المقالات

لا تركنوا الى اسرائيل


الشيخ محمد الربيعي ||

 

(( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ))

كلا كلا اسرائيل .. كلا كلا اسرائيل 

عندما الله تعالى رسله وأنبياءه ، حملهم رسالة واحدة الى الناس ، عنوانها توحيد الله ربا و إلها وملكا ، وجميع بني البشر مسؤولون أمامه فلا رب سواه و لاطاعة لغيره ، وبذلك يكون ضمان حفظ كرامة الانسانية .

ان الاسلام ينطلق في كل تشريعاته وسنن قوانينه من قاعدة تكريم الانسان ورفع شأنه وقيمة و مكانة ودورا ، لذلك لم يكن اصدار الاوامر و النواهي للناس للالتزام يموضوع معركة الاسلام الاولى ، المهم الاول كان تحرير الانسان من سلطة اي وثن او صنم كان حجرا ام بشرا ..

محل الشاهد: 

ان معنى ان تظلم انسانا معناه انك تستغله فيما تملك من سلطه او قوة او جاه او مال لقهر الانسان الاخر ، و من يتقبل ذلك الظلم معناه هدر حقوقه و سحق شخصيته وكرامة و انسانيته ...  لقد اشار الله سبحانه الى النتائج المدمرة التي يتركها الظلم عندما يستشري في المجتمعات وعند الافراد وخصوصا لمن يملك القرار ( ولقد اهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا ) ، ( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا ان في ذلك لاية لقوم يعملوا ) .

وفي الحديث عن الامام علي ( ع ) ( وليس شيء أدعى الى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من اقامة على ظلم فإن الله سميع دعوة المضطهدين وهو للظالمين بالمرصاد ) .

وحتى ينتهي الظلم و تزال اثاره ويتحقق العدل امر الله سبحانه و تعالى بالوقوف ضد الظالمين و الظلم  ( والذين اذا أصابهم البغي هم ينتصرون ) ، و في وصية الامام علي ( ع ) الى الامامي الحسن و الحسين ( ع ) (( قولا بالحق واعملا للاجر ، وكونا للظالم خصما وللمظلوم عونا )) .

ولذلك نلاحظ اكد القران الكريم الكريم في مواطن عدة و كذلك السنة الشريفة من تحذير من الظلم و الركون الى الظلم و الظالمين كما اشارة اية (( ولا تركنوا الى الذين ظلموا .....)) ، وكما نعلم ان الركون في اللغة معناه هو السكوت على الشيء و الميل اليه ...

ويقصد من الركون الى الظالمين هو الرضا بأعمالهم الظلمة وتبرير اعمالهم وتحسين صورتهم بين الناس وتأييدهم بكل الوسائل التأييد وصلا الى مواجهة من يعارضونهم ومد يد العون اليهم لبسط نفوذهم وتقوية حضورهم بين الناس .

ان الظالمين لايملكوا قوة حقيقية وانما قوتهم تاتي من اتباع و الأزلام ممن يهللون لهم ويمجدون و يحمدونهم و يسبحون لهم ...وهذا ما اشارة الية مدرسة اهل البيت ( ع ) بلسان الامام الصادق ( ع ) عندما تحدوا عن سبب الذي يقوي الظلم و الظالمين وكانت الاشارة وقتها على بني امية لعنهم الله ( لولا أن بني امية وجدوا من يكتب لهم ، و يجبي لهم الفيء ، و يقاتل عنهم ، و يشهد جماعتهم ، لما سلبونا حقنا ...)) 

فالناس الذين يؤيدوا الظالم ويسكتوا على الظلم و الظالمين هم من يمنحوهم القوة و الثبات في مواقعهم و ينصروهم .

ومن هنا شددت الشريعة الاسلامية في كافة مصادرها على الامتناع عن مد الظالمين باي سبب من اسباب الدعم والتأييد ، ففي الحديث (( من اعانة على مؤمن بشطر كلمة ( قال يستاهل ، او حق الظالم ان يفعل به ذلك وغيره من انواع العون ) لقي الله عزوجل يوم القيامة مكتوبا بين عينية آيس من رحمتي )).

ومن هنا لايكون الانسان في امان عذاب الله من نصرة الظلم والظالمين بان لايشارك بل عليه ان ينتبه ان لا يركن ولايؤيد و لايدعم الى اخره ...

ان السكوت عن الظلم و الظالمين معناه تشوية فطرة الانسان من خلال تقبل حالة الظلم و تقبل حالة الظالم ، واعتبارها حالة طبيعية وجدانية ذاتية في خلق الانسان وهذا خلاف كل القيم الانسانية او الوجود الطبيعي الذي اراده الله تعالى للبشرية ...

وهذا ما واجهه الانبياء و المرسلين و الائمة و المصلحون ، حيث لم يريدوا للامة تقبل الظلم و الظالمين لان هذا التقبل معناة الخروج من حالة الوحدانية الى حالة العبودية ...

ومن هنا تاتي المسؤولية كل الواعين ان يتقدموا الى الناس وبث له حالة الوعي و النهوض من الاستسلام الى الظلم و الظالمين ، وان لايصبح الظلم هو حقيقة مسلمة يجب الخضوع لها ، يجب بقاء اصوات الاحرار يرفض ويواجه كل ظلم وكل ظالم ...

اننا نعيش يوم حالة التملق و التزلف والمجاملة للظالمين والفاسدين والمحتلين ، وهم من به تقوى الظلم و الظالمين امثال المحتلين امريكا و اسرائيل ...

علينا ان نعلم ونعلم الاجيال ان الطريق الى الله تعالى لن يكون الا بالوقوف بوجه الظالمين والفاسدين ونقول كما قال النبي موسى ( ع ) (( قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين )) ، يراد نفهم ويفهم الاجيال ان الايمان بالله لايمكن أن يلتقي مع ظلم العباد فهما طريقان لا يلتقيان ابدا (( الذين امنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون ))

يراد ان نعلم ونعلم الاجيال ان نقف بوجه الذين يظلمون باسم الله وباسم الاسلام (( ومن اظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى الى الاسلام والله لا يهدي القوم الظالمين . يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )) 

اللهم احفظ الاسلام و المسلمين 

اللهم احفظ العراق و شعبه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك