د بلال الخليفة
ان الاحداث السياسية هي احد اهم العوامل المؤثرة الرئيسية في سعر برميل النفط العالمي، وخصوصا الازمات الكبيرة المتمثلة بالحروب وعلى راسها حروب الخليج الثلاث وحرب غزة وأوكرانيا.
مثلا ان الأسعار قبل حرب الخليج الأولى كانت منخفضة ففي عام 1978 كان سعر برميل النفط هو 14 دولار وارتفع حتى لامس 31 دولار عام 1979 بسبب تغير النظام في ايران والتخوف الحاصل في السياسة الجديدة للحكومة التي أتت بعد مجيء الشاه، واصبح سعر برميل النفط في عام 1980 هو 36 دولار بسبب الحرب والنقص في امداد السوق العالمي من النفط.
اما في حر ب الخليج الثانية فكانت أسعار برميل النفط لخام برنت هو بحدود 16 دولار في بداية عام 1990 اما في نهاية العام ولنفس خام الإشارة اصبح سعر برميل النفط يلامس 40 دولار للبرميل الواحد.
وفي حر بالخليج الثالثة عام 2003 كانت أسعار البرميل بحدود 22 دولار في نهاية العام الذي يسبقه ولكنه وصل في شهر مارس اذار الى 32 دولار عام 2003 بسبب التخوف من نقص الامدادات في سوق النفط والتوتر الحاصل في منطقة الخليج الذي يصدر اكثر من ثلث النفط منه الى العالم.
ومن ثم وصل الى 38 دولار عام 2004 ، و54 دولار عام 2005 و 65 دولار عام 2006 وهكذا نلاحظ ان الارتفاع يكون بزيادة بوتيرة اكثر من خطية.
لناتي الان على الازمة الأوكرانية والحرب مع روسيا، فقد كانت الأسعار قبل اندلاع الحرب هي تتراوح حول 72 ولار للبرميل الواحد لخام الإشارة برنت ولكن بمجرد وقوعها ولأهمية روسيا في سوق الطاقة العالمي من حيث الغاز أولا والنفط ثانيا والمنتجات النفطية ثالثا حت احتلت روسيا انها تجهز تقريبا نصف الطاقة المستهلكة في أوروبا.
وان الغرب بزعامة أمريكا وأوروبا بدأت بفرض عقوبات على المال والطاقة الروسي فبدأت أسعار الطاقة بكل أنواعها ومن أهمها أسعار النفط بالارتفاع حتى بلغ سعر برميل النفط الواحد هو 120 دولار .
فادرك الغرب خطورة الامر ووالذي هدد الاقتصاد العالمي فارتفع التضخم العالمي بحدود 8% عالميا واما بعض الدول في أوروبا وصل التضخم فيه يلامس 20 % .
أي ان الارتفاع كان بفعل الغرب ومن الممكن تلافيه لكن بخسارة أوروبية او تنازل عن شروطهم وعقوباتهم وهذا ما حدث.
الحرب الأخرى التي حدثت في الآونة الأخيرة هي بين المقاومة الإسلامية حماس وبين إسرائيل ورغم صغر غزة التي يشغلها حماس لكن التأثير كان كبير، واهميه الحرب تكمن انها تعني حرب غير مباشرة بين محورين الأول الغربي بزعامة أمريكا والغرب والثاني المحور الشرقي بزعامة الصين وروسيا وايران وكوريا.
ان الحرب أيضا تميزت ان حلفاء حماس هم مؤثرين جدا في عملية امداد الطاقة والنقطة الأهم انهم يقعون على تلك الخطوط ومنها مضيق هرمز من جهة ايران ومضيق باب المندب الذي يقع تحت مرمى وسيطرة الحوثيين (حركة انصار الله) وهذه النقط تشكل تهديد كبير جدا، حيث لاحظنا ان اول أيام الحرب ارتفعت أسعار النفط ولكن ليس بمستوى كبير كلاقي الازمات والحرب وكان معدل الارتفاع هو 4 دولار ولكن بعد ان سيطرة انصار الله على بواخر تعود لرجال اعمال إسرائيليين تغيرت كفة الحرب ودخلت بمستوى اخطر حتى من حرب أوكرانيا ولأن تاثيرها قد يطال التجارة العالمية التي تمر من المناطق التي بقرب من الحوثيين، حيث لاحظنا ان الهدنة لحقت الحدث بايام معدودة.
الخلاصة ان الحرب الأوكرانية رفعت أسعار النفط اعلى من حرب غزة لكن الأخيرة هي الأخطر وخصوصا بعد تهديد أمريكا لحزب الله بانه ان دخل هو وايران بصورة حرب مباشرة مع إسرائيل فان أمريكا تدخل وبصورة مباشرة أيضا وهذا يعني انها حرب عالمية ثالثة وان برميل النفط سيلامس 500 دولار ان وقعت تلك الحرب لان الخليج سوف لا يكون قادر على تصدير نفطة ابدا.
https://telegram.me/buratha