المقالات

الاردن وتهديد الحشد الشعبي العراقي


جبارعبدالزهرة

ليس بالأمر الغريب ان يهدد اردنيون على مستوى الحكومة والكتل السياسية وحتى الجماهير الشعبية الحشد العراقي في حالة اختراقه للحدود الأردنية وياتي في مقدمة ذلك ان هذا الحشد هو يتكون من الشيعة بشكل خالص ومن هنا اخذت الطائفية دورها في هذا التهديد وتجسد فيه الحقد المذهبي بشكل واضح 0

ونحن العرب والمسلمين ما احجونا لتجاوز هذه الهنات التي لا تخدمنا لا في الراهن ولا في المستقبل كما كانت في الماضي سببا في تشتتنا الذي اضعف شوكتنا وجعلنا لقمة سائغة في افواه الأعداء الأقوياء ومنهم امريكا وربيبتها اسرائيل 0

ينضاف الى ذلك انه يفضح عمالة الحكومة والكتل والأحزاب السياسية الأردنية وتبعيتها لأمريكا واصطفافها الى جانب الأحتلال الصهيوني الذي يشن اليوم حملة إبادة ضد الفلسطينيين في كل ارض فلسطين ولم يسلم من حملته هذه حتى عرب الداخل عرب (1948م) تلك الحملة التي خلفت اكثر من عشرة آلاف قتيل وخراب هائل ودمار كارثي في غزة وترفض امريكا إيقافها 0

ولكن الغريب في ذلك الوقت المأساوي الذي يمربه الشعب الفلسطيني فان الحكومة الأردنية التي تستدعي فيه منها صلة الرحم العربية الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في محنته ، فقد طلبت من امريكا صواريخ باتريوت لتعزيز دفاعاتها الجوية دفاعا عن اسرائيل لأعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة المنطلقة من العراق واليمن باتجاه اسرائيل دعما لغزة ودخولا في المعركة الى جانب حماس والفصائل الفلسطينية المشتبكة مع العدو الصهيوني 0

ومن هنا يكون اهل العراق واليمن هم اولى بلقب ( النشامى ) والتي تعني من بين ما تعنيه هو الإنتصار لصلة الرحم والدفاع عنها بكل السبل والوسائل اولى بها من الصهاينة العرب وهم الأردنيون حكومة وشعبا 0

غير ان بعض السياسيين الأردنيين الذين لا يتورع الواحد منهم في كلامه وسلوكه عن تهديد اخوته العرب العراقيين الذين هبوا لنصرة إخوتهم في غزة تجاه الإبادة الإسرائيلية لهم واصطفاف كبار الدول الى جانبها رغم باطلها ودمويتها السادية المتوحشة0

هذه الدول التي تنظر الى ذلك على انه حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ولا يوجد في تاريخ الإنسانية حتى في العصور (القروسيطة) فلسفة شاذة ومنحرفة مثل هذه الفسلفة التي تعتبر قتل شعب وإبادته وإزالته من الوجود وهو بالملايين هو حق مشروع في الدفاع عن النفس 0

ولكن هذا ليس بغريب على امريكا فألأمريكان عندما دخلوا ارض امريكا الشمالية في القرن السادس عشر كان تعداد نفوس اهلها الأصليين وهم الهنود الحمر (111)مليون قام الأمريكيون بابادتهم بمختلف انواع الأسلحة والوسائل المتوفرة لديهم في ذلك الوقت ومن اسلحتهم في هذا الابادة الاسلحة البايولوجية من خلال تزويد الهنود الحمر بالبطانيات والافرشة المسمومة والمشبعة بالجراثيم ولم يبق من الهنود الحمراليوم سوى مليونين والذين يطلقون على الامريكيين لقب ذلك الجنس اللعين 0

وقداستاسد الكثيرمن الأردنيين ضد الحشد الشعبي العراق ومنهم الامين العام لحزب الميثاق الدكتور محمد المومني الذي يقول عنه الخبر المتسرب من داخل الأردن :- ( شوهد المومني في شريط فيديو مصور يهدد الميليشيات العراقية بما فيها الحزب الشعبي العراقي بمقبرتهم في الأرض الأردنية اذا ما فكروا بدخول البلاد عنوة واشاعة التخريب فيها ) 0

ولكن اين كان محمد المومني من اسرائيل التي احتلت الضفة الغربية بعد حرب العام 1967م والتي كانت تابعة للادارة الاردنية كجزء من ارض الاردن من بعد ضمها الى الاردن في مؤتمر اريحا في العام 1951لماذا لا يذهب الى هذه الضفة ويجعل منها مقبرة للمحتل الصهيوني ويسترجعها منه ارضا وشعبا بدلا من ان يتركها تحت طائلة الإحتلال الإسرائيلي الذي يرتكب ما يرتكب بحق اهلها المدنيين الأبرياء من جرائم كارثية في القتل والتهجير بالتزامن مع جرائمه في قطاع غزة 0؟؟؟؟!!!

لا بأس نتمنى ان تكون عند المومني هذا القدرة ليواجه بها من يهددون امن الأردن علنا وفي مقدمتهم رئيس وزراء اسرائيل الحالي نتنياهو الذي ما برح يهدد باجتياح ارض الأردن وضمها الى مشروع اسرائيل الكبرى 0

ولكن ليس يهدد بها من يسعون الى نصرة اخوتهم العرب في فلسطين بعد ان تخلى عنهم العرب باستثناء اليمن ولبنان والعراق وهو محسوب على العرب المتخاذلين وليخلع عنه ربقة هذا التخاذل 0

ولا بأس من التعريج على التهديد الذي اطلقه وزير الداخلية السابق مازن القاضي ضد الحشد الشيعي العراق والذي اعلن فيه انه سيواجه هذا الحشد اذا تجاوز الحدود نحو الأردن بوسطة حشد عشائري اردني 0

وانا اقول له هداك الله إنّ الإنتماء الأصيل لأمة العرب يستدعي منك إذا كنت من العرب وانت ومن كان على شاكلتك اثبتم بمواقفكم المعادية لفلسطين انكم لستم من العرب وهم منكم براء 0

ولكن على افتراض انك عربي وعلى مضض كان المطلوب منك ان تهدد اسرائيل بأنك ستواجهها بالحشد العشائري الأردني إذا لم تكف عن قصفها لقطاع غزة وإذا لم ينسحب جيشها من هذا قطاع 0

ولماذا لا تستغل هذه المناسبة وتعلن الحرب على اسرائيل بحشدك العشائري المزعوم وفق تصورك المريض وتسترجع منهم الضفة الغربية وهي ارض اردنية احتلتها اسرائيل بعد حرب العام 1967م والتي بعدها اقامت دولة الاردن مع اسرائيل اتفاقية وادي عربة في العام 1994م ولم تطالب دولتك بالضفة الغربية في هذه ألإتفاقية ولم تحتج لا انت ولا غير على حكومتكم على هذه الإتفاقية المعيببة والمهينة لكم ارضا وشعبا ، ومن المضحك المبكي ان المتظاهرين الأردنيين يتظاهرون امام السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمّان دعما لفلسطين وهذا يحمل اعترافا ضمنيا من الشعب الأردني باسرائيل 0

ولكن انتظرا يا مازن القاضي ومحمد المومني ومن كان على شاكلتكما من المتصهينين الأردنيين و كما تقول العرب (سيلحق الهيجا حمل) واعلم ان الهيجاء هو قطاع غزة وبعد ان تبتلعه اسرائيل سيأتي دور الحمل وإن الحمل هو الأردن ويوم تحوم طائرات اسرائيل الحربية في سماء الأردن وتمطركم بوابل شديد من صواريخها ويتقدم الجيش الإسرائيلي ويجتاح ارض الأردن ويصنعون بكم ما صنعوا بغزة إن لم يكن اسوأ منه 0

يومها سوف تصرخون باعلى اصواتكم طالبين النجدة من حشد العراق وشعب العراق الذي لحم اكتافكم واكتاف كل اردني بدءأ من الملك عبدالله والملكة رانية وولي العهد وزوجته رجوة بنت الملياردير السعودي خالد آل سيف من خيرات العراق0

خيرات العراق التي لولاها لأصابكم الهزال والضعف ولإلتصق جلد والواحد منكم بعضمه كجياع افريقيا بسبب الفقر والعوز الذي كان سيحل بارضكم لولا دعم العراق لكم بالماء والغذاء والنفط والكهرباء ولكن العرب قالت (اتقِ شرَّ من احسنت إليه ) وقال المتنبي :-

إذا انت اكرمت الكريم ملكته وإن أنتَ أكرمت اللئيم تمردا

وعليه فإن الحشد الشعبي العراقي لا يشكل أي تهديدٍ على الأردن رغم ان اهل الاردن يحتلون هذه الارض التي جعلت بريطانيا منها دولة واعطتها للملك عبدالله الأول الذي اغتاله ابن شقيقه الحسين بن طلال في بيت المقدس واخذ التاج منه واعلن نفسه ملكا على الأردن وعليه فإن الأردن من ناحية الحكم والحيز الجغرافي غير شرعي 0

نعم إن اهل الأردن بالأصل والأرض التي يسكنون عليها هم ارض ومواطنون عراقيون واذا كان هناك من يكذبني فليطلع على تصريح اول رئيس وزراء لإسرائيل (( ديفد بن غوريون )) الذي صرح في العام 1956إبان العدوان الثلاثي على مصر بان الأردن تابعة للعراق ارضا وشعبا 0

وختاما على الاردن شعبا وحكومة ان يضمر الخير والمحبة لأشقائهم العراقيين وان ينظروا إليهم بعين الرضا وان يثقوا بهم وأن لا ينظروا إليهم بعين السخط والعداوة فالمصير واحد والعدو واحد والتلاحم والتضامن ورص الصفوف امر لابد منه لمواجه العدو بحزم وقوة 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك