المقالات

بهجة التوراة؟!


مصطفى الهادي.

تتردد عبارة (بهجة التوراة) على لسان قادة حرب إسرائيل هذه الأيام بكثرة منها قول وزير دفاع الكيان (الاتفاق مع حماس لا يُمثل بهجة التوراة).

يقول قائد الموساد (الاتفاق مع حماس مخالف لبهجة التوراة). ويصرخ لابيد وسط البرلمان اليهودي : (أين بهجة التوراة هذه هزيمة).

ولدى البحث في التوراة لم نحد عيدا بإسم (بهجة التوراة) ولكن تبين من خلال النصوص التي ذكرت (البهجة) هي الفرحة بهلاك السائمة والجوييم. يعني هلاك كل من لا ينتمي للدين اليهودي، ومن هنا ردد المسؤولين الإسرائيليين كلامهم بحق الفلسطينيين (نحن لا نقاتل بشر نقاتل حيوانات).

ولبهجة التوراة أسماء كثيرة أخرى يختفي تحت بعضها الهدف الحقيقي لهذا العيد ،منها (سماحة توراة)، ولكن اشهر تسمياتها هو (يوم النهاية).(1) الذي ينتظره اليهود بشوق بالغ لوضع حد لنهاية معاناتهم. ونسوا أن معاناتهم نابعة من سوء نواياهم وخبثهم وإجرامهم بحق الشعوب على طول تاريخهم. ان مصطلح (بهجة التوراة) يتلخص في اشهر عبارة وردت في التوراة في سفر حزقيال وهي (اقتلوا للهلاك). حيث ورد نص ينسبونه لله تعالى يقولون فيه بأن الله أمرهم عند احتلال المدن قائلا : (اعبروا المدينة واضربوا. لا تشفق أعينكم ولا تعفوا.. اقتلوا للهلاك).(2) الشفقة والرحمة منزوعة من قلوبهم، والقتل ليس من أجل نشر الدين بل قتلٌ عبثي عنوانه أقتلوا للهلاك (الإبادة).

وقد جسّد إخوان القردة ذلك على طول تاريخهم فلا يدخلوا منطقة إلا واهلكوا كل حيّ فيها (جسديا من خلال حروب الإبادة ، أو أخلاقيا من خلال الأفكار الشيطانية الهدامة، او يخنقوه اقتصاديا فيُبيدون كل مقومات الحياة لديه، أو يُرعبوه أمنيا من خلال بث الإشاعات والأراجيف). وقدرتهم على فعل ذلك نابعة من امتلاكهم للمال والإعلام وقدرتهم على الخداع والخبث والمكر.

وبواسطة المال والدعارة يعثرون على أصحاب النفوس المريضة ممن ماتت إنسانيتهم من سفلة الأمم. فيستعينون بأمثال هذه الحثالات لضرب الأمم وشلّ قدرتها وتدمير الشعوب من الداخل. وعن طريق هذه الحثالات يستعبدون الشعوب وهذا ما تأمرهم به تورا تهم كما يقول في سفر إشعياء حاكيا عن بهجة التوراة : (ويقف الأجانب ويرعون غنمكم، ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم. أما أنتم فتدعون كهنة الرب، تأكلون ثروة الأمم، وعلى مجدهم تتأمرون. تبتهجون بنصيبهم. لذلك ترثون في أرضهم ضعفين. بهجة أبدية تكون لكم).(3)

نعم بهجة التوراة أن الأجانب يرعون غنمهم ويحرثون أرضهم ويزرعون ليأكل إخوان القردة والخنازير وهم متكئون على الأرائك، وهذه هي بهجتهم.

ولعل قائل يقول وماذا عن التسميات الأخرى التي يطلقونها على (بهجة التوراة)، مثل آخر أيام العيد و سمحات توراه، وغيرها التي لا تدل على العنف فنقول : أنهم كعادتهم يخفون أعمالهم الإجرامية تحت عناوين برّاقة، ولكن دائما ما تفضحهم أعمالهم التي تُظهر حقيقة نواياهم، ولو تمعنا في (بهجة توراه) لرأينا أنها لم تصدر عن المسؤولين إلا أيام الحروب التي يُحقق فيها الصهاينة انتصارات دموية مروّعة.

المصادر:

1- وحسب موقع وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية وفا، فإن هناك تسمية حديثة منها : ( آخر أيام العيد و جاؤينم و يوم الكتاب و يوم النهاية وأخيرا سمّيَ في آخر أيام الفقهاء بـ سمحات توراه).

2- سفر حزقيال 9 : 4 ــ 6. الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء، اقتلوا للهلاك.

3- سفر إشعياء 61 : 5 ـ 7.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك