسرائيلي في غزة هذه المرة، والتي فاقت كل الإعتداءات السابقة قد غيرت المعادلة، وربما سنرى توترات داخلية وتظاهرات ضد حكومات عربية، فما حدث من إعتداء لم يسلم منه لا طفل ولا إمرأة ولا مدرسة ولا مستشفى، ولا بيوت الله، فكل ما موجود في غزة هو هدف مباح لنيران الكيان الزائل، وهذا ما سيدفع بالشعوب من الضغط على حكوماتها، من أجل تبني موقف واضح وصريح ضد الإعتداء، وأول الدول التي ربما سنتفاجأ من موقفها هي الأردن ومصر بحكم قربها من فلسطين جغرافيا، و وجود جالية فلسطينية كبيرة ربما ستقوم بتحريك الرأي العام هناك، فرغم علاقات التطبيع بين هاتين الحكومتين والكيان، الإ أن الشعبين الأردني والمصري يدغم وبقوة غزة وحماس، وقد رأينا حجم التظاهرات المؤيدة خلال الفترة المنصرمة، وربما ستكون البحرين والمغرب من الدول التي ستلتحق بموقف مصر والأردن ، أما دول مثل السعودية والإمارات فدعوها لاهية بمهرجانات الرقص والطرب، وإستقبال الصهاينة على أراضيهم،( اشش لحد يجيب طاريهم لايزعلون الربع، ترة ذول ما محسوبين أصلا ع العرب ويشتغلون بأصولهم اليهودية).
لقد كان لدول لاتينية وأوربية مواقف داعمة، وتظاهرات حاشدة مؤيدة للقضية الفلسطينية، منذ الأيام الأولى للحرب على غزة، والتي وصلت للمناداة بتجريم الكيان الغاصب، وضرورة محاسبته عن تلك الجرائم، والتي صنفت ضمن حملات الإبادة الجماعية.
في الختام النداء الأخير لحكام العرب، ربما ستكون هذه أخر فرصة لكم كي تكونوا رجالا، ولو لمرة واحدة وتناصروا أخوتكم في فلسطين، وتدعمون الحق ضد الباطل، فالتاريخ لن يرحم الجبناء أبدا.
https://telegram.me/buratha