عمار الولائيّ ||
العراق/ واسط
الصهيونية: حركة قصدت إلى قيام دولة إسرائيلية في صهيون (القدس) على غرار الدولة القديمة التي قضت عليها روما، تزعّمها (تيودور هرتزل) الذي دعا في أخريات القرن 19 التاسع عشر الميلادي إلى أول مؤتمر صهيونى دولي عُقد في ( بازل ) بسويسرا، وقرر تكوين منظمات صهيونية في البلاد التي يوجد فيها عدد كافٍ من اليهود، وقام من بعده زعماء آخرون أمثال ( ماكس نوردو)و (حايم وايزمان) وتعاقبت مؤتمراتها وتحمّس لها يهود شرق أوروبا وأمدّها يهود أمريكا بالمال وتطلعت الصهيونية إلى فلسطين لتكون مقرّا لها، ثم جاء في سنة 1917 م وعد (بلفور المشؤوم) الذي سمح لليهود بتكوين وطن لهم في فلسطين فعزز آمالها وبدأت هجرة اليهود إلى فلسطين سنة 1923 م ، وزادت في عهد الانتداب البريطاني وشجع عليها حركات الاضطهاد في أوروبا كالحركة النازية، وفي سنة 1945 م أوقف الإنجليز الهجرة ولكن بعد أن أصبح عدد اليهود في فلسطين خطرًا على العرب، ثم كانت المشكلة الفلسطينية الكبرى التي عرضت على هيئة الأمم فقررت تقسيم فلسطين بين العرب واليهود ولم يقبل العرب هذا التقسيم ورغم ذلك أُعلِنت الدولة الإسرائيلية في 14 مايو سنة 1948 م فازدادت مشكلة فلسطين تفاقمًا ولا تزال تبعث الخراب والفساد والإفساد والفتن والانقسامات والدم والدمار والحروب في فلسطين ومنطقة غرب آسيا عمومًا.
واحدة من معالم عصر الظهور الشريف هو تجمُّع اليهود في فلسطين،وقد تحدثت سورة الإسراء عن وعدٍ إلهيّ لبني اسرائيل في معرض الحديث عنهم، وقد تحدثت السورة الشريفة عن القيام الأول لبني إسرائيل والذي سُمّي (الإفساد الأول في الأرض )وأنّ الإفساد الأول كانت عقوبته بعبادٍ للّه سبحانه وتعالى،وأنّ هذا الإفساد قد انتهى وبقي الإفساد والعُلوّ الثاني حيث وصف اللّه سبحانه وتعالى القيام الثاني لبني إسرائيل بأنّه أكثر نفيرًا،وأنّه محكوم عليه بالزوال أيضًا ومن قبل نفس العباد الذين دخلوا المسجد أوّل مرة، وبقرينة أنّ الإمام المهدي (عليه السلام) هو من سيدخل فلسطين ليحرّرها من اليهود يظهر أنّ القيام الثاني لبني إسرائيل سيكون في عصر الظهور الشريف
فلسطين أرض الأنبياء، أرض إبراهيم وإسحاق ويعقوب و يوسف وداوود و سليمان،وهي أرضٌ سكنها الفلسطينيون قبل اليهود ولكن اللّه تعالى جعلها أرضًا مباركة، ووعد بني إسرائيل بها على لسان موسى وهارون، وفعلا دخلها اليهود زمن طالوت والنبي أشموئيل بعد أن هزموا الفلسطينين (الكفرة آنذاك) بقيادة جالوت قال تعالى: ((فهزموهم بإذن اللّه وقتلَ داوودُ جالوتَ) البقرة: ٢٥١
وبقي بنو إسرائيل يحكمون بها إلى أن أفسدوا فحلّت عليهم عقوبة من اللّه تعالى فتمّ طردهم من الأرض على يد نبوخذنصر سنة ٥٨٦ قبل الميلاد وسباهم إلى بابل، وبقى اليهود في بابل قرابة ٧٠ سنة حتى جاء كورش الفارسي و أرجعهم إلى فلسطين مرَّةً أخرى زمن النبي العزير، ولكنهم طغوا مجددا فتم طردهم مجددا سنة ٧٠ بعد الميلاد على يد الرومان وهدموا الهيكل مجدّدا.
وانتصر المسلمون على النصارى، وصارت فلسطين أرضاً إسلامية (لا عربية ولا يهودية) تبع للمسلمين يؤخذ من النصارى الجزية فيها ولا يوجد فيها يهودي واحد، وبقيت كذلك إلى أن تحكَّمَ بنا الإنجليز فأهدوا أرض فلسطين الإسلامية (لا العربية) إلى اليهود (كدين لا كعِرق) ليعلنوا كيانهم الغاصب عام ١٩٤٨.
