حول خطابَيْ الوعد الصادق، رسالة إلى أُمة الإنتظار
علي السراي ||
والحق أقول بأني لم أشأ أن أكتب عن هذا الموضوع حتى سمعت حديثاً للاخ الاستاذ عبد الباري عطوان صباح اليوم، تطرق فيه إلى حديث سماحة السيد يوم الجمعة الفائت،
فرغم أن الرجل محسوب على محور المقاومة، ويُدافع عنه ويُشيد ببطولاته بكل لقاءاته ومؤتمراته، إلا إني قرأت مابين ثنايا كلماته والطريقة التي تحدث بها، وتناولهِ لِكُنهِ وماهيّة الخِطاب الذي كان يأمل منه أن يكون خطاب الدخولِ المُعلن إلى الحرب المفتوحة واشعال جحيم الجبهة الشمالية على الكيان ، إلا أن ذلك لم يحدث وقد قالها على مضض، وهنا قررت أن أكتب فأقول.
ويقيناً أن كلامي هذا غير موجه إلى معسكر المنافقين والمثبطين وسقط المتاع، من الذين شنعوا بخطاب السيد وقالوا ماقالوه فيه، فهولاء المنافقين حتى لو أعلن سماحة السيد إنه سيضرب إسرائيل بقنبلة نووية لرأيتهم يلطمون وينوحون نوّحُ الثكلى من على كُل شاشات العهر العربي صارخين مالنا ولغزة؟ مالنا ولحزب الله الذي يريد جرّ المنطقة إلى حرب مدمرة ؟ دعوا الفلسطينيين والصهاينة يتقاتلون فيما بينهم وابعدونا ودولنا عنها، نريد أن نعيش بسلام و و و الخ … كل هذا وأكثر كان سيحدث .. وكأني بهذه الاية الكريمة قد وصفت لسان حال أمة المنافقين الذين مردوا على الكذب والنفاق.
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)) صدق الله العلي العظيم.
أما بالنسبة للمنتظرين فأقول
يقيناً أن كل أُمة الإنتظار هم على ذات الثقة العالية بسماحة الوعد الصادق، وكل قيادات المحور، وهذا الشي لاغبار عليه، حتى وإن جرت الرياح بما لاتشتهي سُفُننا.
وتستحضرني هنا قصة الطفل والطائرة … ففي إحدى الرحلات الجوية دخلت الطائرة التي تقل المسافرين في أحد المطبات الجوية، واحدثت هزة عنيفة في الطائرة لدقائق كانت كفيلة بإحداث حالة كبيرة من الخوف والرعب لدى الركاب، الكل قد دخل في نوبة الهستيريا تلك، إلا طفل واحد ، كان يجلس بكل طمأنينة وهدوء ولم يُبدي أي رد فعل على ماحدث، مما لفت أنظار الركاب إليه وحاز على اهتمام ، بل وأثار إستغرابهم وفضولهم أيضا، من أين جاء بكل تلك الثقة والهدوء؟ وماهي تلك القوة الخفية التي كان يمتلكها في تلك اللحظات العصيبة، وهنا سألوه عن حالته وكيف لم تؤثر فيه تلك اللحظات العصيبة ، بعدها سكت الجميع بإنتظار جواب الطفل، حينها وقف ينظر إليهم ومازالت حالة الذهول تسيطر عليهم قائلاً.
كنت أعلم أن لن يحصل شيء… والسبب لإن قائد الطائرة هو أبي… وأنا أثق بأبي وأعرفه جيداً ولهذا لم أرتعب كما أنتم.
غاية هذه القصة وعذراً على الإطالة تنطبق علينا نحن أُمة المنتظرين.
نعم قبل يوم الجمعة وقف العالم على قدم واحدة بإنتظار ماسيقرره الوعد الصادق، ونحن كنا معهم وظننا كما ظنوا، ولهذا كتبنا وقلنا نحن جاهزون يابن رسول الله ، المحور وشعوبه وكل أمة الانتظار رهن الإشارة وطوع اليمين، وحينما جاء يوم الخطاب وجدنا بإنه خالٍ من أمر أعلان الحرب الفاصلة كما توقعنا، ولن تُفتح جبهة الشمال جحيمها على مصراعيه، بل بإحتساب هجمات هنا وأخرى هناك، ومشاغلة العدو واضعاف جبهته التي أدت إلى وضع نصف قوته العسكرية بأتجاه جبهة الشمال، هذه المشاغلة المهمة هي التي أفشلت مخطط القيام بالحرب البرية واقتحام غزة. ناهيك عن تهديده المباشر لامريكا وقواعدها وبوارجها واستعداده لها.
حقيقة وللاسف الشديد كانت ردود ( بعض ) الاخوة من المحسوبين علينا سواء من المنتظرين أو خارجهم أن لماذا لم يفعل السيد كذا وكذا؟ وان الخطاب لم يكن على قدر ومستوى الحدث و و و ، وهنا أقول وبكل صراحة ووضوح كان يجب أن يكون موقفهم تماماً كموقف الطفل في الطائرة، لماذا؟
لإننا كلنا ثقة بما يقوله قادتنا الميدانيين، وبما يتخذونه من قرارات ربما خفيت علينا ماهيتها، لإننا لانعلم مايجري هناك في أرض المعركة، ومعطيات ساحات الحرب وسواتر الجهاد ، وكذلك الحسابات الميدانية الواقعية، ناهيك عن الموقف الدولي وحساباته. وبما أن سماحة السيد هو سيد من يقرأ الساحات ومعطياتها إذاً، لابد لنا من التسليم المطلق بكل قراءاته وقراراته.
وهذا الامر الهام كذلك ينطبق على كل ساحات الإنتظار ومسارح التمهيد المهدوي في هذه المرحلة الحساسة والواجب الملقى على عواتقنا كأمة إنتظار، أي أن علينا أن نعمل وفق تكليفنا الشرعي، وبكل ما أوتينا من قوة في هذا السبيل، وأن لا نترك أي وسيلة من شأنها ان تُقرب وتُعجل مشروعنا الالهي وتُمهد له، ونترك الباقي كله على الله، فإن شاء عجّل به، وإن شاء أخره لوقت هو يعلمه.
إذاً علينا فقط التسليم المطلق
وليس غير التسليم المطلق، ولله أمر هو بالغه. ويقيناً علينا الوثوق والتسليم لقادتنا الميدانيين وزعمائنا الدينيين
اللهم عجل لوليك الفرج
واجعلنا من أنصاره وأتباعه والمستشهدين بين يديه
إنك سميع مجيب.
إنهم يرونه بعيداً ونراه قريبا
والحمد لله رب العالمين
https://telegram.me/buratha