نحن على موعدٍ إلهي ذكرته سورة الإسراء المباركة في نهاية اليهود إلى الأبد بعد هذا التجمّع والطغيان والعلوّ والإفساد، وقريبًا (إن شاء الله) ستتحرّر على يد أهل قم وأصحاب الرايات السود المشرقية وحلفائهم كما أخبرتنا بذلك الروايات الشريفة،وما طوفان الأقصى الذي بدأ إلّا نموذج مصغَّر لما سيجري في الحرب الكبرى الشاملة والحاسمة، ويقينًا ما بعد طوفان الأقصى ليس كما قبله، ونحن نثق بقيادة المحور الممهِّد، ونثق بالحكمة والحنكة التي لديهم،وبفائض الوعي والبصيرة التي يحملونها، ونعلم جيداً أنّ لديهم حسابات سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية غاية في التعقيد والدقة،وبالتالي فإنّ طبيعة وحجم وكيفية وزمان ومكان الرد والتصعيد التدريجي المدروس يحدده القادة المخلصون فرسان الانتظار والتمهيد المهدوي،وهم بالتأكيد لا يفصحون عن هذه الحسابات لأنّها من المفاجآت، والمفاجآت كما تعلمون لا يُعلَن عن تفاصيلها، ولكن نؤكِّد لكم أنّ العدو الصهيوني سيُمرَّغ أنفه بالتراب وهذا وعدٌ قرآني غير مكذوب،وأنّ الداعم الرئيس له (الأميركي) سيضطر لمغادرة العراق ومن كل غرب آسيا مرغماً؛ نعم ربّما يكون المسار طويلًا ولا بُدَّ من وجود تضحيات جِسام، ولكنَّه مسارٌ واعدّ ومُبشِّرٌ بإذنِ اللّه تعالى.
يقول الحق تعالى في سورة الإسراء في معرض موعد العقوبة والعلو الثاني لبني إسرائيل الذي نحن نعيشه اليوم (( فَإِذَا جَاء وَعدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُم وَلِيَدخُلُوا المَسجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوا تَتبِيرًا))
أي أنّ عقوبة الإفساد الثاني ستكون على ثلاثة مراحل:
الأولى : إساءة الوجه (لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُم) أي أنّ وجوه اليهود حزينة كئيبة مسودّة بفعل استراتيجية محور المقاومة الذي أذلّهم.
الثانية: دخول المسجد كما دخلوه أول مرة
الثالثة: التتبير : هو الإهلاك الكبير حيث لا يبقي ولا يذر وتراً من الصهاينة المحتلين المفسدين.
ونختم حديثنا بتصريحات رسميّة حول زوال إسرائيل.
أولًا: السيد الإمام الخامنئي(دام ظلّه) بتأريخ 22/ 5 /2019 يقول لطلبة الجامعات : (سترون كُلُّكم زوالَ أمريكا وإسرائيل)
ثانيًا: السيد الإمام الخامنئي(دام ظله) بتأريخ 2021/05/07 : (إنّني أقولها بشكلٍ قاطع: إنّ الخطّ البياني الانحداري باتجاه زوال العدوّ الصهيوني قد بدأ وسوف لن يتوقف).
ثالثًا: سماحة السيد حسن نصر اللّه(أعزّه اللّه) بتأريخ 26/ 5 / 2021: (زوال الكيان الاسرائيلي باتَ أقرب والمسألة مسألة وقت فقط)
رابعًا: سماحة السيد حسن نصر اللّه(أعزّه اللّه) بتأريخ 26/ 5 / 2021: (الحرب الكبرى إذا وقعت ستكون نتيجتها زوال إسرائيل وأحد أشكال الرَّدع هو التحضير للحرب الكبرى)
خامسًا: تصريح رئيس حكومة العدو السابق نفتالي بينيت قائلًا : تفكّكت (دولتنا) سابقاً مرّتين بسبب الصراعات الداخلية الأولى عندما كان عمر دولتنا 80 عاماً، والثانية عندما كان عمرها 77 عاماً، ونحن الآن نعيش في حقبتنا الثالثة ونقترب من العقد الثامن ونقف جميعاً أمام اختبارٍ حقيقي، فهل سنتمكن من الحفاظ على "دولتنا"؟
سادسًا: رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قال في عام 2017 : (سأجتهد لتبلغ إسرائيل عيد ميلادها المئة، إنّ مسألة وجودنا ليست مفهومة ضمناً وليست بديهية، فالتاريخ يعلّمنا أنه لم تعمّر دولة للشعب اليهودي أكثر من80 سنة)
سابعًا: في مقال له في يديعوت أحرونوت بتأريخ 4-5-2022 (إيهود باراك) رئيس وزراء الكيان السابق ووزير حربها ورئيس أركان جيشها، بدا متخوّفًا من زوال إسرائيل وأنها قد لا تتجاوز ثمانين سنة من عمرها قائلًا: أنّه خلال التأريخ اليهودي فإنه لم تعمر لليهود دولة لأكثر من ثمانين سنة إلّا في فترتين، فترة الملك داوود وفترة الحشمونيين، وفي كلا الفترتين فإنّ بداية تفكُّك كليهما كانت في العقد الثامن،وأنّ تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة، وهي الآن في عقدها الثامن، وأنّه يخشى أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتيها).
https://telegram.me/buratha